بالتأكيد هذه ليست المرة الأولى الذي تسمع بها بمصطلح “ميتافيرس”، وليست غايتي اليوم فقط أن أوضح لك ما يعنيه هذا المصطلح بل أرغب في اصطحابك معي إلى أبعد من ذلك، لأنّ الميتافيرس يعني طريقة تفكير مختلفة في المحتوى الإعلامي الذي تنتجه ليصبح مع الوقت جزءاً لا يتجزأ منه.
مثال عن قصة تفاعلية:
هذا منزلي: مدرسة مدمرة تصبح ملجأ اضغط هنا لمشاهدة القصة والتفاعل معها.
لذلك، إذا نظرنا إلى جميع التطورات التي تحدث في الصحافة الغامرة، يصبح من الواضح أنّ الميتافيرس قد بدأ بالفعل في التأثير على الصحافة، والصحافة تكيف نفسها مع تطور ميتافيرس.
مرة أخرى، الصحافة على وشك التطور إلى شكل جديد.
وفي هذا السياق، أجرينا مقابلتين إحداهما مع مدرب صحفي متخصص في مجال صحافة الموبايل وهو أسامة الديب، وأخرى مع صحفي مصري له تجربة في الصحافة الغامرة بشكل خاص “الواقع الافتراضي”.
أسامة الديب: من لم يطور من نفسه، سوف ينقرض مثل الديناصورات!
الميتافيرس والموبايل والإعلام، مفردات واسعة ولكل منها تخصصات ومجالات مختلفة؟ كيف يمكن الجمع بينها لتقديم محتوى إعلامي مختلف وفريد من نوعه؟
الميتافيرس هو تقنية قد أعلنت عنها شركة ميتا “فيسبوك سابقًا”، وهدفه خلق واقع بديل معزز بالتقنيات التكنولوجية لفتح آفاق أكبر للتواصل بين الجمهور الذي يستخدم المنصات الخاصة بالتواصل الإجتماعي عبر بناء أماكن وأنشطة يستطيع من خلالها المستخدم أن يمارس أنشطة جديدة كلياً لا يستطيع في حياته العادية أن يمارسها، مثل زيارة المتاحف أو مشاهدة عروض السينما للأفلام الجديدة أو حتى الرفاهية مثل العيش في قصور أو بيوت من تصميم المستخدم أو إقامة حلقات نقاشية أو اجتماعات عمل أو دردشة أصدقاء.
أما الإعلام فهو نقل الأخبار عبر الوسائل المختلفة للجمهور في معناه البسيط ومن ضمن الوسائل التي أصبح لها الأسبقية والقوة والحضور والقدرة على شحن الجمهور بكافة أطيافه هي السوشيال ميديا ومن هنا تبرز أهميتها، خاصة بعد المستجدات الخاصة بالميتافيرس والذكاء الإصطناعي.
بالنسبة للموبايل، هو ثورة السنوات الماضية وطريق الأيام القادمة، كل التطبيقات والطرق لابد أن تعبر من خلاله، الذكاء الإصطناعي والميتافيرس يعتمدان بشكل كبير عليه، ومعظم تطبيقات التكنولوجيا العالمية يتم تصميمها اليوم للاستخدام عبر الموبايل.
كما تعتمد غرف الأخبار العالمية بشكل أساسي على المحتوى الصادر من الهاتف، هناك أحداث رئيسية قد ألهمت العالم بشكل كبير عبر الموبايل، الجميع يتذكر انفجار مرفأ بيروت، وكيف كان للموبايل دور في توثيق الحدث.
ما هي إيجابيات وسلبيات هذا النمط؟
بالطبع مثل أي نوع من أنواع التكنولوجيا، هناك سلبيات وإيجابيات في شأن التطور الكبير المصاحب لها، أما الإيجابيات فهي القدرة الكبيرة على وصول المستخدم لكل أمر أو مكان يريده ومشاهدة ومعايشة المستحيل من وجهة نظره قبل سنوات.
فالتجول عبر نظارة الواقع الإفتراضي داخل متحف اللوفر في فرنسا لم يكن سوى حلم يداعب خيال كثيرين منذ سنوات، وأصبح اليوم حقيقة تستطيع أن تمارسها من غرفة مكتبك، وتستطيع التواصل مع كبرى الشركات ومشاهدة الأخبار بتقنية البث المباشر في لحظات معدودة. أما فيما بتعلق بالسلبيات فهي أيضًا كثيرة، أهمها فيما يتعلق بانتشار الأخبار الكاذبة، وإن هذا النمط من التكنولوجيا قد يعزز شعور الوحدة والانفصال عن التواصل الطبيعي والرغبة في التواصل عبر شاشة الهاتف فقط.
