كما حدث إبان اعتداءات شارلي إيبدو في كانون الثاني/يناير الماضي، فقد انتشرت صور كاذبة وشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عقب اعتداءات باريس. وفيما يلي مجموعة مختارة من الأخبار الكاذبة الأكثر رواجا على النت.
1 -نظريات المؤامرة
كما حدث في اعتداءات شارلي إيبدو، لم ينتظر أصحاب نظرية المؤامرة 24 ساعة قبل أن يطرحوا نظرياتهم المعروفة. هنا نجد أحد مستخدمي الإنترنت بلكنة أمريكية يوضح على حساب يوتيوب Russianvids: The Matrix Exposed أنه لم يحدث شيء في ملعب “ستاد دو فرانس” ليلة الجمعة 13 نوفمبر وأن الإعلام الذي يمثل أبواق النظام الحاكم هو الذي ينشر صور كاذبة لجمهور وهو يجتاح أرضية الملعب. أما دليله فهو عدم وجود أي فيديو هواة يصور ما حدث فعلا.
وهذه طبعا حجة مضحكة لأن هناك عدة صور للهواة صوروها أمس في الملعب المذكور مثل هذه:
ونشر هذا المتصفح نفسه فيديو (تنبيه: قد تكون الصور مروعة) عجيب وغريب على قناة يوتيوب أخرى: Anonymous Truthseeker. وأوضح هذه المرة أن فيديو الهواة الذي يظهر جرحى الاعتداءات ما هو إلا تمثيلية. وهنا أيضا تبنى نبرة مأساوية ساخرة بلا أي أدلة. كل ما يفعله هو ترديد “الناس يماطلون” حول الجرحى وهذا حسب رأيه دليل على أنهم “ممثلون”.
وليس في شريطي الفيديو أي حجة لكنهما انتشرا بسرعة رهيبة على مواقع التواصل الاجتماعي (18000 مشاهدة للفيديو الأول في الساعة 19:30 يوم 14/11/2015). هذه أول أشرطة الفيديو المتحدثة عن المؤامرة، ولكننا نفترض أن غيرها، أكثر منطقية لكنها كاذبة، سيظهر في الساعات المقبلة
التنبؤات الخاطئة
“بلغت حصيلة ضحايا هجمات باريس 120 قتيلا و 270 جريحا على الأقل.”
الحساب PZFeed Ebooks على تويتر قام بنشر هذه الحصيلة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، أي قبل يومين من هجمات باريس. هذا الفرق في التاريخ زرع الشك في العقول، خاصة وأن الحساب تم تعطيله ساعات قليلة بعد الهجمات.
ويتسائل أحد رواد النت: “لماذا تم حذف الحساب #pzfeedebooks بعد تغريدته عن هجمات باريس؟”
في الحقيقة، الشخص الذي نشر هذه التغريدة لم يتنبأ بشيء. فالحساب PZFeed Ebooks مزود بخدمة للتغريدات التلقائية. وهذه “الأخبار” غالبا ما تكون كاذبة وعشوائية.
كما تظهره هذه الصورة، فالتغريدة عن هجمات باريس أتت بالصدفة.
فخلال الأسابيع الماضية، الحساب PZFeed Ebooks نشر حصيلة “120 قتيلا و 270 جريحا على الأقل” عدة مرات وربطها بأخبار متفرقة. ففي 10 نوفمبر/تشرين الثاني ربط هذه الحصيلة بوباء إيبولا، وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول بهجوم استهدف أحد المساجد في نيجيريا، وفي 9 سبتمبر/أيلول بمجزرة طالت إحدى المدارس في بيشاور…
الممثلة التي كانت تبكي في كل مكان
قدم بعض أنصار نظريات المؤامرة هذه الصورة على أنها تعود لنفس الفتاة .ويقولون إن هذه المرأة كانت تؤدي دورا تمثيليا خلال هجمات باريس التي تم “التخطيط لها من قبل السلطات”. يزعمون أن الفتاة نفسها صورت وهي تبكي وتنوح بعد تفجيرات بوسطن في 2013 وحادثتي إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك وقاعة السينما في أورورا وفي الولايات المتحدة في 2012.
