أزول بريس – يوسف الغريب //
عرفت الأقاليم الجنوبية للمملكة عدداً من التجمعات على رأسها العيون والساقية الحمراء ووادي الذهب، في إطار سلسلة أشغال المؤتمرات الفرعية التي نظمتها (حركة صحراويون من أجل السلام) تمهيدا للمؤتمر التأسيسي،
وهي التي تعرّف نفسها عبر أرضيتبها التأسيسية على أنها تيار سياسي مستقل، يسعى إلى كسر النموذج الشمولي والراديكالي لجبهة البوليساريو الانفصالية، ويهدف لتمثيل كل الآراء والحساسيات المعبّر عنها داخل المجتمع الصحراوي، خاصة تلك التي لا تجد نفسها ممثلة في مواقف جماعة الرابوني، وأهدافها وخلفيتها الإديولوجية.
كما تؤكد الحركة حسب تصريحات سابقة لقياداتها .. (تمسكها بالرهان على الحلول السلمية، للتوصل إلى حل سياسي عادل متوافق عليه، من شأنه أن ينهي مشكل نزاع الصحراء وتمكنت الحركة المنشقة عن البوليساريو، والتي ظهرت شهر أبريل الماضي، في ظرف وجيز من استقطاب العشرات من القيادات والوجوه البارزة في الجبهة الانفصالية،
إضافة إلى مجموعة من السياسيين والمثقفين والعسكريين الذين سبق لهم أن تولوا مناصب قيادية في جبهة البوليساريو، جمعتهم الرغبة اليوم في إيجاد حل سلمي للصحراويين، بعيد اً عن المسار الذي اختارته جماعة الرابوني، المدعومة من الجنرالات الجزائريين ، وهو ما مكّن الحركة من تأسيس عدد من الفروع في كل من مخيمات تندوف، وأقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب وواد نون، إلى جانب موريتانيا وأوروبا.
هذا التنظيم الحركي وهو يقيم مؤتمراته الفرعية في ظروف عادية من شأن ذالك
أن يغير موقف مجموعةٍ من مكونات المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، ويعيد النقاش الذي سبق وطرحته المملكة بشأن مدى شرعية تحدث البوليساريو باسم أناس لا يربطهم بمخيمات تندوف سوى المزاعم الباطلة الصادرة عن قيادة الجبهة
لكن أيضا خلق ارتباكا حقيقيا وسط حكّام الجزائر وصنيعته ممّا تبقّى من عناصر قيادية من البوليساريو الانفصالية نتج عنه احتجاجات عارمة في الشهور الأخيرة، بعد توالي الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الرابوني في حق معارضيها الداخليين، ما تسبب في محاولات عديدة للفرار من جحيم أتباع إبراهيم غالي وولد البوهالي صوب المملكة المغربية.
لذلك كان طبيعيا أن ننتظر ردة فعل الطغمة العسكرية الجزائرية اتجاه كل الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية لصالح قضيتنا الوطنية وتعزيز مكانتها الدولية كبلد له حظوة وتأثير ومصداقية آخرها مخرجات بوزنيقة ذات الصلة بالأزمة الليبية.. كان من الطبيعي أن يبحث حكام الجزائر عن ثغرة تحاول من خلالها التنفيس عن عقدها اتجاه المغرب..
فبعد ملف الصحراء الغربية ليست مغربية المنشور بمجلة الجيش الجزائري العدد الأخير.. ها هي تستجمع بعض عناصرها من انفصالي الداخل كي يجتمعوا وبقلتهم ( 35 فرد) بإحدى المنازل بالعيون عشية اليوم لإعلان تأسيس المؤتمر الأول للهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي..
نعم.. لقد تأسس هذا المؤتمر بمدينة العيون…وبما يحمل من استفزاز لمشاعرنا الوطنية وبهذا النعت القدحي (الاحتلال المغربي) الذي لا يمكن أن يفسر إلاّ كرد فعل صغير وبدون أي تأثير عن هذا الاحتضان الشعبي العارم الذي عرفته جل المؤتمرات الفرعية لحركة الصحراويين من أجل السلام والترحيب الدولي له.. ساعية إلى شغل مكانتها المستحقة كمرجع سياسي جديد وبإرادة صادقة للتأثير إيجابيا و برؤى مغايرة، في البحث عن حل متوافق عليه ودائم” للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية والخروج من النفق الذي يوجد فيه المغاربة المحتجزون بتندوف منذ 50 سنة.
هو السياق العام التي جعل من هذا الاجتماع البئيس بالعيون لا قيمة له الأ عند وكالة الأنباء الجزائرية التي أرادت من خلاله زرع الأمل في حركة انفصالية أصبحت منهكة سياسيا، وتعاني من تراجع دبلوماسي واضح وفاضح في نفس الوقت.. خوفاً من الوقوع في نفس مصير منظمات أخرى لم تعرف كيف تتكيف، واختفى أثرها مثل مجاهدي خلق (إيران)، والجمهوريون الاسبان، ومنظمة الباسك وإيتا، وجيش زاباتيستا للتحرير الوطني (المكسيك).
وهو ما استوعبه بشكل جيد مؤسسو حركة الصحراويون من أجل السلام وفتحوا هذا الباب لكل من يرغب في التخلص من الاستغلال والدخول الى حلول واقعية كما طرحها المغرب ..أما العسكر الجزائري ما زال وفيا لشعار بومدين الذي قال سعل من الصحراء حجرة في حذاء المغرب ويجب المحافظة عليها لتكون مشية المغرب دائما عرجاء.
من لا يفهم هذا من إخواننا الذين غرّر بهم سيبقى وأولاده وأحفاده الى الابد في تندوف دون أي أفق لاطروحاتهم الانفصالية… لأنهم يجهلون وغيرهم أن المغاربة حين يتعلّق الأمر بالوطن يذهبون إلى الحرب حفاة…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.