المجلس الجهوي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بجهة سوس ماسة، يرسم خارطة طريق تنظيمية واضحة لتقوية الذات الحزبية.
عبداللطيف الكامل
عقدت الكتابة الجهوية والكتابات الإقليمية بجهة سوس ماسة المجلس الجهوي التنظيمي يوم الأحد24نونبر2019،وذلك تحت شعار”مساهمة حزبية فعالة في الإنطلاقة التنموية المنشودة لجهة سوس ماسة”حيث كان الهدف الأسمى من هذا المجلس الجهوي التنظيمي رسم خارطة طريق تنظيمية جديدة تكون واضحة المعالم لتقوية الذات الحزبية إقليميا وجهويا ووطنيا لمواجهة كل التحديات التي ظلت معيقة لإستعادة ريادة الحزب وتوهجه تنظيميا وسياسيا.
هذا وبعد قراءة الفاتحة ترحما على جميع المناضلين الإتحاديين الذين وافتهم المنية مؤخرا وعلى شهداء الحزب وعلى ضحايا انقلاب مركب للصيد البحري في عرض البحر بطانطان من أبناء منطقة حاحا وإيمسوان،أشارمسيرالجلسة البشير خنفرإلى أن الهدف من انعقاد المجلس الجهوي التنظيمي هوفتح نقاش جدي ومسؤول حول الوضع الحزبي المترهل بالجهة وأقاليمها والخروج بتصور جماعي من أجل استعادة المبادرة التي كانت منطقة سوس على مرالتاريخ سباقة إلى طرح الخيارات الجريئة والبدائل الممكنة من أجل حزب قوي يستجيب لتطلعات المرحلة و لإنتظارات كافة الإتحاديين.
ومن جانبه تطرق الكاتب الجهوي للحزب عبد الكريم مدون لمبررات انعقاد هذا المجلس الجهوي التنظيمي حيث قال:”نجتمع في إطارمجلس جهوي تنظيمي اخترنا أن يكون شعاره مبنيا على المصارحة والتصحيح وتحمل المسؤولية أمام المناضلين أولا وأمام ساكنة سوس ماسة التي تنتظر منا الكثير كحزب تقدمي مناضل يحمل مبادئ تتكلم بإسم اللقب الذي أعطيناه لأنفسنا لقب القوات الشعبية”.
واستطرد قوله في التقرير الذي قدمه أمام أعضاء المجلس الجهوي التنظيمي:”فأين نحن اليوم سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو الإقليمي أو المحلي من هذه الصفة؟أقول اخترنا شعارا لنتوجه به إلى المستقبل،مستقبل مبني أولا على الثقة فيما بيننا من جهة وعلى البحث في استعادة ثقة ساكنة هذه الربوع الغنية بإمكانياتها وطاقتها البشرية والطبيعية والثقافية وذلك بالإعتماد على مبدإ نكران الذات وخدمة المواطن سواء على المستوى الحضري أو القروي..”
وأضاف”إننا نبتغي من هذا اللقاء ومن خلال المواقف التي اتخذناها وسنتخذها اليوم انطلاقة حقيقية للقوات الشعبية بالجهة وأقاليمنا،انطلاقة نستعيد من خلالها وهج حزب القوات الشعبية،ليس فقط على المستوى الجهوي ولكن كذلك على المستوى الوطني، سنقول مواقفنا بكل جرأة وتجرد لأننا تربينا على المبادئ النبيلة للمدرسة الإتحادية التي ترفض الخضوع والركوع لأي كان مرجعيتنا الروح العالية لمناضلي القلعة السوسية”.
لقد شكل يوم الجمعة11أكتوبر2019،يوما تاريخيا حينما اجتمع مجموعة من المناضلات والمناضلين بسوس للتداول في أمر حزبهم وفي مآل حزب القوات الشعبية وفي ظرفية يعيش فيها المغرب والمجتمع المغربي العديد من المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية،مشاكل أصبح من خلالها الجسم الحزبي غيرقادرعلى استيعاب ومجاراة أهات وأنات المجتمع،وهو ما كان سببا في نعت حزبنا والحكم عليه بأحكام لا تليق بتاريخه النضالي المشهود له وطنيا بالمساهمة الفعلية من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص.
لكل هذه الأسباب يقول مدون،”صرخ مناضلو سوس ماسة بصوت عال وواحد موحد ،صوت بعيد عن الذاتية والأنانية،صوت استشعروا من خلاله أن حزبهم في حاجة إلى القيام بمراجعة جذرية وجوهرية تعيد للعمل السياسي عموما ولحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية المصداقية النضالية والفكرية والتاريخية الشعبية،حزب يتكلم بإسم المواطن البسيط والمقهور ويتكلم بإسم العامل والفلاح والمثقف ويتكلم بإسم الطبقة الوسطى وبإسم جميع من يدخل في خانة القوات الشعبية”.
وأوضح الكاتب الجهوي أن”الهدف الأساسي إنما هو إعادة بناء تنظيماتنا بقوة وتماسك لنستعد جميعا بوعي للتحولات الوازنة التي ستعرفها الجهة وفق ما ورد في الخطاب الملكي السامي الأخير،وهذا يقتضي منا جميعا استيعاب التطورات التي عرفتها الجهة على جميع الأصعدة.علينا أن نؤسس لثقافة تستطيع فهم ما يفكر فيه المجتمع واستيعاب المشاكل التي تعترضه وتؤرقه وتقدر حجم انتظاراته.
ويشير إلى”أن طرح هذه القضايا كفيل بأن يجعلنا نفكرفي كيفية تطوير عملنا الحزبي وآليات اشتغالنا.كما أن تحقيق هذه الغايات لا يقتصرعلى التنظيم العمودي ولكن يقتضي تنظيمات أفقية للشباب والنساء والقطاعات بمختلف توجهاتها ويقتضي كذلك الإنفتاح على المجتمع المدني من خلال العمل الجمعوي،كما يقتضي كسب تعاطف جميع مكونات المجتمع في الجهة والأقاليم والجماعات”.
ومن جهة أخرى قال مدون:”إن جهة سوس ماسة تحمل الكثيرمن المقومات التي تجعل منها جهة رائدة على جميع المستويات فهي تجمع بين المجال الحضري الذي تمثله المدينة المتروبولية أكادير بمؤهلات اقتصادية متنوعة،وتتضمن كذلك مدنا تاريخية تارودانت وتيزنيت وتتضمن المدينة الواحة بعمقها التاريخي القديم كما تتضمن القرية التي تحولت إلى كمدن عبر تدفق ساكنة للإشتغال في مجال الفلاحة باشتوكة أيت باها،وتشمل كذلك على المدينة الخدماتية والتجارية بإنزكان أيت ملول،كما تتضمن المجال الجبلي بإرهاصاته البيئية”.
هوتنوع مجالي بيئي وثقافي،يضيف الكاتب الجهوي،يؤسس لجهة بمؤهلات سياحية متنوعة،لكنها في نفس الوقت لاتتوفرعلى المقومات التي تؤهلها لتلعب الدور الإقتصادي الذي يتماشى مع مؤهلاتها.مطار لا يستجيب للمؤهلات التي توفرها،بنيات تحتية لم تستفد مما استفادت منه مثيلاتها،جهة تعيش حصارا مقصودا.إنها بعض من القضايا التي يجب الإشتغال عليها في إطاراستراتيجية واضحة المعالم بنفحة القوات الشعبية ولكن كذلك بحمولة تتكلم بإسم جميع ساكنة جهة سوس ماسة”.
هذا وجدت كلمة التقريرالذي أعدته الكتابة الجهوية بمعية الكتابات الإقليمية،تفاعلا إيجابيا من لدن أعضاء المجلس الجهوي التنظيمي المتميزبأشغاله وتدخلاته وصراحته وغيرته الشديدة على النهوض بأوضاع الحزب تنظيميا وسياسيا،حيث تناوب على مناقشة التقرير عدة متدخلين أجمعوا كلهم على أهمية ومضمون التقرير ومسعاه الأسمى في هذه الظرفية الدقيقية.
كما أجمعوا على ضرورة تقوية الذات الحزبية على كافة المستويات وفي كافة الواجهات لتكون في مستوى التحديات المستقبلية التي تنتظر من الإتحاديين والإتحاديات إقليميا وجهويا ووطنيا التعبئة الشاملة من أجل استعادة المبادرة وجعل الحزب قويا وفي مستوى انتظارات مناضليه أولا والشعب المغربي ثانيا.
وثمنت مداخلات أعضاء المجلس الجهوي أثناء مناقشتهم لمضمون التقرير المذكور،هذه المبادرة التي أقدمت عليها الكتابة الجهوية بمعية الكتابات الإقليمية والتي تعد الأولى من نوعها وطنيا لأنها تستهدف إرجاع المكانة السياسية والتنظيمية التي كان يتبوِأها حزبنا سابقا،وتروم جعل جهة سوس ماسة رائدة في مسيرتها التنموية وتطلعاتها الإقتصادية وجعلها تحظى بدعم كامل من طرف الدولة من خلال تمكينها من الإمكانيات المالية واللوجستيكية التي حظيت بها جهات أخرى.
وفي ختام المجلس الجهوي التنظيمي أصدرأعضاء المجلس بيانا هو كالتالي:
“الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
الكتابة الجهوية سوس ماسة
بيان المجلس الجهوي التنظيمي لجهة سوس ماسة
انعقد بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأكادير المجلس الجهوي التنظيمي لجهة سوس ماسة بدعوة من الكتابة الجهوية والكتابات الاقليمية بالجهة وذلك يوم الأحد 24 نونبر 2019 بداية من الساعة العاشرة صباحا؛ تحث شعار ” مساهمة حزبية فعالة في الانطلاقة التنموية المنشودة لجهة سوس ماسة”. حيث تم الاستماع إلى التقرير التوجيهي المعد من الكتابة الجهوية وكتاب الأقاليم، والذي ركز على أن انعقاد هذا المجلس هو توجه نحو المستقبل المبني على الثقة فيما بين مكونات الحزب بالجهة لاتخاذ قرارات تعطي انطلاقة حقيقية للقوات الشعبية عبر استعادة وهجها وطنيا وجهويا واقليميا ومحليا انسجاما مع المبادئ النبيلة للمدرسة الاتحادية.
وبعد نقاش جاد ومسؤول خلص المجلس الجهوي إلى ما يلي:
• إن إشراك كل الطاقات الاتحادية بدون إقصاء في كل مراحل التحضير والاعداد للمؤتمر الوطني المقبل يعد شرطا أساسيا لإنجاح المصالحة الحقيقية والعقلانية التي ينشدها جميع الاتحاديات والاتحاديين بحزبنا؛ على أن ينعقد المؤتمر في غضون سنة 2020. ويرى المجلس الجهوي أن تأخيره إلى موعده المتزامن مع الاستحقاقات المقبلة أو بعدها سيكون ضربة قاضية لحزبنا، لأن الوضعية العامة ببلادنا وحزبنا تحتاج إلى قيادة جديدة مؤهلة وقادرة على ترجمة إرادة الاتحاديين ومنسجمة مع مبادئ وقيم الحزب باعتباره حزبا يساريا تقدميا حداثيا؛
• انسجاما مع هذا التوجه صادق المجلس الجهوي بالإجماع على جدولة زمنية محددة لمواصلة عملية تجديد الهياكل الحزبية محليا واقليميا وجهويا بمشاركة كل الاتحاديات والاتحاديين دون اقصاء وفق الضوابط التنظيمية لحزبنا؛
• استعرض المجلس الجهوي مختلف جوانب الاختلالات التي يعرفها التدبير الحكومي المتمثلة في القرارات اللا شعبية ومشاريع القوانين المتعارضة مع قيم الحزب وتوجهاته المبدئية، مما فتح النقاش في أوساط المناضلين والمواطنين حول دواعي الاستمرار في التحالف الحكومي القائم؛
• وعلى المستوى الجهوي وقف أعضاء المجلس على ما تعرفه جهتنا من خروقات وتجاوزات في تدبير الشأن المحلي بالجهة مما يعيق تحقيق التنمية المنشودة. مع الإشادة بالدور الفعال لمثلي الحزب بالمؤسسات المنتخبة وواجهات المجتمع المدني لنضالهم المستميث من أجل مواجهة هذه الاختلالات بروح وطنية اتحادية عالية؛
• تعبئة كافة الاتحاديات والاتحاديين بالجهة للانخراط في استراتيجية تنموية جهوية إيمانا منهم بأن التنمية جزء لا يتجزأ انسجاما مع قيم الاتحاد الفكرية والتاريخية؛
• إن الحزب بالجهة بكل طاقاته بمختلف مشاربها يبقى منفتحا على كل التيارات السياسية التقدمية للبناء الجماعي لاستراتيجية تنموية منسجمة مع تطلعات المواطنين بالجهة التي تعد القلب النابض للمغرب، وهي في حاجة إلى تنمية حقيقية استجابة لانتظارات الجماهير الشعبيةوتحقيق عدالة مجالية تنموية؛
• من شأن إحقاق هذه العدالة المجالية أن يساهم في تقوية الروابط التاريخية والوحدوية بين شمال المغرب وجنوبه باعتبار أن سوس حلقة وصل تاريخية بينهما خدمة للتنمية الشاملة ودفاعا عن قضيتنا الوطنية العادلة التي ناضل من أجلها جيل الحركة الوطنية ورجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير ومختلف الهيئات السياسية الوطنية والديمقراطية؛
• دعوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للانخراط في هذه الدينامية وهذا التوجه المبدئي الذي يعبر عن المدرسة الاتحادية الأصيلة التي تترجم حقيقة انتظارات كافة المواطنين والمواطنات.
عاش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزبا تقدميا حداثيا ديموقراطيا
المجلس الجهوي لسوس ماسة
حرر بأكادير يوم الأحد 24 نونبر2019
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.