الحياة ليست فيلما

كنت اشاهد فيلم امريكي مشهور و قد   يم اعتقد انه عرض في بداية الثمانينات اسمه  ET يحكي هذا الفيلم عن مخلوق فضائي مسالم يسقط و يضيع عن مركبته الفضائية و يحاول طفل صغير ان يقوم بحمايته قبل ان تتدهور صحته على الارض و يصبحا صديقين و رويدا رويدا  يتعرف على عائلته و بعد سلسلة احداث مثيرة يعود المخلوق الى اقرانه بعد ان يودع صديقه الحميم  المثير في الفكرة باكملها اننا لطالما سمعنا عن قصص المخلوقات الفضائية و الصحون الطائرة وجدت في الارض بل عن قصص اناس تم خطفهم الى الفضاء في هذا الفيلم نرى قصة جميلة لصداقة تنشأ بين هذا المخلوق و الطفل و مدى ابداع المخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ في عرض الٌقصة كالمطاردة التي يقوم بها اعضاء ناسا و الشرطة وراء الصديقان واصدقائهما و كيف يطيرالمطاردون بدراجاتهم في السماء و كيف يقوم الصغير بكل جهده لحماية صديقه من عيون البشر و عندما تبدا صحة صديقه بالتدهور لعدم تناسب جو الأرض معه مما يضطره  الى ان يقوم بالتضحية بارجاع صديقه الى كوكبه لانقاذه.

هنا نرى جمال و ابداع السينما و مدى الخيال و الجمال ، الفرق بين الحقيقة و الخيال ، بين الواقع والسينما والأفلام..هناك جملة ايطالية جميلة جدا La vita non e un film الحياة ليست فيلما.

في الافلام نجد البطل هو من ينتصر نجد جمال و ابداع الصورة و الموقف حتى في الافلام التي تسمى بالواقعية نجد جمال و ابداعية الصورة و الإحساس في الواقع نرى القبح و الواقع المرير  نرى قصص الحب تضيء الشاشة و تبعث الأمل والحياة.

في الواقع قصص الحب تصطدم بالواقع و تقلبات الحياة والعواطف صحيح ان الحب نفسه ينعش قلوبنا و يبعث فيها السعادة و لكن تقلبات ومشاغل الحياة تمسخ وتمسح حتى هذا الشعور الجميل ، جمال السينما او بعض الافلام تمدنا بالامل و تعطينا طاقة ايجابية حتى لو لم تتحقق احلامنا او بعض احلامنا ، في الافلام نستمتع برؤية العلاقات الانسانية و الجميلة كما في فيلم ET, THE RAIN MAN مثلا ولكن في الواقع حتى العلاقات الإنسانية تندثر تحت وطأة المصالح و هموم الحياة والإنتهازية.

منذ مدة شاهدت فيلم مصري يتحدث عن سفاح مصري اشتهر في مطلع التسعينات تم إعدامه بعد ارتكابه لجرائم مروعة , طبعا نشاهد الفيلم بما فيه من جمال الموسيقى التصويرية و ابداع البطل و انتقاله الى خبايا حياته نشعر بشيء من التعاطف مع البطل و لكن عندما نقرا صفحة الحوادث فلا نشعر بالتعاطف مع هذا المجرم او غيره إلا مع الضحايا ..واعود الى هذه الجملة La vita non e un film.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading