أكادير: الوالي زينب العدوي تودع الحجاج بهذه الكلمة

unnamed (2)

حجاجنا الميامين:

إنه لمن دواعي السرور أن ألتقي بكم في هذا اليوم الأغر، مرحبة بضيوف الرحمان في هذا الجمع المبارك، و مهنئة إياكم على هذا المقصد الديني الذي تستعدون الذهاب إليه بالديار المقدسة، امتثالا لقول الله تعالى ” و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” .

 إن تحمسكم لتلبية نداء الله عز وجل وسعيكم الحثيث لأداء هذه الفريضة الإسلامية التي تعد أحد أركان الإسلام الخمس لدليل على تشبثكم القوي بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف.

و اعلموا حفظكم الله أنه لكي يتحقق هذا الأجر العظيم، فإنكم ملزمون بعيش لحظات روحانية وأداء مشاعر غنية بالرموز و مناسك مليئة بالدلالات كلها و الهادفة إلى تقوية الإيمان بالله والتعلق بقدسيته، و أن استحضار هذه المعاني السامية هي التي ستجعل حجكم مقبولا مبرورا عند الله عز وجل.

حجاجنا الأفاضل:

إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تدعو إلى السماحة في العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات مع المسلمين وغير المسلمين.

وإنكم ستجدون بالديار المقدسة تجمعا إسلاميا كبيرا، ستلتقون فيه مع إخوان لكم مؤمنين مسلمين جاؤوا من مختلف بقاع العالم راجين مثلكم أن يمن الله عليهم بالتوبة النصوح و أن يتقبل منهم عبادتهم.

فإحرصوا وفقكم الله، عند تواجدكم ببيت الله الحرام، و بالمدينة المنورة أمام قبر المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، أن تتحلوا بالأخلاق الحميدة والصفات النبيلة من التسامح و التآزر فيما بينكم و التواضع، و فعل السنن و المستحبات و اجتناب المحرمات والمكروهات وقبائح الأقوال والأفعال و كل ما يخرج عن طاعة الله من أنواع المعاصي و الشرور.

واعلموا أنه تنفيذا للتعليمات السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله  و أيده الذي يولي عناية فائقة لحجاجنا الميامين تم اتخاذ إجراءات وتدابير وترتيبات لفائدتكم سواء قبل مغادرتكم لأرض الوطن أو أثناء مقامكم بالديار المقدسة، حيث ستجدون إن شاء الله بعثات إدارية وطبية ستوفر لكم ظروفا مريحة، و ستسهل عليكم المقام سواء في المدينة المنورة أو بمكة المكرمة أو في منى وعرفات ومزدلفة، فتعاونوا مع أفرادها باحترام وتقدير، وكونوا على صلة دائمة بها أثناء تنقلاتكم وإقامتكم حتى تستفيدوا من خدماتها وتنالوا من توجيهاتها و إرشاداتها ما يخفف عنكم المشاق ويجعلكم مرتاحين أثناء أدائكم لهذه الفريضة.

حجاجنا الميامين:

لا يخفى عليكم كذلك أنه من حسن الآداب والضيافة، احترام قوانين الدولة المضيفة،و التعامل الحسن مع كافة الذين في خدمتكم، و الامتناع عن القيام بأي شيء يمكن أن يمس بسمعتكم وسمعة وطنكم، واعتبروا أنفسكم بمثابة سفراء لبلادكم ولعاهلكم أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، و قدموا صورة مشرفة عن المغرب وشعبه المعروف بمثانة عقيدته وقوة تمسكه بدينه وغيرته على القيم والأخلاق النبيلة.

و نظرا للظروف الأمنية الراهنة فإن المطارات تعرف تعزيزات أمنية من أجل الحرص على سلامتكم، لذا عليكم التحلي بالصبر وتسهيل مأمورية الساهرين على أمنكم وراحتكم.

حجاجنا الأبرار :

لا تنسوا وأنتم في تلك البقاع الطاهرة أن تسألوا الله العلي القدير أن يسبغ رداء الصحة  و العافية على عاهلنا المفدى و ملك بلادنا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأن يديم عليه العزة والنصر والتمكين والتوفيق والسداد ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بصنوه الكريم مولاي الرشيد وكل أفراد الأسرة العلوية الشريفة، وأن يمطر شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان على الروحين الطاهرتين للمغفور لهما جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، وجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه و أن يحفظ الشعب المغربي و الأمة الإسلامية قاطبة من كل مكروه.

جعل الله حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا وكتب الله لكم السلامة و العافية في الذهاب والإياب وأعادكم الله إلى أهلكم و ذويكم وإلى أحضان وطنكم سالمين غانمين مستبشرين فائزين إنه نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد