الشاعر إبراهيم أكيل يسافر في ذاكرة المتخيل الأمازيغي ويهبط بحمو أونامير إلى الزمن المعاصر في عمل شعري جديد
أزول بريس
أصدرت منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في إطار سلسلة شعر ضمن مشروع تالا للبحث والإبداع الأدبي الأمازيغي عملا شعريا جديدا للشاعر الأمازيغي إبراهيم أكيل.
تجربة شعرية تسافر في عوالم المتخيل والميثاث الأمازيغية، نص واحد اختار كتابة سيرة شعرية لحمو أونامير وهو يهبط إلى العالم المعاصر ويسير في البلاد الأمازيغية ويذرع الشوارع ومسالك القرى العزلاء في بلاد الأطلس ، يقوده ” الأمارك ” بكل كثافته الدلالية ويتذكر أنداده العائدين إلى الأرض وأشباهه المرتابين والممسوسين بلوثة الترحال والمنجذبين إلى غوايات العوالم السفلى.
عمل يجمع بين الأتوبيوغرافي والرسالة والكتابة الرحلية لسرد تفاصيل العودة إلى الزمن الأرضي، موجها بالرغبة في استعادة طفولته الأولى، يتأمل أونامير التراجيديا البشرية وهشاشة الكائن وتمزقه في العالم ومكابداته من أجل المعنى، ساخرا من كل أشكال الجد الزائدة عن الحد .
وفي معابره يكاد يشبه الشعراء الجوالين في حلهم وترحالهم من بلاد إلى بلاد، تفيض تأملاته بسخاء نادر ، يسم شخصية أونامير التي تسكن جل النصوص والسجلات الأدبية الأمازيغية، بانيا أشعاره بلغة بسيطة مستقاة مما تسقطه من ألسنة الناس ، مخضبا جدران بيته الرمزي بدمه الذي وشم قطرته الذاكرة.
لم يفكر الكائن الشعري لابراهيم أكيل في اللقاء بالنسر الذي سافر به إلى السماء السابعة، ربما لأنه اقتدى بوصية الشاعر صدقي علي أزايكو لما كتب: ADar inu ar ittidu tasanu kmmin A gis inghan igidr lli kkusigh nkkin .
اختار الشاعر إبراهيم أكيل أن يخب بكائنه الشعري في ليل الزمن المعاصر المحتجب خلف الكمامات ، الكائن الشعري الذي لا يواري في مدافن الأعماق جثة النسر فحسب، ولكنه يواري أيضا جثثا متفسخة لأحلام تبخرت كما لو خيط دخان.. الإخراج الفني والجمالي للعمل: الفتوغرافي والأنفوكرافي أحمد ليديب.
التعليقات مغلقة.