أين تجد الجمهور في المنطقة العربية من هذه التكنولوجيا؟
الجمهور في المنطقة العربية متعطش لأنواع محددة من التكنولوجيا ويميل أكثر إلى التكنولوجيا الترفيهية في المقام الأول فتجد أن الألعاب التكنولوجية لها المرتبة العالية في اهتمام الجمهور.
أما على مستوى الأخبار فالجمهور يتابع الأخبار عبر التقنيات الأحدث، من الصعوبات التي قد تقف في وجه التكنولوجيا الحديثة في نقل الأخبار ومنها الميتافيرس هي سرعة الإنترنت التي تحظى بها الدول المختلفة.
على سبيل المثال إن بناء استوديو إخباري تقدم فيه مذيعة من خلال الميتافيرس هو أمر لا يتطلب عملاً كبيراً ولكن حتى تستمتع كمشاهد بتلك التقنية، لابد أن تحظى بسرعة استثنائية في الإنترنت كي تستطيع معايشة التجربة بدون تقطيع أو توقف.
كيف يمكن تخطي هذه الصعوبات والتحديات لتحقيق انتشار أكبر لهذا النمط من الإعلام؟
الحلول مختلفة، منها ما يتعلق بالجانب التقني مثل سرعة الإنترنت والأجهزة الخاصة مثل النظارات والموبايل ومنها أيضاً ما يتعلق المحتوى مثل العمل على بناء موضوعات جذابة للمشاهدين تخص منطقتهم حتى من باب الترفيه وليس الأخبار فقط.
أنت وبشكل شخصي ماذا تعني لك هذه التكنولوجيا؟ وما الذي أضافته ويمكن أن تضيفه للإعلام في المنطقة العربية؟
بالنسبة لي، التطور التكنولوجي هو من أفضل السبل التي لابد أن يتابعها ويتعلمها كل صحفي العالم وخاصة في المنطقة العربية، ساعدني كثيرًا مجال صحافة الموبايل في الاعتماد بشكل كامل على إنتاج تقارير وقصص صحفية منتجة بشكل كامل عبر الموبايل من تصوير ومونتاج ومكساج وقدرة على نشر، كل شيء بدون اللجوء إلى وسيلة أو معدة أخرى. من لم يطور من نفسه، سوف ينقرض مثل الديناصورات.
خالد عمار صحفي مصري: أخي مصدر الإلهام في تجربة الواقع الافتراضي
بدأ عمار عمله في مجال الصحافة منذ أكثر من 10 أعوام، عمل فيها مع عدد من الصحف المصرية والوسائل الإعلامية الدولية، ويعمل اليوم مدرباً في عدد من الصحف بمجال الإعلام الافتراضي منها صحيفة الوطن والوفد.
عمار المتخصص في مجال علوم الحاسوب كان يسعى لخلق رابط بين التكنولوجيا والصحافة ووجد في الإعلام الافتراضي وسيلة في ذلك، يقول: “كنت أرافق أخي المصاب بالسرطان قبل أن توافيه المنية، كان يحلم بالطيران كنت أحاول أن أحقق له حلمه من خلال القيام بتجربة افتراضية لكنه توفي قبل يوم من إجراء التجربة”.
لكن ذلك لم يمنع عمار من تحقيق أحلام كثيرين والقيام بجولات افتراضية من خلال إنجاز تقارير إنسانية ينقل من خلالها مرضى السرطان والمشردين وغيرهم من مناطق مختلفة لأماكن يحلمون بها “افتراضياً”، وهذا كان جزء من برنامج عرضته صحيفة الوطن المصرية.
وساهم عمار في إنشاء أول استديو افتراضي لصحيفة الوطن المصرية من أجل إجراء حوارات واستقبال جمهور من مختلف أنحاء العالم لحضور هذه المقابلات.إضافة إلى مشاركته في إنتاج فيلم بعنوان “قبل الانقراض” برعاية اليونيسيف وتم عرضه في مؤتمر Cop27.
وقد لمس عمار من خلال التجارب السابقة تفاعلًا كبيرًا من الجمهور وخاصة المتخصصين منهم في مجال الإعلان، وهو يأمل أن “يكون كل العاملين في المجال الإعلامي في مصر والعالم العربي على استعداد لاستقبال هذا العالم الافتراضي”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.