الى دعاة التضبيع ( من الضبع)

ذ. الحسن زهور.

لماذا الضبع؟ لأن الضبع في ثقافتنا الأمازيغية الصحراوية – حسب ما يعتقده الناس في المناطق الصحراوية التي كانت تتواجد فيها الضباع – يصطاد فريسته بعادات غريبة( وغالبا ما يصطاد ليلا)، وهي ان الضبع يحوم حول ضحيته الانسان ( إن كان وحيدا) فيصدر أصواتا تثير ضحكه ووميضا يشع من شعر رقبته ليثير خوف ضحيته . وحين يريد الانسان الضحية الدفاع عن نفسه برمي الضبع بالحجارة، يرد عليه الضبع بوابل من الحجارة والتراب بواسطة رجله الخلفية( لذلك غالبا ما يوصى بعدم رمي الضباع بالحجارة).. وعندما يحس الضبع بأن الضحك استولى على ضحيته، يقترب اكثر منه وهو يحوم حوله فيرش المكان ببوله ، ليدوخه فيدخل الانسان إذ ذاك في دوخة تشل وعيه وادراكه( لذلك يوصى بلف ثوب او عمامة على الفم والانف لئلا تتسرب اليهما رائحة بول الضبع)، وعندما تتحكم الدوخة في الضحية انقاد له فتتبعه بطريقة لا إرادية، وعندما يتأكد الضبع من شلل الادراك والوعي لدى ضحيته، يعود اليه الضبع فيبدأ بتكسير عموده الفقري فيحمله الى كهفه( هكذا يقول الاعتقاد الشعبي عن الطريقة التي يصطاد بها الضبع الانسان).
وهكذا هو حال دعاة من يحملون شعارات ” مناهضة التطبيع” في المغرب في توظيفهم لأسلوب التضبيع، اي توظيف شعارات رنانة وانسانية ( مثل ما يفعله الضبع لإضحاك ضحيته، ثم تدويخه ببوله) لينتقل بعد تدويخه الى افتراسه وهذا هو غايته، فالاضحاك هنا ليس من اجل اسعاده بقدر ما هو شرك لتدويخه والتهامه، وهذا هو حال اهل التضبيع في بلدنا.
والطريقة التي يوصى بها لتجنب الوقوع فريسة الضبع هي ان يجثو الانسان بركبتيه على الارض على طريقة السجود ولا يتحرك مع تغطية انفه وفمه يقول او بعمامته، وسيقوم الضبع بكل محاولته الى ان ييأس.
مناسبة هذا التذكير هو هذا الخبر:
ا” فقد خصص المغرب للقدس في ميزانية 2021 مبلغ ثلاثة ملايير ونصف مليار سنتيم توزعت على 15 مشروعا اجتماعيا”. الخبر نشرته جريدة الصباح لهذا اليوم ( 17 نونبر) في صفحتها الأولى.
فماذا خصصتهم أنتم للقدس يا دعاة التضبيع المغاربة؟؟
بلدكم المغربي( الذي نعتموه بشتى صفات القدح السياسي الناهل من القاموس الايديولوجي القومي والاخواني..) يساند القضية الفلسطينية بالعمل بمختلف أوجهه، ولا يلتفت إلى شعاراتكم أو شعارات الاعداء بالجوار، لأن ما يهمه هي القضية كقضية إنسانية وليست كقضية تجارية، وفي نفس الوقت يهمه الدفاع عن قضاياه الوطنية العليا.
ما تفعلونه يا دعاة التضبيع هي نفس ما تفعله بعض الدول التي ما زالت تحمل الشعار البالي لدول الصمود والتحدي، فتمزقت هذه الدول كل ممزق وما زالت الشعارات على حالها يرفعها المنهزمون لتبرير انهزاماتهم ولقمع شعوبهم التواقة الى الحرية والعيش الكريم، والمثال بجوارنا فهل انتم منتهون؟ واعون؟
ذ. الحسن زهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد