تنظيم الاحتفالات بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2966، والتي يحتفل بها السكان الأمازيغ في دول شمال أفريقيا، بدءا من يوم 12 يناير من كل سنة والتي تستمر على مدى أيام خلال هذا الشهر، تلك المناسبة التي لم تصبح يوم عطلة رسمية حتى الآن، رغم المطالبة المستمرة بذلك، أسوة بالتقويمين الهجري والميلادي.
وإذا كان الاحتفال بالسنة الأمازيغية يكتسي طابعا احتفاليا يهدف إلى الاحتفاء بالأرض وبكل ما يرتبط بها باعتبارها منبعا للحياة وموردا للعطاء، مع ما يرتبط بذلك من أبعاد انتربولوجية، فإن هذا الاحتفال هو مناسبة وذريعة لأجل التعبير عن المطالب المشروعة للامازيغ والحرص على استغلال هذا الحدث كل سنة نظرا لما يكتسيه من دلالات رمزية وتاريخية من أجل توجيه رسائل وإشارات ونداءات سياسية إلى الدوائر الرسمية المسؤولة بغية الاستجابة لمطالب الحركة الأمازيغية والتي تشكل الهوية واللغة احد أعمدتها
افتتاح
افتتحت فعاليات مهرجان السنة الأمازيغية يوم 29 من هذا الشهر، المنظم من طرف جمعيتي أنيا وجمعية بويا تحت شعار ـ السنة الأمازيغية تاريخ وهوية وحضارة ـ بكلمة الإفتتاح التي القاها السيدالمنسق العام للمهرجان الذي رحب بالحضور كما تحدث في خطابه عن أهمية السنة الأمازيغية في محور القضية الأمازيغية وتأكيد مطلب الوقوف عند هذه المحطة كعيد وطني وبعده.
أما الفقرة المسائية فقد خصصت لتنظيم ندوة فكرية تحت عنوان ـ الأمازيغية بين النص الدستوري والواقع السياسي ـ كانت من تأطير الاساتذة :أحمد أرحموش،محمد الشامي ورشيد الغرناطي إذ أجمع المتدخلون على كون القانون التنظيمي للأمازيغية رهين بمدى الدينامية التي ستنطلق منها كل أطياف الحركة الأمازيغية كما أن التعامل الحكومي مع هذا الملف أفرغته من محتواها الطبيعي حيث تبين من خلال تخصيص البريد الإلكتروني للإستشارة في الشؤون الأمازيغية أمر يبين أن الحكومة لم تتعاطى مع هذا الملف بطريقة جدية.
اليوم الثاني من المهرجان
استمرت فعاليات مهرجان السنة الأمازيغية لليوم الثاني بابن الطيب المنظم من طرف جمعية بويا وجمعية أنيا تحت شعارـ السنة الأمازيعية تاريخ وهوية وحضارة ـ وتميزت فقرات اليوم الثاني من المهرجان بتنظيم ندوة فكرية تحت عنوان البيئة والإنسان والأرض التي أطرها كل من الأستاذ محمد الأندلسي رئيس جمعية أزير الذي تطرق في مداخلته إلى أهمية الفلاحة الإيكولوجية في صحة الإنسان كما تطرق أيضا إلى المخاطر البيئية المتزايدة بفعل الصناعة ذات المعايير الغير منسجمة والسلامة البيئية، وفي نفس السياق كانت مداخلة الأستاذ عبد الرحيم توفيق رئيس الجمعيات العاملة في المنتزه الوطني بالحسيمة متضمنة لمخاطر التلوث التي تساهم فيها أحيانا الجهات المسؤولة في مثل عدم احترام المعايير في نشأة مطارح النفايات وكذا طمس المساحات الغابوية، وكل هذه العوامل كلها من شأنها أن تساهم في الاحتباس الحراري لكوكب الأرض كما أن الرجوع إلى ما كان يتعامل به الأجداد هو ثقافة أصيلة تنسجم مع معايير احترام البيئة.
أما الفقرة المسائية فكانت مع الأمسية الفنية الملتزمة التي شاركت فيها كل من الفرقة المسرحية أفاق للتنشيط التربوي بميضار تحت اشراف وكيل سطو والتي تشتغل داخل جمعية آفاق للإبداع الفني والطفولة، وكذلك تم عرض مسرحية لفرقة تافوكت أوفكان للمسرح من الحسيمة وفرقة احيدوس الأمازيغية والفنان المعروف بالربيو وكذا المواهب المسرحية المحلية. حيث تفاعل الجمهور بشكل ايجابي وبعد تقديم كلمة الجمعيتين المنظمتين للمهرجان التي تم التطرق فيها إلى التدخل العاجل من طرف السلطات لفتح التحقيق في قضية وفاة ـ خالد خبزةـ وردد الحضور شعارات تضامنية مع عائلة الفقيد . أما على المستوى الوطني فقد استنكر المنظمون استمرار الإغتيالات السياسية تحت ذريعة العنف الجامعي التي استشهد فيها عمر خالق مناضل الحركة الثقافية الأمازيغية بجامعة القاضي عياض بمراكش محملة الحكومة المسؤولية في هذا الإغتيال.
اختتام المهرجان
واختتاما لفعاليات المهرجان تم تنظيم أمسية فنية لليوم الثالث من هذا المهرجان بحضور جماهري غفير لمتابعة فقرات هذا العرس الأمازيغي بمشاركة الفرقة الموسيقية المعروفة ”أكراف ” من مدينة الحسيمة،والتي قدمت عدة أغاني ذات حمولة أمازيغية وتاريخية ترزخ بالتراث العتيق لمنطقة الريف تلتها عدة فقرات موسيقية تمثلت في استجابة الجمهور لكلمات وألحان فرقة سيليا الموسيقية والتي أمتعت الحضور الغفير القادم من مختلف مناطق الريف,واختتاما بالفنان المحلي ”الروبيو’ الذي قدم أغاني أمازيغية، بعد ذلك تشرفت الجمعيتين بتكريم المشاركين بشواهد تقديرية عرفانا لهم على إنجاحهم فعاليات المهرجان
توصيات المهرجان
لقد أجمع المشاركون والفاعلون والمناضلون للحركة الأمازيغية على أن القانون التنظيمي للأمازيغية هو أحد المداخل الأساسية لاستقامة المعالجة الحقيقية للقضية الأمازيغية في المغرب، كما نددوا من خلال هذا المهرجان بكل أشكال العنف الرمزي والمادي الممارس ضد أحرار القضية الأمازيغية والتي وقفوا عند اغتيال المناضل الأمازيغي عمر خالق بجامعة القاضي عياض بأمور نواكوش محملين بذلك المسؤولية للحكومة فيما آلت إليه أوضاع الجامعة المغربية التي صارت حماما للدم.ولهذا يجب وقف مثل هذه الانتهاكات الجسيمة في حق مناضلي الحركة الأمازيغية والتي ما يزال كل من حميد أوعظوش ومصطفى أسايا قابعين في سجون مكناس يؤدون ثمن إيمانهم بالقضية.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.