اكدت الدكتورة والباحثة فاطمة الشعبي ,اثناء اللقاء الجهوي الاول لكاتبات جهة سوس ماسة, والذي يحمل شعار “كاتبات سوس ماسة ورهان التنمية بالجهة” يومي 21 و22 ماي 2016 بمركز الاصطياف الخاص بالأعمال الاجتماعية لوزارة العدل, ان التاريخ والسياسة كانتا حكرا على الرجال, وان الثورة التي شهدتها فرنسا كانت السبب الرئيسي في التغيير الذي تشهده المرأة اليوم, وانخراطها في المجتمع كفاعل اساسي للتنمية في كافة المجالات بما في ذلك الكتابة والسياسة.
كما اوضحت الاستاذة الباحثة, ان المناصفة التي تعيشها المرأة لم تكن وليدة الصدفة وانما تطلبت قرنا من الزمن, كما فصلت السيدة فاطمة الشعبي المراة في السياسة عن الكتابة في السياسة, حيث اعطت مثالا على ذلك ” بانه ليس كل من يمارس السياسة فهو يفقه فيها هناك من يمارسها ولا يفقه فيها شيء “.
وقد اتهمت الدكتورة الاعلام والمدرسة على تسويقهم اللامنطقي للصورة النمطية للمرأة, في المجالات والفضاءات الضيقة كالمنزل والمطبخ بالاضافة الى تغييبها في البرامج الثقافية و السياسية , المجتمع الانساني هو رجل وامرأة وتقدمه رهين بتحرر الرجل قبل المرأة, كما ان الهم السياسي حسب الدكتورة السعدية الشعبي هو هم شامل, هم اقتصادي, وهم اجتماعي, وهم الصحة والتعليم, وهو هم مشترك للرجل والمراة على حد سواء.
وفي مداخلة للكاتب والباحث في الثقافة الاستاذ محمد اكوناض, بين فيها ان ما يشاع بان اللغة الامازيغية شفوية بامتياز, وان العرب والمسلمون هم من اتو بالحضارة, هو خطا واجحاف في حق حضارات واناس عاشوا ما قبل فترة الاسلام قدموا من خلالها للإنسانية والبشرية الكثير, هذا كما اشاد الباحث اكوناض بدور المرأة وحضورها القوي ومشاركتها للرجل عبر التاريخ .
وفي ذات اللقاء, قدمت الاستاذة زهيرة الحمراني كاتبة وباحثة, قراءة في رواية الجازية بنت منصور للكاتبة لطيفة المفيد, التي تحكي من خلالها قصة البطلة ابتسام المتمردة على الثالوث المحرم (الطابوهات ), عانت الويلات من المجتمع وسلطة الرجل, خاصة في صورة الاب والزوج , ابتسام التي حملت صورة المرأة بنوعيها , المغلوب على امرها في مجتمعها المعقد والذي تحكمه قوانين التقاليد ومفاهيم مغلوطة عن الدين, وابتسام المتحررة ,في مجتمع غربي متحرر يؤمن بكل ما هو مادي محسوس, ويؤمن بالمرأة كعنصر مهم وفاعل في المجتمع.
هذا وحاضرت الاعلامية لمياء المخلوفي, في دور واهمية مواقع التواصل الاجتماعي في تسهيل عملية الانتشار للمبدع ,وتقريبه وتفاعله مع المتلقي, حيث اصبحث الكاتبة والمبدعة اكثر جرأة في طرحها لمشاكلها الخاصة, كما انها تناقش بكل حرية وتطرح مشاريعها السياسية تتحدى الواقع, تنتقد وتطرح الحلول بتدوينات ادبية مهمة, كما ان هذه المواقع التواصلية ساهمت وبشكل كبير في فتح صالونات ادبية افتراضية تتحول بعد ذلك الى صالونات واقعية, اضافة الى انفتاح الرجل على عالم المرأة بكل طواعية حتى تسنى بنسبة ما فهم الاخر, وكسر حاجز الخوف من الاختلاف والحكم عليه عن جهل.
قبل ظهور هذه المواقع حسب الاعلامية لمياء, عان الابداع بسبب مشكل النشر و التوزيع و الانتشار, نظرا لتكاليفه الباهظة التي كان يتطلبها الامر, عكس ما نشهده اليوم ,حيث الغيت التكاليف وسهلت عملية الانتشار والتواصل بفضل المكتبات الرقمية حيث محيت الحدود , واصبح التفاعل على مستوى العالم لا يتطلب لا مال ولاجهد ولا وقت’ المعلومة تنتشر والابداع يصل بحركة بسيطة وسهلة وفي مدة وجيزة لا تتعدى دقائق.
وختم اللقاء في جو من الفرح والجرأة والابداع , بقراءات شعرية لمبدعات حضرن اللقاء من مختلف مناطق المغرب, ليشاركن فرع اكادير في عرسهم الابداعي الاول من نوعه, في انطلاقة اولى للتعريف بالأقلام النسائية المحلية ولم الشمل داخل اطار ثقافي يضمن لهن المواكبة والانتشار بعيدا عن كل اشكال التهميش والاقصاء.
للاشارة فقد جاء تاسيس فرع سوس ماسة لرابطة كاتبات المغرب في اطار توسيع وامتداد للفرع الام بالعاصمة الرباط والذي خرج للوجود يوم الاثنين 24 سبتمر 2012 لتعريف وا لتنقيب والبحث عن الابداع بألوانه المختلفة والغنية بكل بقاع بلدنا الحبيب.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.