الشعر ينتصر دوما…. للحياة: إهداء إلى الشاعر مصطفى حومير

نعم.. وأنت هناك… كنا نحن هنا ننتظر إطلالتك كالعادة بين نخلتين على مشارف المدينة…ننتظر جرعتنا اليومية من شغبك الجميل…ونحن نفتعل موضوعا أوحدثا كي ننتشي بهكا الاتجاه المعاكس ومنذ زمان.. قبل أن يتحول إلى برنامج كان هو ملح كل لقاءاتتا بكل أزمنتها.. وباختلاف أمكنتها…عبر أكثر من 30سنة…كنا ننتظر أيضا… تلك الجملة /اللازمة التي تودعنا بها…

كنا طيلة هذه المدة شرسين في ما بيننا ونحن نناقش غيابك….كان الأحمد فينا رزينا هادئا مطمئنا… صارخا فينا أحيانا بقولته المشهورة ( واش نتا حسن من الأطباء)
كنا طيلة هذا الغياب مذهولين… لأننا نسينا أنك لم تكتب بعد قصيدتك الأخيرة…
وعدت واقفا كالألف…
ولم تَمِلْ كبقية الحروف
لأن المَيْلَ سقم…
عدت إلينا…. وعادت بي الذاكرة إلى يوميات رمضان الماضي فخاطبتك ب :
هذا قدرك… أيها الشاعر
خذ كلمتك الان… تحرك… فالصمت متواطئ… والجغرافيا جاحدة… عش هذا الاهتمام اليومي.. وتأمل نفسك الصوفي حيث الشعر يهدي من اللسان إلى القلب وصولا إلى الروح…
تأمل أيضا هذه الأجساد بلا روح. 

مصطفى حومير وشعرنة اليومي

أسعد لحظاته حين يأتي باكرا إلى زاويته المفضلة بإحدى مقاهي المدينة… تراه مهرولا.. يقرب الطاولة أكثر إلى صدره… بإشارة منه يعرف النادل نوعية مشروبه… يفتح المحفظة… الأوراق… الأقلام… الصمت… معلنا بذلك قطع الصلة مع المحيط… يسافر إلى عالمه.. بين الحين والآخر يمسح المكان بعينيه.. ثم يغطس من جديد..
هو طقسه اليومي ومنذ عرفته ثمانينيات القرن الماضي.. لا تجده الا قارئا لرواية ما.. كاتبا لقصيدة… أو شاهدا لشريط سينمائي ما..
هو نفسه عند رواد مسرح الهواة ممثلا مركزيا في كل التجارب الدرامية لجمعية أنوار سوس ولأكثر من عشرين سنة… ولعل ارشيف الجمعية شاهدة على الروائع الخالدات مثل ( الجاحظ وتابعه الهيثم) ( الجندي والأمثال) بل شاهدة على أسلوبه في التمثيل والإتقان لتعبيرات جسدية وانفعالية… هكذا كان ممثلا مبدعا تجاوز التمثيل نحو الإخراج.. أغنى بتلك التجربة الساحة التربوية التعليمية بمسرحيات وانتاجات تربوية ساهمت بشكل كبير في تكوين وتوجيه مجموعة من التلاميذ باكتشاف ذواتهم والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى من خلال المشاركة الدولية عبر المسرح التربوي بمعية غريمه الأستاذ أحمد العمالكي…
كان مصطفى حومير يطل على قرائه من خلال عموجه الأسبوعي بصفحة فضاء أكادير بجريدة البيان.. بأسلوب الوصف لأعلام وشخصيات محلية… أروعهن إلى الآن… مذكرات معلم بالبداية
لكن لا يذكر هذا الاسم وسط المدينة وخارجها إلا ونجد شيطان الشعر غالبا على كل الاهتمامات الأخرى… إذ لا أستطيع أن أحصي عدد القصائد المتوفرة حاليا والقابلة للطبع والنشر… لأن لا أحد يستطيع أن يساير السرعة التي يكتب بها… ليس في الأمر أية مبالغة…
فنحن أمام ظاهرة إبداعية خلاقة… لغة كانت أم ايقاعا… في البناء كما في التركيب… لتتحول القصيدة عنده إلى شعرنة اليومي… وتحليل تفاصيله في تأملات وأسئلة مسكونة بالألم حينا والأمل أحايين أخرى…. الأمل في أن تفك هذه العزلة الجغرافية على مبدعات ومبدعي الجنوب بشكل عام… فلا يعقل أن تكون دار النشر الفرنسية السباقة إلى طبع ونشر الديوان الأول لشاعرنا وبشروط غير منصفة… بل وبهذا الحضور النوعي كتابة وقراءة هنا وهناك ولمدة تتجاوز 20 سنة لم يطبع له إلا ديوان واحد من طرف مديرية الثقافة
هذا قدرك… أيها الشاعر
هل نحتاج إلى شعراء في زمن هكذا!!! ؟
نعم… فالشعر عادة ودوما ينتصر للحياة
خذ كلمتك الان… تحرك… فالصمت متواطئ… والجغرافيا جاحدة… عش هذا الاهتمام اليومي.. وتأمل نفسك الصوفي حيث الشعر يهدي من اللسان إلى القلب وصولا إلى الروح…
تأمل أيضا هذه الأجساد بلا روح


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading