المهدي الرحيوي مدير أكاديمية سوس:  لا ننكر أننا تأخرنا في بعض الأوراش،  لكن نجحنا في الكثير منها  

مهدي الرحيوي مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة

حاوره الحسن باكريم

وجهت “آخر ساعة ” 3 أسئلة للسيد المهدي الرحيوي مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة حول الانتقادات الموجهة للإصلاحات العديدة التي عرفها قطاع التعليم وحول عمل الاكاديمية التي يدبر شؤونها. ويذكر أن الاكاديمية الجهوية سوس ماسة تشرف على تدبير شؤون التعليم بـ 6 مديريات إقليمية وهي طاطا وتارودانت وتيزنيت وأشتوكة أيت باها وانزكان أيت ملول وأكادير إداوتنان، بعد التقسيم الجهوي الجديد.

س. العديد من المتتبعين لشؤون التعليم من داخل القطاع ومن خارجه يقولون إن الاصلاحات المتعددة التي جربت في القطاع لم تفلح في اخراج المدرسة المغربية من مأزقها ، ما قولكم حول هذا الامر؟

ج. من يقول بهذا الأمر عليه أن يعود سنوات إلى الوراء ويطرح السؤال بكل تجرد: كيف كانت عليه المدرسة العمومية المغربية؟ وكيف كانت بنيات المؤسسات التعليمية المادية؟ وكيف كانت التجهيزات والوسائط البيداغوجية والمختبرات العلمية وتجهيزات الداخليات وحجمها ومواردها واعتماداتها؟ وكيف كانت نتائج تلميذاتنا وتلامذتنا ونسب النجاح ونسب التكرار والهدر المدرسي ونسبة تغطية الجماعات بالخدمات التربوية، خاصة بالثانوي الإعدادي والتأهيلي؟

أعتقد أن المؤشرات والنتائج تعكس حجم الجهود المبذولة وحجمها ونجاعة الأداء والمجهود الجماعيين.

لا ننكر أننا تأخرنا في بعض الأوراش، لكن الأكيد أننا نجحنا في الكثير منها، وعلى رأسها توسيع العرض التربوي وخدمات الدعم الاجتماعي التي تنوعت ولاقت استحسان شركاء كثر دعموا القطاع وساندوه وما يزالون.

نحن اليوم بحاجة لتنمية الحكامة داخل مؤسسات التربية والتكوين بشكل يستغل الموارد المتاحة، المادية والبشرية، ويعقلن تدبيرها، وفي نفس الآن البحث عن موارد أخرى وعن شراكات ناجحة وناجعة تغذي القطاع وتنميه لتحسين صورة المدرسة العمومية وتثمين الوضع الاعتباري المجتمعي المتميز لنساء ورجال التعليم.

س. باعتباركم تشرفون على الدخول المدرسي الحالي في خضم اصلاحات جديدة ، ما جديد هذا الموسم؟

ج. تتأسس مستجدات الموسم الدراسي الجديد 2017/2018 على التحول النوعي الذي تعيشه المنظومة التربوية بتنزيل المشاريع المندمجة للرؤية الاستراتيجية 2015/2030 من خلال تنفيذ مشاريع تروم إعادة الثقة في المدرسة العمومية المغربية وإرساء تعبئة مجتمعية حولها.

ومن بين هاته المستجدات، تحسين النموذج البيداغوجي من خلال تدريس اللغة العربية بالطريقة المقطعية “الأحرفية” التي كانت جهتنا سباقة لتجريب المشروع بكل من مديريتي إنزكان وتيزنيت، وإدماج المقاربة العملياتية لتدريس وتعلم اللغة الأجنبية في المستويين الخامس والسادس ابتدائي وفي الاعدادي، وكذا إدراج التعلم الشفهي للغة الفرنسي بالأولى ابتدائي، فضلا عن تفعيل الاطار المرجعي للتعليم الأولي وتكييف المنهاج الدراسي مع خصوصيات الأطفال في وضعية إعاقة بالابتدائي التي كان لجهتنا السبق في تجريب وطني متفرد للتربية الدامجة، والارساء والمواكبة بمشروع بيداغوجي وطني، مع منظمتي “اليونيسيف” و”إعاقة دولية” ومديرية المناهج.

