الدولة المغربية جعلت من يوم 11 يناير يوما وطنيا ويوم عطلة. لأن واحد جوج دالناس في سنة 1944 كتبوا واحد العريضة، فيها ربعة ديال سطور، كايتوسلوا فيها فرنسا تعطيهوم الاستقلال. يعني المناطق التي لا تحكمها فرنسا غير معنية بالعريضة إطلاقا وهي: مدينة طنجة كان فيها نظام حكم دولي، ثم الريف الكبير الذي كانت فيه اسبانيا ثم ايت باعمران بمنطقة افني التي كانت فيها اسبانيا ومناطق الصحراء بالساقية الحمراء ووادي الذهب. الدولة المغربية جعلت من اكذوبة ما يسمى الحركة الوطنية، الاساطير المؤسسة لها بعد سنة 1956. حرفت الهوية وزورت التاريخ المغربي وشوهت الثقافة الوطنية، وانتجت عصيرا مشوها للشخصية المغربية مبني على الاحادية والاقصاء. وتقديس العروبة. وهاديك العريضة أصبحت مثل صك الوراثة الذي اعطى الشرعية للموقعين عليها لأكل المغرب بعد الاستقلال، ووزعوا الخيرات والأراضي والمناصب وأورثوها لأبنائهم. الدولة المغربية ترفض ترسيم رأس السنة الامازيغية وجعله يوما وطنيا ويوم عطلة. في وقت تسمح لتنظيم الحفلات والانشطة التي تخلد هذا اليوم في مجموع التراب الوطني. وهي احتفالات خرجت من البيوت والقرى والبوادي إلى القاعات والساحات العمومية بجل المدن الكبرى. ينم ذلك عن حقيقة واحدة وهي أن الدولة تعيش تناقض صارخ من الداخل، تناقض بين الشخصية الوطنية المغربية الحقيقية الراسخة بمنطق التاريخ والعلوم وبين الشخصية المزورة المصطنعة المبنية على الاساطير والأكاذيب المؤسسة التي رسختها الوطنية المزعومة والسلفية واحزابها العروبية. 11 يناير تخلده الدولة وهو مستحدث بعد سنة 1956،ولا يشعر المواطن بأي معنى تجاهه الا الموظفين الذين يستفيدون من يوم راحة، ويتمنون أن يصادف يوم الجمعة أو الاثنين حتى تكون ايام الراحة ثلاثة أيام. أما يوم 13 يناير فهو يوم تاريخي عريق تجاوز 2970 سنة ويحتفل به جميع المغاربة وكافة سكان شمال افريقيا. أكثر من ذلك فهو مرتبط بقداسة الارض وبالنشاط الزراعي الذي يعطي الحياة والخصوبة. مقارنة بين يوم 11 يناير و13 يناير يكشف عن أزمات كبيرة تعاني منها بنية الدولة المغربية، مرتبطة بقضية الهوية الوطنية وامتداداتها. الدولة تريد صناعة شعور وطني موحد ملتف على رموز مصطنعة لا تحظى بحيوية التاريخ ولا الذاكرة ولا بالقوة الرمزية الدالة على الرسوخ الجمعي. كيف يمكن الاحتفال وتخليد يوم كتبت فيه ورقة من طرف شباب ابناء الحواضر يتزلفون فيها لفرنسا في وقت كان فيه الشعب بكامله يقاتل ويجابه الحروب ضد فرنسا واسبانيا في الجبال والهضاب والصحراء….يقاومون أعتد الجيوش الاوربية لوحدهم بالصبر والعزيمة والايمان، يواجهون قصف الطائرات وهم منعزلون في القمم غير مبالين بالبرد والجوع وقلة العتاد… إن تخليد 13 يناير هو تخليد لهوية شمال افريقيا بصفة عامة. هو عودة الى واقع تاريخي يجسد شخصية تامازغا، (بلاد البربر قديما). هي لحظة عودة ولكنها مستمرة في التاريخ. هي وقفة للتصحيح ووضع الامور على صواب حقيقتها.. إنه علامة تثبت حقيقة الشعب الأمازيغي الذي لحقته كل الافتراءات والأكاذيب الدنيا، تارة يقولون أن الأمازيغ جاءوا من اليمن وتارة يقولون ماهم إلا كانعانيين وتارة يقولون أنهم جاءوا من الشمال وتارة قالوا أن لغتهم ما هي إلا لهجة هجينة، ولكن الحقيقة أنهم موجودون وينتشرون في حوالي 11 بلد افريقي منذ 8 آلاف سنة. إيض إناير هو شعور وطني راسخ. هو تأريخ للمشترك بين الامازيغ والفراعنة. هو تأريخ لهذه المرحلة التي أريد لها النسيان والاقبار بعد كل ما حصل في شمال افريقيا من تحولات بنيوية كثيرة بعد الغزوات التي عرفتها على امتداد قرون من الزمن. إن بادر المغرب وأعلن هذه الأيام عن ترسيم رأس السنة الأمازيغية وجعله يوم عطلة لجميع المغاربة، سيكون بذلك حقا حدثا تاريخيا عظيما، في بلد عظيم إسمه المغرب.
8 يناير 2020 عبد الله بوشطارت
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.