المجلس الإقليمي لتارودانت : كيف نُنْفِقُ المليار؟

نشر أحد المهتمين بالشأن المحلي رسالة موجهة لأعضاء مكتب المجلس الإقليمي لتارودانت ضمنها مجموعة من الاقتراحات تساعد المسيرين لشؤون الاقليم على حسن صرف اعتماد بلغ عشرة ملايين درهم (مليار) خصصه مجلس الاقليم لتمويل إجراءات مكافحة جائحة كورونا. وباستشارتنا مجموعة من العاملين بقطاع الصحة، نظيف بعض التفاصيل الخاصة بمقترح تجهيز بعض مستشفيات الاقليم بأسرة الانعاش الطبي.

يتراوح سعر اقتناء وحدة كاملة للإنعاش الطبي (boxe de réanimation complet) ما بين ثمانية وعشرة ملايين سنتيم. ويتوزع المبلغ الإجمالي هذا على التجهيزات التالية:
1. سرير كهربائي واحد بثلاث أو خمسة أوضاع مع ماطلة cargumixt. ثمنه بين 20 إلى 30 ألف درهم.
2. Un scope médical multiparametre يضم (tension artérielle + fréquence cardiaque + saturation d’oxygène + température + saturation d’oxygène).
ثمنه بين 30 و40 ألف درهم
3. جهاز التخطيط ECG. ثمنه 12 ألف درهم تقريبا.
4. جهاز تركيز الأوكسيجين concentrateur d’oxygène
ثمنه 12 ألف درهم.
5. الأدوية المستعملة وأدوية الانعاش بكلفة 10 آلاف درهم.
ونشير إلى أن بعض التجهيزات الضرورية تستعمل في تشغيل سرير واحد وأحيانا 10 أسرة. فمثلا، جهاز تنفس اصطناعي واحد كاف لسريرين اثنين. وجهازين défibrillateurs تستعمل لعشرة أسرة وأخيرا اثنان من أجهزة négatoscopes تستعمل في خدمة 10 أسرة.

لكن التحدي الأكبر هو الموارد البشرية. لأن هناك حاجة ماسة لممرضان متخصصان في الانعاش والتخدير إضافة إلى ممرضين متعددي التخصص polyvalents. وللتغلب على هذا النقص، لابد من اقرار نظام للمكافأة المالية على الساعات الإضافية. فموظفو الصحة ليسوا آلات ولديهم أطفال وعائلات لها عليهم حقا. وعملهم لا يستثني الليالي ونهاية الأسبوع وحتى الأعياد. لهذا، بدون نظام تحفيز، لا يمكن لأية خطة لمواجهة الوباء أن تنجح. وبما أن البعض منا مهووس بما تفعله فرنسا (رغم تخلفها عن جارتها ألمانيا)، فقد قررت الحكومة الفرنسية مؤخرا إقرار علاوة للممرضين والأطباء تتراوح بين 500 و1500 أورو شهريا توزع حسب قربهم أو بعدهم من الخدمات المقدمة لمرضى كورونا. فهل تتحمل المجالس المنتخبة محليا واقليميا هذه التعويضات أم ستنتظر الذي يأتي ولا يأتي مركزيا في زمن اللاتمركز الاداري والجهوية الموسعة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
متتبع روداني