الدينامية الحزبية بعد الإنتخابات
الحسن بنضاوش
سؤال الدينامية الحزبية بعد الانتخابات يطرح نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ظل رفع شعار واحد من طرف جميع الأحزاب، القرب من المواطنين، والتأطير المتواصل والمستمر .
وباستثناء أحزاب تعد على رؤوس الأصابع، جانت لها دينامية حزبية وسياسية، تأطيرية، قبل الإنتخابات التشريعية والجهوية والجماعية، وإن كانت متفاوتة ومتباينة بين من استطاع خلق دينامية تأطيرية وطنية كانت الحدث سياسيا في المغرب ( حزب التجمع الوطني للأحرار) ودينامية عادية و طبيعية سياسيا حسب تاريخ الحزب ( حزب الإستقلال)، اختارت بقية الأحزاب السياسية شهور قليلة قبل الإنتخابات لتفعيل برنامجها السياسي والتأطيري، ارتبط بالأساس بفتح مقرات جديدة، وإعلان ديناميات شبابية ونسائية، وتنظيم ندوات ولقاءات حول قضايا تهم الوطن والمواطنين .
ومع إعلان النتائج الإنتخابية لمحطة 08 شتنبر 2021م كادت الدينامية الحزبية تختفي، وأصبحت أغلب المقرات فارغة في إنتظار إما الإغلاق النهائي إلى موعد سياسي انتخابي أخر، أو بداية دينامية جديدة وهذا ربما مستعبد، مما يطرح أكثر من سؤال عن الغاية في النزول عند المواطنين لدى الأحزاب السياسية والذي لا يكاد يخروج عن قاعدة أنه نزول من أجل ووال كسب الاصوات والحصول على المقاعد .
وبما أن الدستور يؤطر عمل الأحزاب، ويجعل من اختصاصتهم الذاتية تأطير المواطنين فالواجب يتطلب منهم فتح المقرات في وجه العموم، واستقطاب منخرطين، وإعلان ديناميات مستمرة مواطنة تساير الشعب وتطلعاته ورغباته من أجل تحسين صورة الأحزاب السياسية، والحفاظ على علاقة وصلة وثيقة بين الأحزاب السياسية والمواطنين .
وسيبقى وصمة عار في جبين الأحزاب السياسية أن تبتعد وتهاجر الجماهير، وتكتفي بالاجتماعات في المقرات الرئيسية لها، والمحافظة على هياكلها على رأس القمة للمحافظة على رأس الهرم الحزبي، والركوب على مجهودات مناضلين يؤمنون بالعمل الميداني والقريب من المواطنين .
وحتى لا تزداد الوضعية أزمة، ويفقد المواطنين كامل الثقة في المؤسسات الحزبية، يجب على الأحزاب إعادة النظر في علاقتها بالمواطنين تنظيميا من أجل إعداد صحيح للمواطن المغربي .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.