عادت جريدة الأسبوع في عددها 1357/920 الصادر يوم الخميس 16 فبراير 2017، لتكيل لنا الاتهامات في محاولات عهدناها منها منذ سنوات طويلة، إذ ما ان يسلم فاعل أو مناضل أو جمعوي أمازيغي من محاولاتهاالدنيءة المفضوحة إلا وشيطنت الأمازيغية والأمازيغ.
وفي إطار الرد على ترهات تلك الجريدة العنصرية حول ما ورد في ملفها المعنون ب “هل تشغلكم الانتصارات الإفريقية عما يجري في أطراف الحسيمة”، نوضح ما يلي:
– فيما يتعلق بالأعلام الأمازيغية التي وصفتها جريدة الأسبوع بالأعلام الانفصالية، فهذا الكلام مردود عليه نظرا لما يلي:
Ø بخصوص العلم الأمازيغي فهو لا يشكل حساسية لدى الدولة أو الأحزاب أو الشعب المغربي بل وحتى في كل دول شمال إفريقيا و دول الساحل، لأن الجميع يعلم أنه علم يرمز للهوية الأمازيغية وليس علما لجماعة انفصالية.
Ø بالنسبة للعلم الريفي فلمن يجهل التاريخ، فإنه علم ذو رمزية تاريخية قوية للمقاومة ضد الاستعمار،عكس ما يروجه بعض اباطرة المخدرات بغرض ابتزاز الدولة. وكان لي شرف لمس العلم الأصلي الذي كان في القيادة العامة لمحمد بن عبد الكريم الخطابي بأجدير بمناسبة عرضه بمدينة مليلياسنة 1996 بمناسبة 75 سنة على مرور معركة أنوال، قبل أن تتم إعادته إلى مكانه بمتحف الحرب ب”ألكلا دي لناريس” قرب مدريد، وكان على الدولة المغربية أن تطالب باستعادته بدل قمعها للمظاهرات التي يرفع فيها، فعلم الريف هو علم تاريخي ورمز للمقاومة ضد الاستعمار في العالم الثالث وضعه المقاوم عبد الكريم الخطابي في فترة تاريخية كانت له فيها أهمية كبيرة و ضرورة ملحة لتظيم المقاومةفي مواجهة الاستعمار وبناء دولة حديثة أخذها كل من ماوتسي تونغ وهوشي منه كنموذج، وبعد تلك الفترة أتت فترة نفي الخطابي الذي وبعد طوال فترة تواجده بمصر كان يدافع عن وحدة شمال إفريقيا ولم ينادي أبدا بانفصال الريف عن المغرب أو انفصال منطقة أخرى، فحلمه كان توحيد واتحاد دول شمال افريقيا تحت علم موحد، وسيرا على نفس التوجه اخترنا في المؤتمر العالمي الأمازيغي بكناريا سنة1997 علما لتمازغا، وبعد نقاشات واسعة استمرت لسنوات بين المناضلين الأمازيغ بلورنا توجه الخطابي في مشروع سياسي طموح وهو “ميثاق تمازغا من أجل كونفدرالية ديمقراطية عابرة للحدود” والذي صادقنا عليه بمدينة تيزنيت في دجنبر سنة2003.
ولذلك فسواء فيما يتعلق بالعلم التاريخي للجمهورية الريفية، او علم تمازغا لتوحيد دول شمال إفريقيا،كما هو الحال بالنسبة لدول أوروبا، فهما لا يتناقضان مع العلم الرسمي للدولة المغربية.
وباعتباري من المدافعين عن الحكم الذاتي لجهة الريف ولباقي جهات المغرب، على غرار مشروع الدولة المقترح حول الصحراء لدى الامم المتحدة، فاني لا اخفي أملي في أن يكون هذا العلم التاريخي علماخاصا بجهة الريف الكبير.
Ø بالنسبة للعلم المغربي فيبقى العلم الرسمي للدولة وهو علم نحترمه ونقدره وإن كنا نتمنى أن يحذف التغيير الذي أقدم عليها المارشال “ليوطي” فيما يخص النجمة الخماسية، لأن النجمة السداسية التي كانت تتوسطه قبل ذلك ليست حكرا على اليهود بل هي من الرموز الأمازيغية التي تواجدت بشمال إفريقيا قبل ظهور الديانة اليهودية.
– جريدة الأسبوع شملت ترهاتها كذلك قضية محسن فكري وهي قضية يعلمها العالم أجمع ويعرف حقيقتها، ونحن من جانبنا كل هدفنا هو إقرار العدالة وإنصاف الضحية من قبل القضاء، ومن هذا المنطلقيتوجب على الدولة أن لا تنهج في مواجهة الحراك الشعبي المقاربة الأمنية بل أن تعمل على الاستماع إليهم وتستجيب لمطالبهم المشروعة لوضع حد للتهميش الذي يطال منطقة الريف الكبير بشبابه و بشاباته.
– فيما يتعلق بممارسة الإعلام المغربي للأبارتايد ضد الأمازيغ، الذي أوردت جريدة الأسبوع أنني صرحت به، لعل خير دليل أقدمه في هذا الباب هو جريدة الأسبوع نفسها فمن يقرأ كل ما كتبته عن الحركة الأمازيغية والأمازيغ طوال سنوات صدورها سوف لن يخرج إلا بخلاصة مفادها كون هذه الجريدة تمارس الأبارتايد وتتحامل على الامازيغ والأمازيغية وكأنها لسان حال أحزاب البعث القومي العربي في الشرق الأوسط.
– فيما يخص الأكراد فيشرفنا أن تكون لنا علاقات أخوية معهم، ولم نخفي تضامننا معهم في مظاهرات بالرباط و بمدن اخرى في المغرب، وفي هذا الإطار يشرفني كرئيس للتجمع العالم الأمازيغي أن تجمعنيعلاقات ود و احترام مع السيد مسعود بارازاني رئيس إقليم كوردستان العراق الذي سبق لي أن تبادلت و اياه رسائل تضامن.
وعلى خلفية تعزيز أواصر الأخوة مع الّاكراد، الذين يساندون كما نحن، نموذج الدولة المدنية الفيدرالية فاننا لا نخفي اعجابنا بتجاربهم التي تعتبر نموذجا يقتدى به من حيث كونهم دعاة للديمقراطية وأنصار للفكر الحداثي وللمساواة و نبذ العنف و الفرقة و التطرف و ضد الديكتاتورية و خير دليل على ذالك مقاومتهم الشرسة لداعش.
وفي نفس الصدد فتضامننا مع الشعب الكوردي في محنه كان له صداه الطيب الذي قدره برلمانيون من إقليم كوردستان العراق بتكريمهم لي كرئيس للتجمع العالمي الأمازيغي،
وما يجمع بين القومية الأمازيغية والقومية الكوردية هي المواثيق الكونية لحقوق الإنسان والشعوب الاصليةوالدفاع عن الديمقراطية وقيم التعايش و المساواة والتسامح بين كل الشعوب.
في الأخير لابد أن أؤكد على أن مساعي جريدة الأسبوع المستمرة لشيطنتنا وتشويه سمعتنا سوف نحتفظ لأنفسنا بحق الرد عليها بشكل مناسب وفق ما يضمنه لنا القانون.
رشيد الراخا
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.