الصويرة: “السعادة في أن نكون معاً” شعار مهرجان “الأندلسيات الأطلسية”، في دورته الـ 18، وذلك من 27 إلى 29 أكتوبر الجاري..
يوسف غريب*
احتفاءً بمغرب العيش المشترك والعمل على مواصلة استحضار الماضي المشرق، وربطاً بالافق الإنساني جاء شعار الدورة 18 لمهرجان ” الاندلسيات الأطلسية” الذي دابت جمعية الصويرة موگادور على استئناف تنظيمية بعد أزمة كورونا بمشاركة 170 فنانا جادرا بهذا المشترك الإيقاعي لإحياء الوصال من خلال 14 حفلا موسيقيا وبرنامج متنوع يجعل من دورة 2022 نسخة عتيقة من شأنها أن تترك بصمة”.
واختيار هذا الشعار وبهذه الدلالة البادخة والعميقة لم تأت من فراغ بل تحدث المنظمون عن الاستثناء المغربي والمدرسة المغربية التي تجسدها التظاهرة الموسيقية من خلال “أسلوب الصويري” الذي يجعل منه “اجتماعا فريدا من نوعه في العالم حيث يختار مئات من المسلمين واليهود، ليس فقط الالتقاء من أجل فرحة الوجود معا، والغناء معا، بل الاستماع والنقاش معا، والاهتمام كل منهم بالبعض الآخر، والقول إن روايات الجميع هنا لها مكانتها واحترامها”.
واختار منظمو دورة السنة الحالية من المهرجان، الذي انطلق تنظيمه في 2003، بمبادرة من “جمعية الصويرة موغادور”، برمجة فنية تشتمل على 14 حفلا موسيقيا، سيعتلي خشباته كل من المايسترو الكبير عمر متيوي مع فرقته الموسيقية “روافد” التي ترحب بالعاد ليفي وموسيقييه، أيقونات المشهد اليهودي للموسيقى العربية الأندلسية بلا منازع.
كما سيغني لأول مرة بالصويرة المغني والموسيقي غوستو، الذي سيشدو صوته بأجمل ما تزخر به مكتبة الأغنية العربية اليهودية الشعبية، فضلا عن الفنانتين عبير العبد وزينب أفيلال.
وككل سنة، يحجز المهرجان موعدا لرمزي مدرسة الصويري للموسيقى العربية الأندلسية، بحفلين لكل من المغنية الكبيرة ريموند البيضاوية والمغني عبد الرحيم الصويري.
كما ستصدح خشبات المهرجان في نسخة 2022 بأغاني أعضاء المجموعة اليهودية الأسطورية “Hapiyout”، الذي طال انتظارهم لملاقاة جمهورهم، بعد أن شاركهم الملايين من محبي الموسيقى حفلتهم الموسيقية في عام 2018 على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأبرز المنظمون، في البلاغ الذي توصلت “الصحراء المغربية” بنسخة عنه، أن العرض من المهرجان سيفتتح بالصويرة بأمسية فريدة تجمع التقاليد الصوفية والإسلامية واليهودية. أمسية ستمزج بين اللغتين العربية والعبرية من “بققتشوت” و”أمداس” وستجمع بين فرقة “مطروز” ومغنيي فرقة “الأنور المحمدية”.
كما سيحيي العروض الأولى الأخرى من برنامج هذه السنة، كل من مور كارباسي، النجم الجديد للموسيقى السفاردية الذي سيصعد إلى المسرح مع زورا تانيرت، وهي فنانة ملتزمة وموهوبة من التراث الأمازيغي.
كما ستكون الرباعية في الصويرة، التي تجوب مراحل العالم لتغني الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، في حين أن فرقة أفالكاي المولودة في الصويرة ستدعو سكينة فحسي لمشاركة كوكتيل من الأغاني يمزج بشكل خاص بين أنغام الجاز والفلامنكو، الشقوري والثرات الكناوي.
كما ستتمتع الصويرة هذا العام، يوضح المنظمون، بالامتياز والفرصة لتتلقي لأول مرة في المغرب “الباليه الكبير فلامنكو الأندلس”، وهو أرقى التشكيلات الأندلسية التي ستؤدي في الصويرة، بفضل كرم والتزام مستمر من حكومة منطقة الأندلس.
وسيسدل المهرجان ستاره بحفل ختامي يجمع بين مختارات موسيقية عنوانها التحدي المتمثل في إعادة إحياء الصفحات الأكثر رمزية وشعبية للتراث الموسيقي اليهودي العربي من خلال برنامج مستوحى من الثراء الكبير للتراث الروحي والموسيقي للصويرة، وزاوية الزوايا مثل تلك الموجودة في كناوة، وزاوية الرزون مثل تلك الموجودة في الملحون.
واعتبر المنظمون أن مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” يجسد المدرسة المغربية وهي “روح الصويرة” من خلال اقتراح طبق فني متنوع وقوي المضمون، بشكل يلبي انتظارات جمهور هذه التظاهرة المتميزة والفريدة من نوعها عبر العالم.
*يوسف غريب كاتب إعلامي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.