الفقيذ عبد الوهاب بلفقيه من إعتزال السياسة إلى إعتزال الحياة

يوسف الغريب

أخاله يردّد في ليلته الأخيرة هذا المقطع الشعري :

ألا موتاً يباع فاشتريه………………
……………….فهذا العيش لا خير فيه.ا

قد يشكوا حاله وحيداً ويتمنّى الموت في زمن عزّ فيه الصديق والوفاء والمحبّة.. وسادت شريعة أخرى أرادت من عزيز قومه أن يكون ذليلاً..
لم تستطع أشعة الشمس حتّى اعتزل الحياة.. بعد أن اعتزل السياسية قبل أقل من أسبوع..
لم بتنظر أن يجرّد من أصالته.. فهو أصيل بالفطرة والتربة والتربية.. لكنّه يرفض أن تُعنْوَنَ الأصالة بالغدر والخيانة وهو ابن منطقة لا تهاب الموت من أجل الوفاء.. ولا تستسلم للغدر والخيانة..
هي معادلة المنطقة والجهة عموما.. وأحد رجالاتها الذين بصموا مساره السياسي أصيلا بقيمه ومعاصراً بدراعته الصحراوية…ليصبح رمز منطقة بأكملها
هي المعادلة التي لم يفهمها الذين (حنّشوا) قرار التجريد من الصفة.. بعد أن زفّ عريساً قبل أسابيع فقط..
بين هؤلاء والمنطقة خيط رفيع اسمه القيم.. كان ثمن اليوم روح الفقيذ عبد الوهاب بلفقيه.. رضوان الله عليه..
مؤلم وحزين هذه النهاية..
والأكثر إيلاماً أن ينتخب المجلس نفسه على وقع خبر فقذان أحد أركان البيت..
هل يستحقّ هذا الكرسيّ أن نتجرّد من آداميتنا.. وإلى هذا المستوى..
هل من أمل ورجاء في من يدّعي خدمة المصلحة العامّة وهو غير قادر على رفع جلسة وتأجليها إلى حين.. احتراما للخصم قبل الصديق..
هو الآن هناك..
فحين لم تستطع الورقة التي حرّرها أن تفهم بشكل جيد..
حرّر الجسد كلّه من هذا الزمن الموبوءة بالغدر والخيانة..
لكن دمه سيبقى وإلى الأبد في عنق كل الخائنين الجبناء..
فالرحمة والمغفرة لروحه الطاهرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد