حاورتك الصحفية المتدربة حليمة بن الزنك//
دأب الفنان اللبناني سمير شمس منذ الستينيات على لعب أدوار مختلفة في التمثيل السينمائي والتلفزيوني والمسرحي. فكانت بداية اطلالته عبر مسلسل كان يا مكان، حيث كانت الصدفة سببا في ظهور الفنان سمير في دور البطولة، الذي لقي تفاعلا جماهيريا كبيرا، فسطع نجمه خارج حدود لبنان، ليمتد من المشرق الى المغرب عبر ادوار متتالية، ازدادت نجاحا تلو الاخر، مع عدد من الفنانين العمالقة من جيله، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، الفنان الكبير عبد المجيد مجذوب، والراحلة هند ابي اللمع ايضا الفنان محمود سعد، وغيرهم من الممثلين الذين برعوا في اتقان ادوارهم التمثيلية، بتوظيف محكم للغة العربية، واساليبها المبهرة الممزوجة بفن الالقاء المتمثل في رخامة الصوت. فكانت بمثابة القيمة المضافة لنجاحهم وتألقهم الفني، ومن هنا تنقل الفنان سمير شمص كممثل صوت عبر اعمال مدبلجة كثيرة، استحسنها الصغير قبل الكبير في افلام الكرتون. ومنها دور بابا سنفور في السنافر الموسم الثالث. دور دارك بيو وبوبي وعدة شخصيات في مسلسل جزيرة الكنز. ايضا عدة شخصيات في مسلسل ريمي وفتيان السلاحف، وغيرها من الاعمال التي لم يملها الجيل الحالي، من الاطفال والشباب وكبار السن. لأجل ذلك ارتأينا الى فتح حوار تواصلي مع استاذنا الكبير سمير شمص حول مسيرته الفنية، وعلاقتها بالمجال الاعلامي، بحكم عمله الحالي كمدرب صوت لكثير من الاعلاميين والصحفيين.
س-حفلت ساحتك الفنية بكثير من الاعمال الدرامية والتي شهدت نجاحات كبيرة على المستويين الفني والإعلامي، بين هذا وذاك اي علاقة؟
ج- بعد تجاربي الدرامية والتسجيلات الصوتية، كان لا بد من أن أقدم هذه التجربة ليستفيد منها المبتدئون اعلاميا ودراميا. فكانت بداية تجربتي في دبي، حيث دربت معظم كوادر القنوات هناك. ثم نقلت تجربتي الى بيروت عام 2009،وكانت ناجحة بحمد الله
س – كيف كانت انطلاقتك الإعلامية والصحفية بشكل عام امام هذه التحديات؟
ج – في الوقت الذي كنت أمارس عملي الفني على المسرح، عملت في جريدتي الكفاح والأحد، ثم في مجلة مشوار وألوان، واكتسبت خبرتي الإعلامية على مدى نصف قرن
س- هل رخامة صوتك وفصاحة لغتك العربية هما سببا شهرة مسارك المهني؟
ج – حين بدأت مسيرتي الفنية، لم يكن الصوت تحديدا هو الدعامة لي، بل نجاحي في الأعمال الدرامية، وخاصة الإذاعية حيث كانت الخميرة التي أخذتني الى الاهتمام بالمجال الصوتي
س – على ذكر رخامة الصوت كانت لك تجارب كثيرة في مجال التمثيل الصوتي حدثنا عنها. وماهي المعاير الأساسية التي يجب ان تتوفر في ممثل الصوت؟
ج – رخامة الصوت هي عطية من الله تعالى، ويتم صقلها بالتجربة والممارسة، ولا شك أن إجادة اللغة العربية هي العنصر الأهم في هذا المجال
س – انت من بين الفنانين القلائل الذين استمرو في هذا المسار، وكانت لهم حظوظ كبيرة في ملازمة جيلين كاملين في نفس المجال. كيف تقارن بينها من حيث العطاء. وايضا من حيث البيئة التكوينية لكليهما؟
ج – إنه كالفرق بين شجرة امتدت جذورها عميقا في الأرض، وبين نباتات لا جذور لها. وإن اللبيب من الإشارة يفهم
س – الى ماذا يفتقد هذا الجيل في الصناعة الإعلامية رغم هذا التطور والانفتاح الكبيرين على العالم. الى جانب الكم الهائل من الإمكانات التي لم يحظى بها الجيل الذي كان قبله؟
ج – بالنسبة للعمل الإعلامي، اللغة العربية مطلوبة طبعا. لكن للأسف أصيبت لغتنا بالشلل نتيجة إهمال المدارس لها. وبالتالي انعكس هذا الشلل على العاملين الجدد في المجال الإعلامي، فكثرت الأخطاء، والانحرافات اللغوية، والتفرنج واستعمال الحرف الاجنبي في مراسلات الإنترنت وأسباب كثيرة تبدأ من البيت وتنتهي في الجامعات.
س – ما رأيك في المعاهد والاكاديميات المختصة في تدريب الاعلاميين وممثلي الصوت في الوطن العربي؟
ج – رغم قلتها وعدم اهتمام القنوات الاعلامية بتدريب طواقمها الا انها ضرورية لإعطاء الزخم والحيوية للعمل الإعلامي، على أن يكون لهذه المعاهد برامج متخصصة تعود بالنفع على طلبة الاعلام
س -اقتصرت دوراتك التدريبية على لبنان ودول الخليج، أين نصيب دول شمال افريقيا خصوصا وأن لك جمهورا كبيرا كان متتبعا جيدا لأعمالك؟
ج – أنا أدرب في أي بلد عربي إذا طلبت مني جهة اعلامية ذلك
س – كما تعلم انه في شمال افريقيا توجد لغة هي اصل ثقافة شعوبها، والتي تعاني من الاستقصاء امام نظيرتها العربية، فتسعى الان الى إثبات واسترجاع هويتها. سؤالي هو كيف ترى المستقبل الإعلامي لهذه اللغة امام تحدي اللغة العربية؟
ج – لكل شعب تراثه ولغته اللذين يشكلان حضارته، ولا شك أن المغرب الكبير يجهد في إثبات هويته الإعلامية
س – هل سنرى الأستاذ سمير شمص في اعمال تخص هذا الجانب كصوت مترجم عن اللغة الامازيغية اذا ما عرض عليه في المستقبل ؟
ج – لم لا، انا حاضر طالما ان الترجمة لها وقع جميل على أذن المتلقي
س – بصفتك أستاذ ومدرب اعلامي مقتدر. ماهي النصيحة التي ترغب ايصالها للعاملين في مجال الاعلام؟
ج – نصيحتي لهم أن لا يستهتروا بالدورات التدريبية التي تؤهلهم للعمل الإعلامي، وأن يجهدوا في تلقي دروس في اللغة العربية
شكرا لك أستاذ سمير شمص على هذا اللقاء ونتمنى ان تلقى نصيحتك استحسانا لدى كل العاملين والراغبين في تحسين مستواهم الإعلامي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.