الخبير في الإعلام والتواصل عبد الوهاب العلالي: لا يمكن للوظائف والمهن أن تتحكم في سقف حرية الإبداع والتفكير
الهيئات المهنية ليس من اختصاصها ولا يمكن لها بأي شكل من الأشكال أن تنتدب نفسها وتتطاول على الحقل الفني
أزول بريس – قدمت مجموعة من التنظيمات المهنية شكايات تحتج من خلالها على مضامين بعض المسلسلات والسلسلات الرمضانية التي تبثها القنوات الوطنية، على اعتبار أن هذه الأخيرة “تضمنت حوارات مست بمهن معينة وأساءت لها”، كما طالبت بوقف بثها.
الخبير في مجال الإعلام والتواصل عبد الوهاب العلالي:
لا يمكن للوظائف والمهن أن تتحكم في سقف حرية الإبداع والتفكير
هذه الشكايات أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد البعض أنه من حق الأفراد أو التمثيليات المهنية أن تدافع عن صورتها في حال تعرضت للإساءة في بعض الأعمال التخييلية، في الوقت الذي تعامل فيه البعض الآخر بسخرية معها، ووصف الامر بأنه تصييق لحرية التعبير والإبداع.
في هذا الإطار تساءل الخبير في مجال الإعلام والتواصل عبد الوهاب العلالي حول ما إذا كانت الوظائف والمهن هي التي تتحكم في سقف حرية الإبداع والتفكير وتضع له خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها، مشيرا إلى أن الدستور المغربي “واضح في هذا الجانب وينص في الفصل 25 منه على أن حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها، حرية الإبداع والنشر والعرض في مجالات الأدب والفن والبحث العلمي والتقني مضمونة”.
وأضاف العلالي في تصريح لموقع القناة الثانية أن “الهيئات المهنية ليس من اختصاصها ولا يمكن لها بأي شكل من الأشكال أن تنتدب نفسها وتتطاول على الحقل الفني للمطالبة بمنع متخيلات فنية وتشكيل لوبي للدفاع عن صورة هذه المهنة أو تلك لتحصينها ضد كل نقد هزلي واجتماعي لممارسات سلبية مأخوذة من الواقع، لا وجود لأساس مادي ملموس لها، لكنها كمتخيلات، تشبه ما يجري في الواقع وانعكاس لحالات شاذة أحيانا تخص هذه المهنة أو تلك”.
ودعا العلالي إلى “تشجيع الإنتاجات الفنية المغربية ذات النزعة النقدية لتحقيق تراكم يُمكن المبدعين المغاربة خبرة وتجربة أقوى في إنتاج أعمال فنية ذات جودة عالية”، مشيرا إلى “تقييم العمل الفني والمسلسلات التلفزيونية وانتقاد عناصر ضعفها أو قوتها مجاله الحقيقي هو النقد التلفزيوني الذي هو من اختصاص ذوي الخبرة في المجال. ويعاني للأسف الشديد في المغرب من غياب كامل”.
أما بالنسبة للدفاع عن حقوق المهن وتحسين صورتها، أكد العلالي أن “ذلك لا يكون بالدعوة إلى تقييد حرية التعبير والإبداع والمس بالمبدعين والمؤسسات الإعلامية الوطنية ، فالطريق الحقيقي يمر عبر مواجهة الذات من داخل الهيئات المهنية نفسها لفرض احترام الأخلاقيات المهنية ومدونات السلوك للحد من الانزلاقات التي نجدها في الحياة اليومية، وهي نماذح اقوى من تلك المعروضة على الشاشة، ومن الطبيعي أن تلاقي بالرفض من طرف الجمهور والرأي العام وتجد صيغا للتعبير عنها من خلال النقد الاجتماعي في شتى أصناف الفنون من شعر وزجل ورواية وأفلام ومسلسلات وكاريكاتور وغيرها”.
عن موقع القناة الثانية .2m.ma/ar
التعليقات مغلقة.