الوهم وهم..مصطفي سيد البشير يعترف

الحسن زهور

السيد مصطفي سيد البشير الذي يعتبر أحد قياديي البوليزاريو ويحمل حقيبة التجول باسم وزير ” الأراضي المحتلة والجاليات” في جمهورية المخيمات بتندوف، عبر بكل صراحة في إحدى لقاءاته بإحدى ضواحي باريس ل ” جاليته” في فرنسا(واللقاء موثق منتشر في بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي), صرح ضمن ما صرح به في اللقاء :
” لست وزيراً.. أنا مجرّد لاجئ عن دائرة المحبس علينا أن نكون واقعيين ولن أكذب عليكم، وزير خارجيتنا ولد السالك موجود في الجزائر العاصمة كلاجئ، علينا أن نكون واقعيين، كما ان رئيس وزرائنا ليس رئيسا للحكومة، هو لاجئ “..
كما ورد في ما قاله بأن: ” السيد ابراهيم غالي مسجل في وكالة اللاجئين كلاجئ وليس كرئيس واسمه في لوائح الوكالة هو غالي سيدي مصطفى..”، كما ورد في ما ما قاله: “ليست لنا مقومات دولة، نحن الآن 47 سنة عند الجزائريين، فكل شيء من الجزائر: السلاح، الدواء، المؤونة…”
أولا ما صرح به هذا القيادي الذي يتحمل مسؤولية سياسية كبيرة في حكومة الوهم
ومرشح قوي لخلافة ابراهيم غالي (وبسبب واقعيته السياسية تتدخل جنرالات الجزائر بڤيتو ضد ترشحه) لا يمكن ان يصدر هكذا إن لم يكن هناك شيء ما ( فلا دخان بدون نار)، او هي إشارة او رسالة سياسية إلى جهات ما( الجزائر ، تيار البوليزاريو الخاصه للجزائر، المغرب..) رسالة من قيادي و”وزير” في لقاء بفرنسا بعيدا عن سيف العسكر، المهم أن الرسالة وصلت الى بريد الموجهة لهم بما فيهم المحتجزين في تيندوف و مداويخ الوطن الذين ما يزالون يحلمون بالانفصال وينعمون بخيرات الوطن.
ان يصدر هذا التصريح من هذا القيادي البارز في جبهة البوليزاريو يعني أنه اعتراف بالمشروع المغربي لتسوية النزاع المفتعل اي مشروع الحكم الذاتي, ويأتي تصريح البشير أمام “جاليته” بعد:
– انسداد الافق تماما أمام قيادة البوليزاريو بعد الاخفاقات الأخيرة, منها استعادة المغرب للكركرات، وإكمال الجدار الامني، والتلوث الجوي بدخول طائرات الدرون، والقمر الاصطناعي المغربي..
– اعتراف امريكا بمغربية الصحراء، واستفادة المغرب تكنلوجيا واقتصادية وسياسيا من المعاهدة الإبراهيمية التي وقعها.
– ا نحسار التأثير الجزائري في افريقيا بعد انخفاض مداخيل البترول، والأزمة الاقتصادية الخانقة في الجزائر، وانتفاصة الشعب الجزائري ضد العسكر الحاكم ..
– تصاعد القوة المغربية اقتصاديا وسياسيا كقوة إقليمية غيرت الكثير من المعادلات آخرها رجوع ألمانيا الى الصواب باعترافها بمشروع الحكم الذاتي المغربي بعد (قفزاتها: للي فيه الفز ما يقفز)..
– قوة التيار الذي يريد ايجاد تسوية مع المغرب داخل جبهة البوليزاريو تحت مظلة المشروع المغربي ( الحكم الذاتي), فأن يصرح “وزير” وقيادي من البوليزاريو بهذه التصريحات وداخل اجتماع رسمي فهذا ينبئ بأن هناك شيء ما.. هذا الشيء هو بداية نهاية مأساة إخواننا الصحراويين المغاربة في تيندوف وفي بلدان المهجر.
لذلك تمنى ان يرجع قادة البوليزاريو الى رشدهم (فالعسكر في الجزائر لا تهمهم مصلحة المحتجزين ولا مصلحة بلدهم الجزائر بقدر ما تهمهم مصالحهم بإدامة الصراع)، فايديولوجيات ” البؤر الثورية” المنتمية الى الحرب الباردة فشلت وأبانت عن دمويتها وعن رجعيتها، فانهارت بانهيار أغلب دولها الديكتاتورية.
فليس لإخواننا في جبهة البوليزاريو الا الرجوع إلى وطنهم المغربي، لأنه الوحيد الذي سيحميهم من طيشهم ومن مآسيهم التي سببوها لآنفسهم وللمغرر بهم حين ارتموا في حضن العسكر الجزائري..
و سيبقى الوطن دائما غفورا رحيما.
الحسن زهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد