بدأ سوق الكتب الرقمية يتطور مع بداية سنة 2000. وللتوضيح فقط فإن الكتاب الرقمي يتم تأليفه واصداره في نسخة إلكترونية، ويمكن اقتناؤه عبر الأنترنيت على شكل ملفات وقراءته على الشاشة بوسائط متعددة (حاسوب، لوح رقمي، هاتف ذكي، قارئ الكتروني).
نجاح الكتب الرقمية يمكن تفسيره بعدة عوامل، أولها قارئ يبحث عن الراحة أكثر فأكثر، حيث يمكن شراء مجموعة كبيرة من الكتب عبر الانترنيت دون الحاجة للتنقل، فضلا عن وفرة القارئات الالكترونية بثمن مناسب، وكذلك ازدهار سوق الهواتف النقالة الذي ساهم في تزايد المبيعات، ناهيك عن إمكانية تخزين المستعمل العادي لمكتبته بالكامل على هاتفه النقال أو لوحته الالكترونية، وبالتالي لن يكون اختياره محدودا بشأن الكتب التي يريد قراءتها في حالة السفر على سبيل المثال.
تتوفر الكتب الالكترونية على مزايا أخرى تفسر النجاح الذي واكب تسويقها، كأسعارها المناسبة في بعض الأحيان وسهولة التحكم التقني عند تصفحها في أجهزة الكترونية، مع إمكانية المرور لصفحة أخرى بطريقة سلسلة، وإمكانية ترك تعليقات توضيحية.
في المغرب، تبين أحدث الأرقام أن سوق الكتب الرقمية لا يزال في بدايته. وبحسب التقرير السنوي عن حالة النشر والكتب في المغرب ، يتم انجاز الجزء الأكبر من الإنتاج التحريري المغربي وتوزيعه في شكل ورقي. ومع ذلك، فإن هذا التقرير الذي نشرته مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية أشار إلى وجود نسخ رقمية فعلا ، حيث يتم اصدار مئات العناوين كل سنة.
على الرغم من هذا الوضع ، فإن الكتب الرقمية فرضت مكانتها في المغرب، خصوصا في سياق الوباء، حيث أقدم العديد من الشباب المغربي على تغيير عاداتهم واختيار الكتب الرقمية ، مثل سارة ، وهي فتاة من الدار البيضاء لديها قارئ “كيندل” (قارئ أمازون) وتقرأ الكثير من الكتب بواسطة هذا الجهاز.
وتحبد سارة المرونة التي توفرها الكتب الإلكترونية، حيث قالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن ” الميزة الأساسية بالنسبة لي هي القدرة على امتلاك مئات الكتب في حقيبتي دون أن أثقلها ، ما يتيح لي مجالا واسعا للاختيار أينما كنت، وحتى أثناء السفر” مسجلة “باعتباري إنسانة تحب القراءة في كل مكان وتحمل طوال الوقت الكتب (الورقية من قبل) ، فقد غير ذلك حياتي.”
واليوم ، أكثر من أي وقت مضىى، استعاد الكتاب قيمته الحقيقية . وفي المغرب كما في العالم ، تفرض التكنولوجيا الرقمية نفسها .وتعتبر الكتب ضمن آخر الصناعات الثقافية التي لم تبدأ في التحول الرقمي. ولكن بفضل الاستخدامات المتزايدة لوسائل الاتصال في الهواتف الذكية أو اللوحات الالكترونية ، أضحى من الضروري تغيير الوضع . وقد ينتهي الأمر بالأشخاص الذين لا يقرؤون الكثير من الكتب إلى أن يصبحوا من عشاقها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.