تستعد المملكة لمواجهة الموجة الثالثة لانتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد المرتبطة بالمتحور الجديد “أوميكرون”؛ إذ عبأت السلطات الصحية كل الإمكانيات لدعم المستشفيات الميدانية في كل جهات المملكة المخصصة للتطعيم وتتبع المخالطين.
وبدأت إرهاصات الموجة الجديدة ل”أوميكرون” تتضح أكثر، عقب تسجيل حالات إصابة مؤكدة في عدد من المدن المغربية، لكن مصدرا من اللجنة العلمية أكد أن “السلطات الصحية تمكنت من تطويق رقعة المخالطين، وجميع المصابين يخضعون للمتابعة الصحية الدقيقة”.
وقال عضو من اللجنة العلمية لتتبع جائحة “كورونا”، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “المغرب مقبل على موجة حادة خلال بداية العام المقبل”، مضيفا أن “كل المؤشرات تعطي الانطباع بأن موجة أوميكرون ستكون الأكثر انتشارا”.
وأورد مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للتتبع جائحة كورونا خبير في علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “الموجة الثالثة ستدوم لأسابيع”.
وأبرز الناجي، في تصريح لهسبريس، أن “المنحى الوبائي في المغرب في تصاعد مستمر، كما أن الموجة ستدوم 11 أسبوعا وسنصل إلى ذروتها خلال منتصف الشهر المقبل”.
وتابع بأن “المتحور الجديد موجود في المغرب، وهناك حالات نشطة تحمل الفيروس، حيث إن المصاب يمكن أن يعدي 30 شخصا في المرة الواحدة”، مشددا على أنه “من المرتقب أن ينتشر المتحور الجديد بشكل كبير”
وكشف أن “5 في المائة من المصابين بالمتحور أوميكرون يلجون غرف الإنعاش و60 في المائة منهم يموتون”، معتبرا أن ذلك سيشكل ضغطا على المستشفيات.
وبلغ معدل ملء غرف الإنعاش في المستشفيات المغربية إلى حدود أمس الاثنين، 27 دجنبر الجاري، 2.1 في المائة، وهو معدل يجعل المغرب بعيدا عن منطقة الخطر.
وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب أكد، أمس الإثنين، أن المغرب مستعد لمواجهة متحور “أوميكرون” في حال حدوث انتكاسة وبائية.
وأبرز الوزير أن المنظومة الصحية استخلصت الدروس من الجائحة وباتت قادرة على التأقلم مع تدبيرها، مشيرا إلى أنها مستعدة لمواجهة المتحور الجديد، سواء من ناحية الطاقة الاستشفائية أو الإنعاش.
وأقيمت العديد من المستشفيات الميدانية خلال الفترة الأخيرة في مدن أكادير ومراكش والدار البيضاء من أجل مواجهة أي انتكاسة “محتملة”، خاصة في ظل تسجيل حالات إصابة مؤكدة بالمتحور “أوميكرون”.
وأكد معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن الموجة الثالثة لانتقال العدوى المرتبطة بمتحور أوميكرون، التي بدأت قبل أسبوعين في المغرب، ستكون أسرع وأقصر من موجة المتحور “دلتا”.
وقال المرابط في تعليقه على الوضعية الوبائية: “وفقا لمقاربة علم الأوبئة الميداني القائمة على التجارب والملاحظات، فإن الموجة الحالية قد تكون على الأرجح أسرع وأقصر من موجة دلتا”.
وأضاف، في تصريح صحافي، أنه من المرجح أن تستمر هذه الموجة أحد عشر أسبوعا، مع بلوغ الذروة خلال الأسبوع الممتد من 17 إلى 23 يناير 2022، مبرزا أن كل ذلك يبقى رهينا بدرجة انخراط المواطنين في الإجراءات والتدابير الوقائية التي تتخذها الحكومة.
وتابع أنه، بعد تحليل المؤشرات، بدأت الموجة الثالثة في الأسبوع الممتد من 13 إلى 19 دجنبر، وتأكدت في الأسبوع الممتد من 20 إلى 26 دجنبر، حيث انتقلت ثلاث مناطق من المستوى المنخفض (الأخضر) إلى المستوى المعتدل (البرتقالي).
التعليقات مغلقة.