الشعب التونسي حسم نصف امره…
صنفت الأغلبية الساحقة من المتابعين للمشهد السياسي في تونس نتائج الدور الأول من الإنتخابات الرئاسية مفاجأة مدوية في إثر مرور الثنائي قيس سعيد -وهو الجزء الأكبر من المفاجأة -ونبيل القروي إلى الدور الثاني من هذا الاستحقاق الرئاسي الذي سيدور منتصف الشهر المقبل ..
والسيد قيس سعيد هو أستاذ جامعي قد تقدم إلى الإنتخابات بلا سند حزبي ودون أن تكون وراءه ماكينة مالية أو إعلامية وبالتالي لم يمنحه المهتمون بالشأن السياسي أية حظوظ في الصعود إلى الدور الثاني ولكنه سفه توقعاتهم ، أما السيد نبيل القروي فقصته غريبة عجيبة وهي بمثابة الإستثناء في انتخابات بهذا الحجم في مختلف بلدان العالم ! فالرجل كان طرفا في قضية مالية تم استدعاؤه إليها كأحد الشهود ولكنه وجد نفسه في أعقاب ذلك متهما وصادرة في حقه بطاقة إيداع بالسجن وقد جرى القبض عليه في الطريق العام وبطريقة بوليسية هيتشكوكية فتوجهت أصابع الإدانة مباشرة إلى رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد وذلك باعتبار السيد نبيل القروي خصما لدودا له في الإنتخابات الرئاسية ومن مصلحة الأول إزاحة الثاني حتى يهنأ باله !!! ورغم سيل الاتهامات التي كيلت له منذ وقع إيقاف المذكور قبل يومين من انطلاق الحملة الانتخابية فإن رئيس الحكومة نفى ضلوعه فيما حصل لخصمه ونسب ذلك إلى الجهاز القضائي الذي أصدر بطاقة الإيداع بالسجن ..
هذا وقد تولت زوجة السيد نبيل القروي ووالدته ومجموعات أنصاره قيادة حملته الانتخابية بحنكة ودراية زادتا موجة التعاطف معه قوة فكانت نتائج الإنتخابات منصفة للرجل وصارخة في وجه المظلمة الكبرى التي تعرض لها هذا المترشح السجين !!! وفي المحصلة فإن الشعب التونسي قد أثبت أنه يرفض الظلم فقال كلمته الفاصلة بعد أن منح جانب كبير منه ثقته لمن استحقاها ، ونظل ننتظر موعد الدور الثاني حتى نعرف من سيختاره الشعب للعهدة الرئاسية المقبلة ..
أ.سميرة بن حسن/تونس
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.