كتب الشيخ الحسن بن علي الكتاني الحسني تدوينة يقول فيها “في غفلة من الجميع وفجأة سنجد الحروف التيفناغ على أوراقنا النقدية…مزيدا من التهميش والتضييق على لغة الإسلام والمسلمين”. ومناسبة التدوينة مناقشة البرلمان المغربي مقترح إظافة اللغة الأمازيغية بحروفها تيفيناغ في الأوراق النقدية للمملكة المغربية. تدوينة صغيرة لكنها تضم ثلاثة كلمات تخفي الشىء الكثير (غفلة، التضييق، لغةالمسلمين). فالمعروف أن الدستور المغربي يعترف باللغة الأمازيغية لغة رسمية مند 2011، بعد نضال مرير دام نصف قرن، ومند ثماني سنوات والنقاش مستمر على عدة مستويات لإخراج القوانين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، التي بالضرورة ستجد لنفسها مكانها الرسمي في كل مجالات الحياة العامة وضمنها النقود. فعن أي غفلة يتحدث الشيخ الكتاني، فربما هو الذي كان يعيش في غفلة عن التطورات التي يعرفها المغرب على هذا المستوى. أما كلمتي “التهميش و التضييق” اللتان استعملهما فتعكسان إحساسا عميقا لدى الشيخ بكون اللغة العربية لا يمكن أن تعيش وتحيا إلا إذا كانت وحيدة لا تقاسم المجال مع أحد، وهذا يعكس نوعا من الخوف من الآخر و من التنافس معه لغياب مقومات التنافس، بل والتصريح عن غير وعي بأن وضع العربية يجعلها مهددة بمجرد احتكاكها بلغة أخرى، وهو ما عبر عنه أيضا المرحوم الشيخ عبد السلام ياسين سابقا حين استعمل وصف “ضرة” (للعربية) أثناء حذيثه عن الأمازيغية. أما الحذيث عن لغة المسلمين بصيغة المفرد، وإعطاء هذه الصفة للغة العربية وحدها، فيجعل من الإسلام دينا للعرب وحدهم بدل أن يكون رسالة للعالمين. فلغات المسلمين كثيرة وضمنها الأمازيغية، ولا يشكل العرب ضمن المسلمين إلا جزءا صغيرا جدا. فما على الشيخ الكتاني إلا أن يراجع موقفه وخطابه، فهو يسيء للإسلام وللعربية وللدستور المغربي، وعليه أن يعرف بأن النقاش حول الأمازيغية نقاش عمومي وليس سريا لكي تتخذ القرارات غفلة بشأنه، فترسيم الأمازيغية سيظهر في مختلف المجالات ولن يضر ذلك لا العربية ولا الإسلام مثلما لم يتضررا بوجود الفرنسية بشمال إفريقيا مند بداية القرن التاسع عشر، كما لم يتضررا بمجاورة لغات عديدة مند فجر الإسلام، وقولة علي ابن أبي طالب “تعلموا الألسن فإن كل لسان بإنسان” خير دليل على ذلك.
تدوينة للحسين بويعقوبي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.