عندما تنظر بتمعن في الصور، يظهر لك جليا أن الفتيات الثلاث لا تتشابه. وفي السابق، كان صحفيون تحروا عن تلك الصور وأثبتوا أن الأمر يتعلق بثلاث فتياتوليس فتاة واحدة.
لكن هذا لم يمنع أنصار نظريات المؤامرة – الفيديو أدناه – من الترويج لنظرية تفيد أن “هذ الفتاة” كانت موجودة أيضا خلال هجمات باريس. وكدليل على ذلك، قاموا يتداول صورة لوكالة الأنباء الفرنسية تظهر إجلاء فتاة من أحد مواقع الهجمات.
لقد تم حجب وجه الفتاة على الصورة لاحقا. لكن فريق تحرير “مراقبون” تمكن من الاطلاع على الصورة الأصلية. وتبين فيها أن هذه الفتاة لا تشبه الفتيات اللواتي يظهرن في صور الحوادث المذكورة سابقا.
2 – الأخبار الكاذبة
هل هي عمليات انتقام من المهاجرين؟
هذه من بين المشاهد التي تم تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية منذ وقوع الاعتداءات. ويظهر في المشاهد حريق شب ليلة الجمعة في مخيم للاجئين في كاليه شمال فرنسا. ونشرت عدة تغريدات بالصور تؤكد أن إحراق المخيم هو عملية نفذها فرنسيون انتقاما ممن يقيمون في المخيم.
غير أن مديرية الأمن في محافظة با- دو- كاليه أشارت إلى أن الحريق الذي شب في الساعة 00:15 ما هو إلا حادث. وقال السد ريجيس إلبيز متحدثا لوكالة الأنباء الفرنسية أ.ف.ب أن “الحريق غير مرتبط بأحداث باريس لأن سببه التيار الكهربائي”.
برج إيفل انطفأت أنواره بسبب الحادث؟
راجت أيضا في إنكلترا والولايات المتحدة صور لبرج إيفل مطفأ الأنوار. وأكد بعض متصفحي الإنترنت أن أنوار البرج أطفأها الإرهابيون، فيما قال آخرون إن السلطات قررت إطفاء الأنوار يوم الجمعة من باب الحداد.
ولكن في الحقيقة هاتين الروايتين غير صحيحتين لأن كل المعالم الفرنسية تطفئ أنوارها كل مساء في الساعة 1 بعد منتصف الليل.
زيادة على ذلك، فإن أحد أشرطة الفيديو الأكثر رواجا عن برج إيفل المطفأ ليس بتاريخ يوم الجمعة، إذ نشر على قناة Sky News في كانون الثاني/يناير الماضي.
الصورة الكاذبة لمسرح باتاكلان
وهذه الصورة أيضا راجت على فيس بوك ويظهر فيها رجل يجرح في مؤخرته فيما كان يحاول القفز على أحد الحواجز.
وعلق ناشر هذه الصورة قائلا: “هذا الرجل يحاول الهرب من الاعتداءات”.
في الواقع هذه الصورة لا علاقة لها باعتداءات باريس. فبعد البحث على الإنترنت، وجدنا مقالة نشرت في جريدة سينغالية في تموز/يوليو 2012 تتحدث عن لصّ جرح وهو يحاول الهروب من منزل أحد الأشخاص.
تغريدة دونالد ترامب
لقد كتب بالفعل دونالد ترامب هذه التغريدة (الصيغة الأصلية أدناه): “مذهل أن تحدث مأساة باريس في بلد يفرض رقابة مشددة على الأسلحة..” لكن هذه الرسالة نشرت في كانون الثاني/يناير الماضي غداة اعتداءات شارلي إيبدو. وبعد اعتداءات يوم الجمعة في باريس تشارك العديد من متصفحي الإنترنت هذه التغريدة وعلقوا عليها بالخطأ. حتى سفير فرنسا في الولايات المتحدة وقع في نفس الخطأ وأعاد نشر التغريدة التي يعود تاريخها إلى العام الماضي.
تغريدة سفير فرنسا التي حذفت منذ ذلك الوقت.
“دعواتي إلى الضحايا والرهائن في هذا الاعتداء المرعب على باريس. كان الرب في عونكم جميعا”
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.