المغرب في زمن كورونا : الطابور الخامس وفتنة مدينتيْ طنجة وفاس

في خضمّ هذه الأزمة الوبائية العالمية الخطيرة التى تجتاح العالم.. حد أن دولاً انهارت واستسلمت أمام هول انتشار هذا الفيروس الذي فاق قدرتها ألاستشفائية والعلاجية.. وخلّف ضحايا بالآف في دول أخرى..
في خضمّ ذلك تميزت بلدنا بفضل حكمة وتبصّر قائد المعركة ضدْ هذا الوباء جلالة الملك الذي فضْل حماية شعبه على اقتصاده.. وبادر إلى اتخاد إجراءات و تدابير استباقية منذ البداية أصبحت اليوم محطة تنويه وإعجاب بمختلف المواقع الإخبارية ومعتمدة كأسلوب وقائي ناجع في جل التحاليل لظاهرة فيروس ( كورونا)
وفي الوقت الذي سجلت الدولة هذا الحضور القوي في الشارع عبر سلسلة من الإجراءات الاحتراز ية تماشيا مع هذا التصاعد — ولو بشكل بطيئ – في عدد المصابين من المغاربة.. آخرها فرض حالة الطوارئ الصحية الذي تفاعلنا معه بشكل جد إيجابي في اليوم الأول كامتداد لنفس التجاوب مع تأسيس صندوق الدعم الموجّه لتداعيات هذا الوباء على عموم الشغلة المغربية التى تضررت قطاعاتها..
كل هذه النعم والهداية التى أنعمنا بها الله سبحانه وتعالى ونحن في عزّ العزلة العالمية وبامكانياتنا المحدودة.. لا شكْ أن هذا الوضع الجيد حتى في الأزمة لن يزيد عند بعض الجهات التى ما زال هذا البلد غصْة في حقونهم.. لن يزيد فيهم هذا الاستثناء المغربي وسط العالم ألاْ حقداً وضغينة وسيعملون بكل ما في وسعهم التشويش على هذا الأسلوب الوقائي العام لأفراد المجتمع.. بدءا بأداء الصلاة الجماعية خارج المسجد الذي تمّ إغلاقه بذريعة احترازية.. مرورا بذاك الذي أخرجنا من دار الإسلام إلى دار الكفر..وصولا إلى الاختراف الجماعي المنظم لقانون حالة الطوارئ الصحية مساء اليوم بكل من طنجة وفاس..
فماذا يعني خروج أطفال قاصرين إلى الشارع ولمدة دقائق يصيحون بالتكبير… وفي هذا التوقيت بالضبط.. من له المصلحة في تقويض جهود الدولة المغربية بقيادة عاهله.. وفي عزْ تصاعد وثيرة انتشار الوباء..
من هذا الشخص أو الجهة التي فكْرت ونظمت وفي تزامن مع مدينتين ذات طبيعة حساسة جدْاً.. أن يخلق هذه الفوضى دون أن يفكْر في عواقبها المميتة على المواطنين بإعطاء الفرصة لانتشار الوباء..
لا يمكن إلاّ أن يكون مجرما وقتّالا وخائناً.. وأياً كانت وضعيته وصفته الإعتبارية..فهو من الطابور الخامس الذي لا يدين ولاءه للوطن وبالمرّة.. بل إلى ما هو خارج الوطن..
فماوقع قد يكون بعيدا عن العفوية والتلقائية لقاصرين…) لأن هذا البلد الآمن حتّى في أزماته يخلق دائما ما يميز فرادته أهمْها هذه التعبئة الوطنية الموحْدة وراء قائد البلاد وبكافة أطره لتطويق الوباء والقضاء عليه.. ولهذا التميز ضريبة نؤدي ثمنها بين الحين والآخر..آخرها بعض الأصوات التى راهنت على سقوط الدولة المغربية أثناء ما سمّي بالربيع العربي..الذي تحوّل إلى خريف.. وبقيت الدولة التي تعمل اليوم على حمايتنا.. وأكيد أن الذين خطْطوا للخروج اليوم لا تكمن خطورته إلاّ الخوف من إمكانية إعطاء فرصة مثالية لانتشار هذا الوباء فقط.. أو أقصاها إظهار بعض صور هذه المسيرة ببعض القنوات الأجنبية وكأنها انتفاضة الشعب وتفعل ذلك طبعا من باب تضخيم الصورة حتى تشوّش على هذة الانتصارات التى يحققها المغرب ضد الوباء..
غير هذا..
فالأمر لا يعدو أن فقعات صابون متلاشية في الهواء لتبقى بلدنا محصنة ضد كل الأساليب الطاعنة من الخلف وفي عزّ خطورةالازمة. وهو سلوك مافيوزي ذات الصلة بالطابور الخامس المختصْ في نشر الفتن…
أمْا الدولة التى استطاعت أن تضع ضمن أولوياتها حماية المجتمع بكل فئاته الاجتماعية.. أثناء الأزمات جديرة بالاحترام والتقدير..
والدولة التي تملك القدرة والقرار على أجرأة هذه الحماية..
هي- وبكل المعايير – دولة قويّةُُ ومتجدّرة.. وعادة لا تنتبه إلى هذه الحشرات الصغيرة التى ألِفت أن تعضْ وتهرب..    

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد