القانون 22_20 و الضرب تحت الحزام.
الحزب الحاكم يوافق سرا على المشروع ، و في نفس الوقت يعارضه علنا. لكن تسريب فقرة منه، اختيرت بعناية سياسية مكرية، فضح مسربيه الذين اختاروا الظرف الاسوء للعب بالنار. فلا تلعبوا بالنار في هذا الوقت الذي تم فيه الاجماع الوطني على مواجهة خطر الجائحة.
تسريب جزء من المشروع إلى الرأي العام و هو الجزء الذي يريد فيه مسربوه الحزبيون توجيه ضربة سياسية الى حزب معين (و ليس الى حزب الوزير الذي قدم المشروع كما يتوهم البعض ) الضربة موجهة إلى رئيس حزب ربح نقطا هامة أضيفت الى رصيده الوطني بمساهمته المتميزة في صندوق التضامن الوطني في وقت بخلت فيه القيادات الغنية من الحزب الحاكم عن المساهمة في الصندوق و أصبحت حديث نوادر المواطنين.( الفقيه كايشد ما كا يعطي).
لكن لماذا التسريب في هذا الظرف العصيب؟ لماذا احداث هذه البلبلة في الوطن في هذا الوقت بالذات؟
لنربط الأحداث بعضها ببعض لنفهم موقع هذا التسريب في المعركة التي يخوضها المغرب ضد منافسيه و خصومه:
1- نجاح الدولة المغربية في احتواء جائحة كورونا في وقت اجتاح الوباء الدول المتقدمة المجاورة.
2- نجاح مشروع الفلاحة في المغرب تؤكده هذه الوفرة في الاسواق و في هذا الظرف العصيب، و هو ما لا يروق اعداء الوطن و حساده.
3- نجاح وزير الصناعة المغربي في تقليل الخسائر الاقتصادية و في جعل البلد يعتمد على نفسه في بعض الصناعات كصناعة الكمامات التي احدثت ضجة في البرلمان الفرنسي ( كيفاش دار ليها المغرب؟) لأن لمغرب الذي كان يعتبر تابعا لفرنسا نجح في الاعتماد على نفسه في وقت اتجهت فيه فرنسا الى الصين لشراء احتياجاتها منها، بل أكد وزير الصناعة بأن المغرب مستعد لتصديرها الى بلد اوروبي كبير و يعني به فرنسا.
3- غصة فرنسا لم تقتصر على هذه بل ادركت ان المغرب سيكون المنافس الرئيسي لها في اسواق افريقيا بعد الجائحة لذلك بدأت في توجيه ضرباتها تحت الحزام للمغرب عبر بعض قنواتها(فرانس24).
– التعاون الصحي الآن، حول محاصرة كورونا، بين المغرب و السينيكال و ساحل العاج يخيف فرنسا لذلك بدأت الضرب تحت الحزام، لأن ذلك سيكون له تبعات اقتصادية لصالح هذه البلدان بعد الجائحة و هذا ما يخيف فرنسا من فقدانها لبعض الاسواق الافريقية لصالح المغرب.
– السعودية و الامارات اللتان تنتظران ركوع المغرب اغتاظتا من نجاحه في مواجهة كورونا حين اعتمد على قيمه الثقافية ك ” تيويزي” التضامنية لمواجهة آثار كورونا، و التي أبان الآن فيها المغاربة عن قيمهم الوطنية التضامنية، لذلك أطلقت الدولتان بعض ابواقها ضد البلد، و حركت مشيرها في ليبيا لضرب مصالح المغرب حين اسقط اتفاق الصخيرات لكنه فشل.
5- و الآن ضربة الداخل و يا ليت اصحابها انتظروا الى أن تمر الجائحة، فلو انتظر مسربوا الجزء المسرب إلى أن يتم عرضه على البرلمان لكان أولى لأن المواقف الحقيقية ستظهر آنذاك، لكن ان يسرب منه الجزء الذي اتخذ كضربة تحت الحزام و في هذا الوقت التي تكالبت علينا بعض الجهات الخارجية. و ربما وراء التسريب مكر لاحداث البلبلة، “و لا يسيء المكر السيء الا بأهله”.
اذا فالضرب تحت الحزام، في هذا الوقت العصيب الذي جمع فيه الكل أمره لمواجهة الخطر، هو مكر.
لماذا؟؟
فلو كان الحزب الحاكم فعلا يعارض بعض بنود المشروع فله الأغلبية في الحكومة و في البرلمان، ومن سيمنعه من ايقاف المشروع؟لماذا إذا تسريب هذا الجزء من المشروع في هذا الوقت؟
لسنا بلداء الى هذه الدرجة يا سادة.. إنها ضربة تحت الحزام في وقت تم فيه الاجماع الوطني لمواجهة الجائحة.
ضربة تحت الحزام لأن خصمكم السياسي و هو في نفس الوقت شريككم الحكومي فاز في الاجماع الوطني بمساهمته المادية المتميزة, و في نفس الوقت- و انتم العارفون بخبايا السياسة- فإحداث البلبلة في هذا الظرف هو هدية ثمينة للمتكالبين على الوطن ممن ذكرناهم.
ففي هذا الظرف يتحد الكل لمواجهة الخطر لا لإحداث ثغرات يتسرب منه. و بعد زوال الخطر المحدق بالوطن عودوا الى اختلافاتكم و الى معارككم السياسية في اطار مصلحة هذا الوطن الذي يجمعنا جميعا.
لكن كورونا ابانت عن عيوب المتشدقين بالعدالة و حب الوطن.
ضربة تحت الحزام تبين نفاق و وسخ السياسة، لذلك فدعوا الدين و لا توسخوه باوساخكم و ادرانكم السياسية.
ملحوظة : أنا لا أناقش المشروع لأنني لم اطلع عليه، لكن كل تكميم للأفواه مرفوض ديمقراطيا و حقوقيا، أناقش فقط دناءة ما وراء التسريب.
بقلم : ذ. الحسن زهور
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.