يقول تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير): ذكر المفسرون هذه الأية أن الله تعالى سبق علمه علمنا و كتابته للأشياء قبل حدوثها و تقديره للحوادث قبل وجودها, لتعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. فلا نحزن على ما فاتنا لأنه لو قدر لنا لكان ولا نفرح بما جاءنا لأنه من فضل الله علينا وتقديره سبحانه و تعالى لنا وليس بجهدنا الخاص ولا بإجتهادنا و مهاراتنا الشخصية و بالتالي يجب ألا نفخر على الناس ما أنعم الله به علينا، فإن ذلك من قدر الله ورزقه لنا فلا نتخد نعم الله بطرا و أشرا ولهذا قال تعالى: (والله لا يحب كل مختال فخور) فالأية الكريمة تفيدنا من الناحية الإيمانية بالتسليم لأمر الله و الرضى بقضاءه كيفما كان لأنه هو الفعال الحقيقي لأموره وهو المدبر لكل الشؤون وهو الأول و الأخير وهو الظاهر و الباطن وتفيدنا من الناحية الطبية وهي التي أردت بحتها في هدا الموضوع و التي يهدف إلى ضرورة التنبيه لتخفيف أسباب الشدة والإنفعال سواء كان ذلك الإنفعال سلبيا يحمل الحزن والأسى والغضب أم كان إجابيا ينطوي على الفرح وشدة السرورلأن الإنفعال والشدة بقسميهما السلبي والإجابي يحمل ضررا في الجسم بتناول كل أعضائه و يكون سببا في إصابته بكثير من الأمراض وينقص متوسط عمر الإنسان وتقرب شيخوخته و هرمه سنين عديدة، وقد جاءتنا الأحاديث النبوية المطهرة والتي تدعونا إلى التخفيف من أسباب الغضب و الشدة وتمتدح الحليم وترفع من قدره مطابقة لأحدث التعاليم و التوصيات.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.