القرار الجزائري :حدث.. كخيط دخان
أزول بريس - يوسف الغريب
( .. فرنسا كتحسب ألف حساب للجزائر.. والعالم كلوا..)
هو تصريح سابق للرئيس الجزائري في إحدى لقاءاته مع الصحافة المحلية استحضرته على ضوء قرار قطع العلاقات الدبلوماسية أحادية الجانب مع المغرب للبحث عن تأثير هذا القرار من دولة يحسب لها ألف حساب…
وبعد 24ساعة من الآن على صدور القرار تبيّن بالفعل حجم هذا النظام ووزنه إقليمياً وقارّياً الذي لا يتجاوز مفعوله مدة مكوث دخان سيجارة في الهواء كي يتلاشى ويتبخر في السماء..
يظهر ذلك من خلال القنوات ذات الصيت العالمي التي جاءت كحدث فرعيّ وعابر مع بقية الأخبار المتعلقة بمواد التنظيف والتعقيم..
وحتّى ما يعتبر حلفاء وأصدقاء هذا النظام العسكرى لم تبد ولا نصف تضامن أوما يشبه ذلك مع هذا القرار الأرعن..
وقد يكون الأمر طبيعيا اذا عرفنا أن جميع الدول بقيت حائرة في فهم جملة التبريرات التى اعتمدها لعمامرة في اتخاذه.. فهل هي حرب الرمال.. أو انهيار مشروع جمهورية الوهم.. أم إسرائيل.. أم بيغاسوس..
أم الحقد المجاني..
حائرون حتّى في هذا المستوى البئيس للسلوك الدبلوماسي الذي لا يفرق بين تجميد العلاقة الدبلوماسية والبقاء على قنصلية لتدبير أمور الجالية هناك كحدّ أدنى.. وبين قطع العلاقة التي تفرض مغادرة العلم الجزائري بالمرة للتراب المغربي وتعيين من يمثلها بإحدى الدول القائمة هنا بالمغرب..
أكثر من هذا البؤس هو استدعاء السفير المغربي بعد إعلان القرار وهو ما يتنافى مع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية.. وهو ما زال ينتظر قدومه إلى الآن وغداً وبعد غدٍ..
هل مثل هذا النظام البليذ والغبي يستحقّ أصلاً أن تقام معه علاقات دبلوماسية متوازنة ومتبصرة..
لذلك كان الحدث.. لا حدث..
وكان الردّ عليه بنفَس التأسف على ما آلت إليه وضعية هذ البلد المغاربي.. والإحساس بالمسؤولية اتجاه الشعب الجزائري الشقيق الذي استيقظ صباحا على طابور قبالة المخبزة.. في ذات الوقت سارع الآخرون نحو الحدود مع المغرب وبالمئات يحاولون خرق السياح العازل بين البلدين.. بل وثّق شريط فيديو وصول البعض…في ترحاب من طرف المغاربة..
هذا هو الجواب الحقيقي لنظام العسكر الذي تبين أن القرار لا يمثل الا عقليتهم الحاقدة..
وهذا هو عمق وفلسفة ما جاء به الرد المغربي من انتصار للمستقبل.. مستقبل شعوب المنطقة المغاربية..
بالفعل هو لا حدث..
وهو ما لامسه أغلب المتتبعين للقاء الصحفي لوزير خارجيتنا مع الممثل الليبي حيث تمّ تغييب قرار النظام الجزائري بالمرّة.. للتركيز على أهمية المغرب في حل الأزمة الليبية ودوره المحوري في ذلك.. كما جاء على لسان الوفد الليبي..
لا وقت لتا بعد الآن لضياعه مع الحماق والمجانين بالجارة الشرقية..
فالمغرب حين يصنع الحدث.. يجعله حدثاً مدوّياً وفعّالاً وبنتائج ملموسة ومبهرة أحياناً..
فمنذ فتح الكركرات وبهذا الإجماع الدولي والأممي.. إلى أزمة بن بطوش وحجم التضامن العربي والقاري إلى حدود دول أمريكا اللاتينية.. وحضور المغرب في كل موائد النقاشات للقنوات العالمية..
نعم صنعنا الحدث مع ألمانيا.. و تركناها تنتظر قدومنا بمؤتمر برلين إلى الآن..
وأرجعت إسبانيا بعد أن اشتكت للعالم بدون جدوى.. عادت كي تقول بأن الحوار مع المغرب لا حدود له..
هذا هو الحدث..وما زالت تداعياته مستمرّة.. ونتائجه لا شك أنّها ستخدم نهضتنا التنموية ومسرتنا التحريري لبقية الأجزاء المغربية..
وهذا ما يزعج نظام الجارة الشرقية التي لا تريد أن تعرف أن الأمة المغربية قديمة قدم التاريخ وأن هذ الوطن الآمن المستقر هو بلد أوّل جمجمة الإنسان العاقل..
فهل يعقل أن تقارن مع عجزة في النظام الجزائري ما زالوا في سنة 1963.. كى يبرروا قرار 2021..
ما أحوج هذ البلد إلى أكبر مستشفى للأمراض العقلية والنفسية..
إلى ذلك الحين.. أتمنى أن يجد الشعب الجزائري الطريق إلى تحرير نفسه من هؤلاء المجانين.. لمافيه من خير لمستقبل الجزائر وللمنطقة المغاربية عموما..
أمّا الان فالجزائر كما قال رئيسها لسابق بوتفليقة مخاطبا الناس : ( البلد لي ما فيها مشاكل ليس بلداً..
الحمد لله الجزائر ما فيها مشاكل..) ..في انتظار أن تكون بلداً ودولة.. نتأسف على ما آلت إليه الآن.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.