المفكر حسن أوريد و روايته الجديدة ” الفقيه “بمدينة إنزكان

الأستاذ : يوسف غريب

المفكّر حسن أوريد بمدينة إنزكان

قد يتساءل البعض ومن بعد…!؟
نعم لو عدنا إلى الاسئلة التى طرحت مباشرة بعد طرح ملصق الإعلان عن لقاء المفكر المغربي الدكتور حسن أوريد مع جمهور قرائه بمدينة إنزكان تزامناً مع إصدار الأخير ( رواية الفقيه) في إطار أنشطة جمعية مركز واد سوس ومجلة نبض المجتمع،
كان طرح ملصق التظاهرة أسبوعا قبل موعد اللقاء – الجمعة 21 فبراير بقاعة الحسين قرير بجانب الإخوة الأساتذة الذين تكلفوا بتنشيطه الاستاذ عبد السلام الرجواني وعبد ربّه وبإدارة الدكتور الحسين بويعقوبي.. كان كافياً ان لا تنقطع رنّات هواتفنا للإستفسار عن مكان تواجد القاعة المحتضنة للقاء..! ؟ بل وأين توجد البلدية!..؟
هي نفسها وعلى شكل رسائل نصيّة
لكن السؤال الغريب والعجيب أن بعضهم تساءل وبنبرة لا تخلوا من استهزاء استعلائي
أوريد بإنزكان.. ( حثة واحدة) كما عند المصريين.!
من زاوية معيّنة له الحق مقارنة مع التصور العام الذي تمّ به تسويق المدينة جهويا ووطنيا على أنها لا تصلح للتسوق والتجول بين اسواقها الممتدة حتى إلى الدروب والأزقة..
هي الصورة الذهنية لدى الجميع… وضالة كل باحث عن حاجة اوغرض ما..وبلازمة متكررة عند المجرب.. ( سير لانزكان أصاحبي.. أصاحبتي)
وواقع الحال يؤكد ذلك، ففضاء المدينة موزّع بين السوق الممتاز والعادي.. بين العشوائي الممتاز والأكثر عشوائية..وسط زمن يوصل النهار بالليل حتّى انك تصادف داخل مقاهي هذه الأسواق ومطاعمها أن الناذل قد يأتي بوجبة عشاء لزبون بيده اليمنى والأخرى وجبة فطور لزبون بجانبه
هي مدينة لا تنام. بين فعلى البيع والشراء
شراء كل شيء.. حتّى القرار البلدي.. بل وصنّاع القرار.. والأكثر أن الأسواق هنا هي من تصنع رئيس الجماعة
البلدية التي لم ترافع إلا على كعكعة السوق
ولم تتّحدد إلا على منافع هذا السوق
ولم تتصارع وتتقاتل إلا على قرار ذات الصلة بالسوق..
نعم نحن مدينة وسط السوق.. لا يرفع على الوصف
واختزالها بهذه الصفة القدحية ظلم وحيف في حق تاريخ هذه المدينة.. في حق الساكنة وعموم شبابها.
المدينة أكبر من السوق والتسوق..
أبداً
أبداً …
بل هي حاضرة مدينة ومدنيّة قبل هذه الفوضى …ويكفي للمرء ان يستحضر دورها الرئيسي في قيادة الاقليم وإدارة شؤون الإنقاذ وإعادة الإعمار بعد زلزال اكادير حيث استقبلت مقرات الادارات المؤقتة كمؤسسة المندوبية السامية لإعادة الإعمار وآوت قرابة نصف أعداد المنكوبين …بل هناك من الساكنة من يتذكر كيف يترجّل المرحوم الحسن الثاني كولي العهد آنذاك وسط المدينة ؛كمشرف مباشر على ورش الإعمار ..
هي المدينة التي صوتت بالاجماع في بداية انطلاق المسلسل الديمقراطي سنة 75 على لون سياسي واحد ومعارض ولا يمكن أن يقرأ ذلك إلا بكون هذه الحاضرة تشكّل وعيها السياسي والمدني منذ زمان وليس الامر ايضا غريبا إذاعرفنا ان حقها من الاعتقالات السياسية إبان سنوات الرصاص كان وافرا جدا ومن مختلف المشارب والقناعات الفكرية ..بل ومن كل المهن والحرف حتى ان الزعيم السياسي للتيار ( لنخدم الشعب ) تم اعتقاله بانزكان
ومن هنا نؤكد وبأعلى صوت لهذا اللوبي التسويقي العامل على تزييف ذاكرة المدينة بأننا لم نكن عابرين في تاريخ الجهة والوطن بل إن تواجدها كحاضرة طلائعية كان قويا في أهم الأحداث الجهوية والوطنية قبل هذه الصورة التسويقية.
إنزكان بمسجدها الكبير وبمدرسة اشتهرت بالقراء وحفظة الذكر الحكيم درًس فيها عدد من العلماء والفقهاء كالمقرئ عبد القادر بن احمد وسيدي مبارك بن طالب وعلي بيروك وكلهم فقهاء ومشايخ ذاع صيتهم وسط قبائل المنطقة …وازدهرت المدرسة بشكل كبير أوائل الخمسينات من القرن الماضي حين تولى التدريس فيها الحاج عبد الرحمان بن احمد الانزكاني وكلهم فقهاء ومشايخ ذاع صيتهم وسط قبائل المنطقة
إنزكان مهد الاغنية الامازيغية وظاهرة مجموعة ايزنزارن رائدة الإيقاع الامازيغي.. وأن بداية تأسيس تجربة الفيلم الامازيغي لم تنطلق إلا من هذه المدينة كفكرة وموضوع وطاقم بشري من الممثلين من الجرف والمسدورة ….في شريط (تمغارت ن اوورغ) إضافة الى تجارب في المسرح والرسم والتشكيل …
هو تاريخ المدينة وبالخصوص لمن يتجاهله ويحاول ما أمكن ان يعير للمدينة وجها آخر؛
هي انزكان التي احتضنت شوارعها وأقسامها أيضا الطبيب الجراح الخاص للمرحوم الحسن الثاني …
هي زنقة المدارس التي فكًت أزمة البلوكاج الحكومي من خلال تعيين ابن المدينة رئيسا للحكومة
هي مدينة الثقافة والمثقفين اليوم
بدءاًبالأخوين ( المرحوم الحسين أفا، وعمر أفا)، العميد أحمد صابر، الكاتب والشاعر حسن وهبي، الباحث الجامعي عبد الله المنتصر،….وصولاً إلى كتاب كيل كبد ( كية مدينة) للمؤلف احمد إدو خراز الإنزكاني

هي شذرات من ذاكرة مدينة أكبر بكثير من هذه الوجوه الجاثمة على المشهد العام بالمدينة ومستقبلها
فشكرا للمفكر حسن أوريد…
فقراؤك جاءوا إلى مدينتنا بفعل ونية التسوق الثقافي هذه المرة
وعذراً عن غياب صناع القرار تلك الأمسية الثقافية الماتعة
فهم لايفقهون إلا في السوق والتسوق وتحصيل منافع التوسط التوسط في عمليتي البيع والشراء
ويجهلون أن جملة المغفور له محمد الخامس
( لئن حكمت الاقدار بخراب أكادير فإن بناءها موكول إلى إرادتنا وإيماننا) قد أطلق إشعاعها بمدينة إنزكان


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading