المغرب: اتحاد الباطرونا يعرض وجهة نظره في البرلمان

قال عبد الإله حفظي رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب في  الجلسة العامة المخصصة لتقديم الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة في مجلس المستشارين حول “سياسة الحكومة لما بعد رفع الحجر الصحي: أية خطة إقلاع اقتصادي لمعالجة الآثار الاجتماعية للأزمة؟” قال أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ” بكل خشوع وتأثر وولاء، أهنئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وأهنئكم وأهنئ نفسي وكافة الشعب المغربي، على العملية التي أجريت لجلالته بنجاح”.

وأضاف المتحدث أنه  إذا كان وقع هذه الجائحة، كبيرا على الاقتصاد الوطني، أدى إلى تزامن غير مسبوق لأزمة العرض والإنتاج، والطلب والاستهلاك في نفس الآن، فإن هذه الجائحة أظهرت قوة الدولة والمؤسسات ببلادنا، وهو ما زاد من منسوب ثقة المواطنين في مؤسساتهم، لأن الدولة أثبتت أنها دولةٌ راعية، حامية، لم تتخل عن أبنائها وهو ما من شأنه أن يحفزهم، وخاصة الشباب منهم على هبة جديدة للمشاركة المدنية والسياسية مما سيساهم بما لاريب فيه، في رسم ملامح خريطة سياسية جديدة لبلادنا.

وأكد رئيس الباطرونا أن تعزيز هذه الثقة يستوجب الوفاء بالتزاماتنا أمام المواطنين في مواعيدها المعلنة.. وأذكر أننا ما زلنا ننتظر تنفيذ الحكومة لبعض التزاماتها في اتفاق 25 أبريل 2019، والتي سبقنا أن ذكرنا بها في اللقاء الشهري السابق، وتفضلتم بالإجابة عن المرسوم التطبيقي للمادة 16 من مدونة الشغل، بدخوله مرحلة التصديق. وأرجو أن أجد عندكم جوابا على:

أولا: القانون التنظيمي المتعلق بشروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب، لتحسين مناخ الأعمال كركيزة لجذب المزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية.

ثانيا: إدخال تعديلات على بعض مقتضيات مدونة الشغل ذات الصلة بالمرونة في العلاقات التعاقدية، وفق مقاربة تروم تحقيق تنافسية المقاولة وحماية الحقوق المكتسبة للأجراء والحفاظ على مناصب الشغل. وإثارة موضوع المرونة المسؤولة، لا يجب، أن يثير قلق شركائنا الاجتماعيين، فنحن نتفهم رد فعلهم بشأنها، وإن كان مبنيا على مسلمات، يتعين أخذها اليوم بكثير من الحذر، بالنظر للتحولات الجذرية في المفاهيم التقليدية والتغيرات العميقة في مناخ المقاولة.

وأضاف رئيس اتحاد مقاولات المغرب أن المقاولة الوطنية تعيش، في الوقت الحالي، في ظل تداعيات فيروس” كورونا” صعوبات عميقة؛ نذكر منها على سبيل المثال: مقاولات منظومة السياحة ومنظومة النقل الطرقي للمسافرين، ومنظومة الصناعات الثقافية والمهن المرتبطة بها، الشيء الذي يستحيل معه تنفيذ الشطر الثاني من الزيادة المرتقبة لشهر يوليوز 2020 في حدود 5 % من الحد الأدنى للأجور، لاعتبارات لا تحتاج إلى تبرير، ترتبط بالقوة القاهرة وصعوبات المقاولة، والمادة 3 من الاتفاقية الدولية لمنظمة العمل الدولية رقم 131 المتعلقة بتحديد الأجور الدنيا؛ ويؤسفني أن يقترح عليكم الاتحاد العام لمقاولات المغرب رسميا، تأجيل أجرأتها إلى يوليوز 2021.

رغم وجود تمايزات بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمركزيات النقابية، يؤكد المعني، إلا أننا لا نختلف في الأهداف؛ وفي مقدمتها إقرار تدابير ترمي إلى اجتذاب الأنشطة الصغرى الاجتماعية المنتمية للقطاع غير المهيكل للقطاع المنظم، تعزيزا وتوسيعا لمجال الحماية الاجتماعية، عبر تدابير جبائية وإجراءات تحفيزية، آملين أن تعمل الحكومة على إدراجها في مشروع القانون المالي التعديلي المرتقب. ومن البديهي، أن نقوم بمساءلة النموذج النقابي، استنادا للتحولات البنيوية والعميقة لنظام العولمة الذي دخل مرحلة أزمة، ترتسم في أفقه، متغيرات سوسيو-نقابية، تطرح تحديات تسائلنا جميعا، والتي تبرز لنا، من خلال التمظهرات التالية:

أولا: على صعيد المرجعيات:
تظهر من خلال:
أرضية الحماية الاجتماعية الشاملة لمكتب العمل الدولي؛
وأهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛
وكذا مخرجات (كوب 22) للبيئة والتنمية المستدامة.
من خلال تكريس الأجيال الجديدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

ثانيا: على مستوى الواقع الميداني:
تتمثل في بروز فاعلين اجتماعيين جدد:
شبكات التواصل الاجتماعي والتعاوني؛
الحركات الاحتجاجية العفوية؛
ومنظمات المجتمع المدني.
حيث لم يعد بإمكان الحركة النقابية، أن تدير ظهرها لهؤلاء الفاعلين، مما يجعلنا مطالبين بإبداع صيغ مواكبة لحوار مدني؛ كمنطلق لإعداد الحوار الاجتماعي.

ثالثا: تحديات الثورة الرقمية:
بدأت تبرز في الأفق الطلائع الأولى للمجتمع ما بعد الصناعي تتمظهر بأنساق مهن جديدة؛ كالعمل الموسمي، والعمل عن بعد، التشغيل الذاتي، والعمل المستقل والجزئي، ومناصب مرتبطة بعقود شغل محددة المدة، ونحن معنيون بتقديم أجوبة لهذه التساؤلات عن الحماية الاجتماعية بهذه المهن الجديدة؟

ومن أجل بلورة أجوبة للتحديات السابقة، يؤكد المتحدث، يتعين الارتكاز على تجديد الأدوات المفاهيمية للتفكير المشترك وهجر العلاقات الخلافية، عبر إبداع فضاءات تعزز ثقافة الإنصات والنقاش الجاد والبناء والهادئ توطيدا للثقة بين الفرقاء، بما يساهم في تقريب بين وجهات النظر وتحقيق التقائية الفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين، حول القضايا والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى. ويشكل هذا التقاطع أساس بناء توافقات ومنطلق مشترك لتعاقدات اجتماعية كبرى. وهذا الميثاق الاجتماعي، هو ما يقترحه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، كبديل للمرجعيات التقليدية للعمل النقابي، يرتكز على تقاطب ثلاثي، يضم الدولة ومؤسساتها والمركزيات النقابية وأجرائها والاتحاد العام لمقاولات المغرب ومقاولاتها، خصوصا ونحن مقبلون على إبداع نموذج تنموي جديد، وهو ما يفرض بناء نموذجي اجتماعي جديد على ضوء المتغيرات المستجدة، في أفق رفع التحديات الكبرى للاقتصاد الوطني عبر اجتذاب القطاع غير المهيكل، ومحاربة عمالة الأطفال.

وأكد في نهاية كلامه أن بلورة أية تعاقدات، بما فيها منظومة الحماية الاجتماعية، يرتبط بإعادة تحريك عجلة الاقتصاد واستئناف الأنشطة التجارية والخدماتية، خاصة وأن الوضع الصحي الوبائي ببلادنا، غير مقلق، في إطار مراعاة التدابير الصحية الوقائية والاحترازية، مع إعطاء المقاولة رؤية ومقروئية واضحة ومواعيد محددة الآجال. وطة الجائحة.مراحل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد