الصراع العربي الاسرائيلي: شجاعة الأبطال

أزول بريس – الحسن زهور  //

في احلك الصراعات و اعنفها يظهر الشجعان بشجاعتهم النادرة مثل النجوم في الليلة الليلاء.
الشجاعة ليست هي ان يتقدم القائد الجماهير المهيجة و يستغل هيجانها، بل الشجاعة ان يقف القائد الحكيم ليبين للجماهير و لمن يهيجها خطأ الاتجاه الذي سلكته، ف ” الرأي قبل شجاعة الشجعان” كما قال المتنبي.
في الصراع ” العربي” الاسرائيلي يسجل التاريخ اسماء ابطال شجعان و قفوا بشجاعة نادرة ضد التيار، و اغلبهم من غرب أفريقيا المتميزة بثقافتها العقلانية.
التاريخ الآن ينصف الزعماء الأبطال كبورقيبة و الحسن الثاني و موقفهما الشجاع في بداية الستينات، و في وقت لم يجرأ فيه اي زعيم بالجهر بالموقف العقلاني الذي جهرا به خوفا من التهم و ردات الجماهير المهيجة، حين دعا الزعيمان بشجاعة الى الاعتراف بالقرار الاممي القاضي بتقسيم فلسطين، رأيا بحكمتهما و ببعد نظريهما ما لم يره الاخرون الذين اعمت الايديولوجيا بصائرهم، فوقف الزعيمان ضد التيار الجارف الذي هيجته الايديولوجيا القومية المهيمنة انذاك، فنعتا بشتى النعوت. و بعد سنوات من هذا الموقف الشجاع وقع ما حذرا منه فضاع كل شيء، ابتلعت اسرائيل سيناء و الجولان و الضفة و قطاع غزة و القدس و غور الاردن…
و بعدهما سينصف التاريخ انور السادات بطل “كامب ديفيد” كبطل سلام في وقت نعت فيه بالخيانة و عزل عن محيطه و تم تهييج الشعوب ضده الى أن انتهى الامر ال مقتله، لكنه فعل ما لن يستطع غيره من زعماء التهييج فعله دون ان يريق قطرة دم مصرية فاسترد سيناء، و حقن دماء المصريين، و السوريين و الاردنيين و الاسرائليين، و حاول عبثا حقن دماء الفلسطينيين لكن الراحل عرفات فضل الوقوف في صف قادة التهييج فأضاع الفرصة التاريخية و ابتلعت بذاك المزيد من أراضي شعبه.
نتذكر الراحل الحسن الثاني و موافقه الشجاعة، ودوره في السلام المصري الاسرائلي و تكسيره الحصار المفروض على مصر، و تشجيعه عرفات للانخراط في السلام لاسترداد ارضه، لكن مراوغات عرفات ضيعت الفرصة.
نتذكر خطابه لصدام حسين للخروج من الكويت، و موقفه الشجاع المؤيد للكويت في وقت هيجت فيه الايديولوجية القومية الجماهير في كل مكان لصالح الاحتلال، و شمل الهيجان الشارع المغربي، و انتهى الهيجان الاعمى كفرقعة بالون و دمرت العراق.
بالمقابل ماذا اعطت الشعارات “الثورية” الرنانة المهيجة للجماهير سوى الهزائم و الدمار، ماذا اعطى عبد الناصر؟ شعارات احتلت بها اسرائيل سيناء، و الجولان السوري و غزة و القدس و غور الاردن…
ماذا اعطى البعث السوري و العراقي و جماهيرية القذافي و اشتراكية صالح و شيوعية اليمن الجنوبي و إخوانية النميري و بعده البشير…؟ و جبهة الصمود و التصدي؟ و اشتراكية الجزائر؟
الجواب ما تعيشه بلدانهم حاليا.
في المغرب، و في الوقت الميت الذي لم يكن فيه احد ينتظر شيئا، و كان الكل ينتظر تسليم الرئيس ترامب الرئاسة لخلفه بايدن، كانت المفاجأة من العيار الثقيل و الثقيل جدا، إصابة ذهبية تاريخية في الوقت الميت فاجأت الكل، فاجأت الاصدقاء و الخصوم. فاجأت العبقرية المغربية الكل، فداخ الجيران ، الاعداء منهم و المقايضون و المؤلفة قلوبهم…، شرقا و شمالا و جنوبا، و اقصى الجنوب القاري، و داخ ايضا مداويخ الداخل الغارقين في ايديولوجيات الشرق و العبث.
هذه هي سمة الابطال، بهدوئهم و بحكمتهم يصنعون التاريخ بدون ضجيج و لا تهييج و في لحظة لم يكن يتوقعها أحد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد