الحسن باكريم//
طاف على السطح الكثير من القيل والقال حول المرأة المغربية والعربية في بلد يسمى المغرب وسكانه أمازيغ والمناسبة ” اليوم العالمي للمرأة 8 مارس ” وليس “عيد المرأة” كما يزعم البعض ..وأغلب الظن أن الكثيرين ينخرطون في ” المودا ” الإحتفال دون وعي ولا حتى الالتزام بأدنى الاعتراف للمرأة بقليل من الاحترام الفعلي واعطائها الحق للحديث عن أوضاعها دون وصايا ويكون ذلك طيلة أيام السنة وليس يوم 8 مارس فقط .
ليس هذا هو موضوع هذا العمود ، بل هذه مقدمة للرد على العديدين ممن يركبون ” المودا” ويحتفلون بعيد المرأة ، كما يسمونه، ولكن في ثقافتهم وسلوكهم طيلة العام ما يؤكد عدم إيمانهم بدور المرأة في المجتمع ولا بالمساواة والمناصفة كما تطالب بهما الحركة النسائية المغربية..حديث العمود سيدور حول المرأة الأمازيغية ..المرأة الامازيغية التي كان حظها أن تكون ضحية الإقصاء والتهميش والحيف المزدوج .. حيف الفكر الذكوري المشرقي الذي انتشر في موطنها الأمازيغي مع الثقافة الوافدة..وحيف موقعها في جغرافية ذات الموطن ..حيث المرأة الأمازيغية تعيش في فيافي الصحاري وقمم الاطلس والريف وهوامش الوطن المنسية.
لا أحد ممن ” احتفل بعيد المرأة” التف الى معاناة النساء المقيمات في هذه المناطق والتفت الى أوضاعهن المزرية وحالاتهن مع ظروف القساوة الطبيعية منها والاجتماعية ، هن من يقومن بأعمال البيت وأعمال خارج البيت، هن من يتحملن كلفة إقامة أهلهن “بتمازيرت” المنسية من طرف الحاكمين ..لا صحة ولا تعليم ولا مرافق اجتماعية ، هن من لا مطالب لهن الا الكرامة والعيش الكريم ، هن من حافظن ويحافظن على ثقافتهن ولغتهن الأمازيغيتين ، ثقافة ولغة الأمة، كما احتفل بها العالم، قبل 8 مارس، لغة الأمة، الامازيغية، التي تزعج الكثيرين في موطنها الامازيغي.
الحديث عن المرأة الأمازيغية واللغة يجرنا للحديث عن قضية أخرى وهي قضية الأمية ، التي قيل حولها الكثير وجربت من أجلها مقاربات وبرامج وهياكل، والأمي أو الأمية من البشر،بكل بساطة، هو كل من لا يعرف الكتابة والقراءة والحساب، وأول الضحية في الموضوع هي المرأة الامازيغية، التي اشارنا اليها في الفقرة السابقة، المحرومة من شروط ولوج المدارس على علتها، واليوم تستهدفها مشاريع محو الأمية بلغة ليست لغتها، مكرسة ( المشاريع) ظروف الحيف والاقصاء، وقد صادق زميلي حين علق على هذا الأمر، ونحن نتبادل الرأي حول تلقين اللغة العربية الفصحى للنساء الامازيغيات بالمناطق المشار إليها رغم أن الأمازيغية أصبحت لغة رسمية للمغرب مند صدور دستور 2011، قائلا ..هل هي محاربة الأمية أم محاربية الهوية ؟
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.