أما على مستوى تطوير وتنويع العرض المدرسي، فقد تم إحداث مسلك دولي بالإعدادي، وتوسيع المسالك الدولية للبكالوريا المغربية لتتجاوز نصف المؤسسات التأهيلية بسوس ماسة، كما تم توفير أكثر من 36 ألف مقعد و2000 سبورة مغناطيسية، أضف إلى ذلك 21 مليون درهم ضختها الأكاديمية خلال الدخول المدرسي الحالي لتعويض المتلاشي من تجهيز المؤسسات والداخليات، مما حاز ثقة شركائنا بمجلس الجهة التي دعمت القطاع بأكثر من 10 ملايين درهم على امتداد السنوات الخمس الأخيرة، إلى جانب عدد من المؤسسات المنتخبة والاقتصادية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي وفرت ما يفوق 45 مليون درهم في مشاريع تهم مجالات تأهيل المؤسسات، والنقل المدرسي، وتعويض المفكك، وأنسنة الداخليات، كما تم التخلص نهائيا من التجهيز المتلاشي بالمؤسسات التعليمية، من خلال تجميع التجهيز المتلاشي غير القابل بالإصلاح، والقيام بالسمسرة العمومية لبيعه من لدن الجهات المختصة.

س. وما الجديد فيما يخص تأهيل المؤسسات التعليمية وتغطية الخصاص من المدرسين؟

ج. إلى جانب ما ذكر، عبأت الأكاديمية أكثر من 77 مليون درهم للتأهيل المندمج للمؤسسات بمناسبة الدخول المدرسي الجديد في مبادرة استباقية منذ نهاية السنة المالية 2016، خصص منها 17 مليون درهم للتأهيل (الصباغة وإصلاح التجهيزات..) و 60 مليون درهم لتعويض المتلاشي من التجهيزات (مقاعد، طاولات، سبورات، أسرة الداخليات..)، منها 37.4 مليون درهم في إطار صفقة تفاوضية مع المكتب الجهوي للتكوين المهني وإنعاش الشغل.

وتعزز حصيص الموارد البشرية بالجهة خلال شتنبر 2017 بتوفير 1741 أستاذا(ة) موظفا(ة) بموجب عقود برسم الموسم 2017/2018 (فوج 2017) ،منهم 1235 في الابتدائي و506 بالسلك الثانوي. فضلا عن 652 أستاذا(ة) متعاقدا (فوج 2016) منهم 533 بالسلك الابتدائي و119 بالسلك الثانوي التحقوا بفصول الدراسة لتدريس بنات وأبناء جهة سوس ماسة خلال شتنبر 2017.

وتنامى هذا العمل والمجهود الجماعيين بإحداث  10 مؤسسات تعليمية جديدة. يتعلق الأمر بثانوية إعدادية واحدة وثانويتين تأهيليتين بالمديرية الإقليمية لأكادير اداوتنان، وثانوية إعدادية بالمديرية الإقليمية لإنزكان أيت ملول ،و4 وحدات مدرسية ابتدائية بالمديرية الإقليمية لاشتوكة أيت باها، بالإضافة إلى ثانويتين إعدادية وأخرى تأهيلية بالمديرية الإقليمية لطاطا ، فضلا عن توسيع وتعويض 109 حجرة دراسية بالأسلاك التعليمية الثلاث على تراب مديريات الجهة.

ويتواصل العمل التشاركي المندمج، بشراكات جديدة نستقطبها من فاعلين ومؤسسات بفضل التواصل المستمر وحسن الاصغاء وتثمين المنجز واستثمار المتاح والممكن، والبحث عن الأنجع والفاعل والناجح، سواء أكان موارد مادية أو مالية لمهننة تدبير القطاع وتأمين مزيد من النجاعة في الأداء حتى يكون له انعكاس على المردودية الداخلية للتعلمات الصفية.

هذا المجهود الجماعي خلق جاذبية وحافزية أكبر لدى التلاميذ والمدرسين، ونحن نستشرف موسما دراسيا بنتائج مميزة مع نهاية السنة الدراسية الجديدة ، لأن الظروف صارت أفضل ومجهودات التحضير لهذا الموسم كانت مبكرة وفعالة بطاقم كبير يمتد من الجهة نحو الاقليم فالجماعة ثم المؤسسة التربوية، مما أكسب الجهة ثقة أكثر من قبل شركائها الجهويين والوطنيين والدوليين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد