الشاعر الحسن البونعماني يكرّم مهنة الطب في ستينيات القرن الماضي

أزول بريس  -أحمد الطالبي //
عثرت في مكتبتنا بتكدالت -المعدر الكبير- على قصيدة مخطوطة لابن عمنا الشاعر الحسن البونعماني ترجع إلى ستينيات القرن الماضي، يكرّم فيها الأطباء والمساعدات في المجال الصحي.
تكريما لكل الأطر الصحية، وفي هذه الظروف الصعبة والاستثنائية أهدي هذه القصيدة للجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، وعبرها إلى كل جنود الخطوط الأمامية، من ممرّضات وأطباء وكافة الأطر الصحية؟
(الشاعر البونعماني، الرفيق الحميم للمختار السوسي، من رعيل علال الفاسي، عبد الله كنون، الفقيه المانوني، محمد داوود التطواني، عبد الرحمان بن زيدان، عبد الرحمان المنصوري البزيوي، وكان أول حاكم مفوض بمراكش وأول باشا لمدينة أكادير بعد الاستقلال، فمحافظا للخزانة الملكية بالرباط، توفي في 16 فبراير 1982 ودُفن ببونعمان ضواحي تزنيت)
فمتى زرته وأنت كئيب
عدت مما رأيت غير كئيب
خلته من لطافة الوجه خلا
لي قديما قد كان خير حبيب
مستشفاه أعلى الطراز وفيه
ما تمنى الإنسان من تطبيب
مستشفى هو في الحقيقة
عنوان الشفا وراحة المكروب
للبشوش المفضال حب فؤادي
للعبوس المختال قعر القليب
يده رحمة لكل مريض
وانحسام الأذى بجرح مذيب
لو رثى الأغنياء ما لاح وجه
أصفر اللون من ضنى وشحوب
أمجدُ الأطباء من قام بالإ
سعاف والبر للبئيس الكئيب
مهنة الطب للأنام حياة
وهي من لطف ربنا الموهوب
وإذا جئته تلقّاك وجه
مشرق من مساعدات الطبيب
يبتسمن عن لؤلؤ وأقاح
للزوار بالبشر والترحيب
قاعة الانتظار يا لهف نفسي
مكمن الفاتنات للمسلوب
وكناس الظباء من كل غيد
تمضغ المصطكى* مكان العشيب
كلهن مع انشراح حصان
ومثال العفاف والتهذيب
وإذا لبس العفاف فتاة
خالها ملكا يقينَ المريب
يصف الحسنى والمشاعر شعري
ليس شعر الجوى والتشبيب
إن تك الشعراء تنسب أني
لست بالمثل الجلي المضروب
غير أني تهتز أعماق روحي
من معان خُلقن للتطريب
بينهنّ أرى فتاة لعوبا
ويح قلبي من الفتاة اللعوب
كلما احمرّ خدها من دلال
ففؤاديَ في اللظى واللهيب
طلبت لي نفسي التفاتا إليها
قلت خفت من نفسها أن تذوبي
واستبدّت نفسي وقلت اعتصاما
ألم يأنِ يا مهجتي أن تذوبي
كلما اقتنص الكعاب مثيلي
أو ينجو من لحظها بالهروب
ربّ سيف مهند بلحاظ من
غيداء أودى بليث غضوب
هاكها قطعة كباقة زهر
يجتبيها المحب للمحبوب
حيث ضمّت منك الشمائل مدحا
كادت ألفاظها تفوح بطيب
هاكها قطعة كتذكار ود
من أديب يصبو لكل أديب
هاكها سلوة لدى وقع شجو
واتخذها أنشودة العندليب
حملت أصدق العواطف شعرا
هي لا ريب كهربا التقريب
قرّبت القلوب بعضا لبعض
والعواطف ترجمان القلوب
للطببين شكر من أنقذقاه
ناشرا لهما الثنا في المغيب
فليدوما للطب والفن ركنا
وليدوما للفحص والننقيب
‫وليعيشا في غبطة ورقي ‬
‫وازدهار المنى وعيش خصيب ‬
***
*العلك أو المْسكة أو الشوينغوم

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading