الخطاب الملكي يعيد قراءة تاريخ المغرب
أزول بريس - محمد حنداين
“المغرب دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل”
ملك المغرب
هذه فقرة من الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب.. لم تكن هذه الفقرة عادية فهي خفيفة في اللسان وثقيله في الميزان. وقد جاءت بعناية فائقة في خطاب بمناسبة ثورة الملك والشعب، فهي اذن تذكرنا بثورة تاكفاريناس وايدمون ضد اكبر إلامبراطورية الرمانية وثورة الملك بطليموس ضد كاليكولا وثورة ميسرة المطغري ضد الظلم الأموي واستعباد الامازيغ وهي ثورة معارك وانتصارات من أجل هذا الوطن معركة الزلاقة والارك وثورة الملك المنصور الذهبي في وادي المخازن وثورة السلطان عبدالرحمان بن هشام في معركة ايسلي ثم ثورات اخرى عبدالكريم الخطابي وموحا اوحمو الزياني واحمد الهيبة وعبدالله زكور وملحمة ايت باعمران….. وثورة الملك والشعب من أجل استقلال المغرب. هذه الفقرة الثقيلة ربطت سلسلة ثورات المغرب مند وجوده على هذه الأرض إلى الآن فهي سلسلة مترابطة لا انقطاع فيها وبها يتقوى المغرب ويزداد تاريخه عمقا وصلابة تتكسر عليه المؤامرات والدسائس.
ان فهم تاريخ أمة من طرف أبنائه واستيعاب تجاربه التاريخية يجعل الشعب فخورا بنفسه مدافعا عن وطنه لانه يدافع عن ذاته. فالجيوش لا تتقوى فقط بالاسلحة الحديثة والتكنولوجيا ولكنها تتقوى بالإيمان بالوطن والايمان بالوطن يأتي من التاريخ والعبر التي تركها الأجداد. فالتاريخ هو أخطر العقاقبر التي تشحن بها همم الشعوب وتحشد بها الأمم. فليكن تاريخنا العريق مصدر فخرنا وقوتنا.
التعليقات مغلقة.