الرايس امنتاك..وفي حلقه غصة— يوسف غريب
محب للوطن ومكرم للعلماء….هكذا أبنه الفقيه عصراليوم بمقبرة اموكاي بالدشيرة …هي الجملة الوحيدة الخارجة عن ماهو مألوف في مثل هذه المناسبات من أدعية وطقوس حتى ليتخيل للمرء وهو يتابع مراسيم الدفن اننا نودع شخصا عاديا الى درجة ان الفقيه نفسه لم يشر بالمرة خلال الدعاء للفقيد بمكانته الفنية ورمزيته الابداعية ..وكأن ثقافة الجحود والانكار أصرت على ان تلازم الفقيد الرايس احمد امنتاك منذ ولادته الفنية قبل الاستقلال الى حفل التأبين بالرغم من انه من الفنانين الاوائل/القلائل الذي انخرط في الدفاع عن الوطن ابان الاستعمار بل ويدعوا الى المقاومة المسلحة المباشرة مع المستعمر حين يصرح بان المسدس هو القاضي والفاصل والحاسم وان غير ذلك ما هو الا مضيعة للوقت ….
نعم ..ولادته الفنية كانت باكرة ..كما حبه للوطن ايضا…مسار فني غني لحنا وايقاعا وكلمة جعل من الفقيد احد اعمدة الاغنية المغربية الامازيغية الذي انسحب اليوم في صمت وفي حلقة غصة اتجاه التهميش الرسمي له من طرف مؤسسات هذا الوطن وفي كل المواقع والمناصب والمسؤوليات ..هو تهميش للون غنائي قائم الذات (فن الروايس) تهميش للغة هذا الفن …تهميش لمحبي هذا الفن …تهميش للجهة بشكل عام
من منا لم تطربه اغاني الرايس احمد امنتاك … ومن من هذه العائلات السوسية الكبرى لم تشارك الفقيد في افراحه واين تلك السلطات الحكومية التي استعانت به مرارا في تنشيط المناسبات الوطنية …ان المرء حين يتذكر هذا المسار الفني الغني بجانب العفة والطهرانية المعروفة لدى الفقيد ولم يتم الالتفات اليه من طرف المشرفين على لائحة الفنانين المقترحين على جلالة الملك من اجل التوسيم اثناء المناسبات الوطنية تدفع المرء الى ان يتقاسم مع الفقيد تلك الغصة التي لا يمكن ان تزول الا برد الاعتبار الى التراث الفني والغنائي الذي خلفه الرايس احمد امنتاك وغيرهم من فناني الجهة وفي جميع المجالات
لقد رحلت وفي هدوء وصمت بعد ان تركت بصمتك في قلوب الحشود الذي رافقت جنازتك ووسمتك بالحب والعطف لأنك كنت صادقا في حبك لهم وللوطن.. اما الجحود والانكار فلا وطن له
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.