الحسين بكار السباعي : خطاب العرش ربط بين خدمة المواطن ونجاعة العمل الحكومي وقصور العمل السياسي
* الحسين بكار السباعي، رئيس مرصد الجنوب لحقوق الاجانب والهجرة، محام وناشط حقوقي، باحث في قضايا الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.
في قراءة لخطاب العرش الأخير بمناسبة الذكرى 19 لتربع جلالته على عرش المملكة الشريفة، وبعد تحليل أجزائه وإدراك مغزاه والوصول الى ما بين سطوره ودلالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولو أن أحيانا فهم خطابات الملك تحتاج إلى جهد كبير ووقت وخبرة وبحث وتدقيق، يشفع لنا التحليل وبعد الحديث عن مضامين خطاب العرش لزوم ربط الحدث بمناسبة نزوله وواقعه .
فالخطاب الأخير ربط بين أولوية خدمة المواطن ونجاعة العمل الإداري رغم قصور العمل السياسي وبين علم جلالته بالظروف الحرجة التي تمر بها البلاد والتي ليست بالسهلة بل تتطلب تجميع الجهود ومحاربة دعاة السلبية والعدمية. وان بناء الوطن ومعالجة مشاكله تفرض من الأحزاب تجديد نخبها وبرامجها وإرجاع الثقة في المؤسسات الحزبية والعمل الحزبي .
أن تجديد النخب الحزبية وخاصتا تشبيبها باعتبارهم أبناء اليوم وهم اهل الاطلاع بأحواله قد أضحى ولا يزال الهاجس لدى الجميع بل والأمر الذي أراد به البعض الابتعاد عن مفهوم العمل الحزبي الديمقراطي الجاد بل ولا زال يطرح السؤال على مختلف الأحزاب السياسية بالمغرب ومدى تفاعلها مع جل الخطابات الملكية .
أن الملك في خطابه لازال يلح على الهاجس الاجتماعي والرقي بخدمة الفئات المعوزة وتفعيل الحماية الاجتماعية باستهداف الشرائح المعوزة بأحداث السجل الاجتماعي الموحد كنظام لتحسين مردودية البرامج الاجتماعية للنهوض بالأسر المعوزة عبر نظام دقيق.
وواصل جلالته من الحكومة على وضع برامج مستعجلة تخدم اولا التعليم من خلال برنامج تيسير فضلا عن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.وتصحيح برنامج الخدمة الصحية راميد . والإسراع بإنجاح الحوار الاجتماعي وتأكيد من جلالته بأهمية الحوار الاجتماعي ورقي جميع الفرقاء فيما يخدم مصلحة الوطن.
والأمر الحازم الذي أشار إليه الملك هو أنه لا كرامة اجتماعية وتحقيق فرص الشغل دون استثمار ودون وجود قوانين تشريعية تضمن ذلك .فوجب الحث على ضرورة إصدار ميثاق اللاتمركز والميثاق الجديد للاستثمار وخلق لجنة موحدة للاستثمار ،وانتقاء نصوص تشريعية صارمة ترتب جزاء الرد على الطلب خلال أجل شهر واحد وتفعيل توحيد العمل الإداري خدمة للمستثمر.
ولازال جلالته يؤكد من خلال جل خطاباته ومنها خطابه الأخير التأكيد على حماية الثروة الماءية و على سياسة بناء السدود .خطاب العرش أجاب عن تساؤلات عدة اختزلتها جعبة المواطن المغربي الذي بايع ملكه فجاء خطاب الملك ليعكس هذه الثقة من خلال رسائل واضحة للأحزاب السياسية والادارة في ضرورة إشراك المواطن في دواليب الانخراط الحزبي وتداول السلطة والى الإدارة في ضرورة احترام القانون والعمل به . وهي رسالة كذلك لأعداء الوطن ودعاة العدمية والفشل الذي لا يجد له موطنا في أرض المملكة المغربية الشريفة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.