الشروع في الترجمة إلى الأمازيغية في البرلمان في ظل تجاوزات غير مقبولة…

بقلم الحسن باكريم

يشرع رسميا اليوم الاثنين 11 ابريل 2022، في اعتماد الترجمة الفورية باللغتين العربية والأمازيغية خلال الجلسات العامة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية والجلسة الشهرية التي يجيب خلالها رئيس الحكومة على أسئلة أعضاء المجلس. كما أوضح الطالبي العلمي في كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثانية من السنة التشريعية الأولى للولاية التشريعية الحادية عشرة أن تفعيل هذه الخطوة سيتم ابتداء من جلسة اليوم.

وأكد رئيس مجلس النواب أن الأمر يتعلق بـ “لحظة وطنية هامة ينبغي تقدريها، والبناء عليها لمواصلة تفعيل مقتضيات الدستور والقانون التنظيمي ذات الصلة، بكل ما يرمز إليه ذلك في حياتنا الوطنية”. جميل هذا الكلام ، ونحن نؤيده جملة وتفصيلا، ولكن إن كانت عملية اعتماد الترجمة، التي تعطلت كثيرا بسبب مرواغات حكومتين سابقتين، إن كانت العملية اليوم قد تمت بشفافية واعتماد القوانين الجاري بها في احداث مناصب الشغل ومناصب مالية واضحة لتشغيل من سيعمل على الترجمة.

الأخبار التي وصلت أزول بريس من جهات مهتمة بالموضوع غير راضية وأصابها قلقل من جراء ما يحيط أمر الترجمة خاصة باللغة الأمازيغية، من تجاوزات مست مصداقيتها وجعلت العديد من نشطاء الحركة الأمازيغية ينتقدونها، تجاوزات في تشغيل المقربين دون مباراة، وتتحدث المصادر عن تشغيل 8 أشخاص دون مباراة وكلهم من المقربين من أحزاب الحكومة، مما خلف استياء في صفوف عدد من الحاصلين على شهادات جامعية في الدراسات الأمازيغية، طلبة عاطلين، كانوا ينتظرون حظهم في العمل، الا أن الممارسات القديمة التي كنا ننتظر أن لا تعود مع الحكومة الحالية، يبدو أنها تراوح المكان والزمان دون جدوى كأنها قدر.

أمر أخر مرتبط بالتشغيل بناء على مناصب مالية ومباراة مفتوحة أمام الجميع لأعطاء الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، أمر دو أهمية كبيرة ملزم لانصاف وتشجيع تدريس هذه اللغة في المدارس والجامعات، لأن تفعيل مقتضيات الدستور والقانون التنظيمي ذات الصلة، لا معنى له دون احداث مناصب مالية والاعلان عن مباراة لتشغيل خرجي الدراسات الأمازيغية، ولن يتحقق للتفعيل هذفه للحفاظ على اللغة الأمازيغية دون هذه الامكانيات المالية المفروض أن تخصص لربط التفعيل بالتشغيل وبالاقتصاد، دون ذلك سيتحول التفعيل إلى إقبار اللغة الأمازيغية.

ومن الأمور التي تعرضت للنقد كذلك في المشروع، والمنتقدون على حق، في وصلة الدعاية التي أطلقها البرلمان يتم الحديثة عن الترجمة إلى اللغة العربية ويقصد باللغة العربية الدارجة المغربية، وهي ليست لغة عربية، مقابل الحديث عن الروافد 3 للغة الأمازيغية، كيف تصبح الدارجة لغة عربية وباقي مكونات الأمازيغية مجرد روافد؟

نتمنى من القائمين  على الموضوع مراجعة هذه الأمور فورا قبل استفحالها ونصل إلى نتائج سلبية في الموضوع  عكس المنتظر منها، وذلك بالاعلان عن مناصب مالية شاغرة في موضوع الترجمة وتنظيم مباراة بكل شفافية لتشجيع خرجي الدراسات الأمازيغية وفي نفس الآن ربط اللغة الأمازيغية بالتشغيل لانصافها فعلا، ومن الافضل كذلك ان نقول ان الترجمة الفورية ستكون باللغات المغربية حتى يتمكن كل المغاربة من متابعة أشغال البرلمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد