يستظيف حزب ( يساري) مغربي ما بين 26 و 28 ابريل 2019 بطنحة مؤتمرا اول لما يسمى (بالجبهة العربية التقدمية) . تحت شعار غريب (وحدة الشعوب العربية ضرورة تاريخية ورهان استراتيجي).
وفي الوقت الدي ظننت فيه ان مثل هذه الهيئات وهده الشعارات انتهى موضوعها وزمانها ورهاناتها نفاجئ بعودة متانية لدعاة النعرات الشوفينية العرقية لاستكمال على ما اضن لمسلسل التنميط والتحنيط الدي نفدوه طيلة النصف الثاني من القرن العشرين . بالرغم من اعلان وفاة شيوخها ومصادرها بمن فيه انظمة البعث بالعراق وسوريا وليبيا وقبلهم النظام الناصري بمصر .
ولذلك انتابني شعور قلق لبروز جديد لهده التيارات القومجية وتستدعي هده المبادرة اثارة الانتباه لما يلي:
1- ان اختيار هؤلاء للمغرب بدل احدى دول الشرق الاوسط , وفي ضيافة حزب مغربي منغلق غارق في الشوفينية تحكمه في نظري خلفيات مدمرة تستهدف من جهة امازيغية المغرب ومن جهة اخرى العمل على انبعاث الروح في مدافع القصف التي لعبت دورا محوريا في نحر واندثار الامازيغية بالمغرب مند الستينات من القرن الماضي وبالاخص مند بداية فترة الحزب الناصري بمصر واحتضانها انداك لقائد مقاومة الريف المرحوم عبد الكريم الخطابي
2- انعقاد هدا المؤتمر الاول بطنجة كان بوعي وباهداف سياسوية مقيتة . حيث سبق وان احتضنت نفس المدينة في نفس الايام مؤتمر طنحة المنعقد بدوره ايام 27 – 30 أبريل 1958 في ضيافة حزب الاستقلال وبحضور الحزب الدستوري الجديد التونسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية. ولذلك دلالات ورسائل سياسية خطيرة على ما راكمناه كحركة امازيغية من اجل تثبيت كون وطننا لن يكون الا بعمق افريقي وامتدادات متوسطية .
3- تنظيم هدا المؤتمر في هده اللحضة فيه تدليس وربما نية لاستكمال مسار التدمير الذي كرسه الحزب الحاكم بتحكمه ضد انتضاراتنا من الدولة لاعتماد رؤية فاعلة ومنصفة للامازيغية .
4- تنظيم هدا المؤتمر تحت شعار وهمي ( وحدة الشعوب العربية ). فيه استفزاز كبير لمشاعرنا ومساس بما ركمناه وما راكمته الحركات الاجتماعية بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا من قيم الاختلاف والتعدد والتنوع . كنقيض لمرامي هدا المؤتمر الساعي الى خندقة شعوب المنطقة في هوية الوافد المستبد.
5- ان جميع الدمقراطيين مطالبون بالتنديد بشعار هدا المؤتمر لكونه شعار بائد مرتبط بانظمة استبدادية ديكتاتوية قاهرة لشعوبها.
6- ان الحزب او الاحزاب (اليسارية) التي احتظنت هدا المؤتمر لا تختلف في شئ عن الاحزاب الوهابية بمرجعية اسلاموية التي اغرقت البلاد في التخلف والجهل في مختلف مجالات الحياة اليومية.
7- اتسائل عن مصدر تمويل هدا المؤتمر الدي يحتمل انه من اجندة اجنبية وجب استنكار شعاره لكوننا في دول شمال افريقيا غير معنيين به جملة وتفصيلا .علاوة على انه يشكل تشويشا على نضالات الحركة الامازيغية بمجمل دول شمال افريقيا التي ابانت عن نضجها وتوسعها.
لذلك يبدو ان بقايا الفكر القومجي الشوفيتي بدا مساره للانبعاث من جديد مما سيخلق واجهة جديدة لنا كحقوقيين وديمقراطيين للنضال من اجل استئصال كافة اشكال التمييز والميز العنصري ضد امازيغية المغرب.
وعليه وجب كفرض عين التصدي لشعار هده الجماعة بجميع الوسائل المتاحة قانونا.
كما اجدد التذكير بان تغييبنا او تغيبنا عن ممارسة الفعل السياسي المنظم ستكون له اوخم النتائج خصوصا واننا افرغنا الساحة لاعداء الديمقراطية اللغوية والثقافية لاحتلال فضائاتنا واختراق وعي شعوبنا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.