الحركة الأمازيغية والفعل السياسي : وجهة نظر

أزول بريس-

منذ البدايات الأولى للحركة الأمازيغية وإن صعب تعريفها إلى الآن، لكونها حركة مدنية تضم الإطارات والأشخاص يدافعون عن الأمازيغية ويجتهدون من أجلها كل في موقعه وحسب إمكانياته، وبالتالي يصعب تحديد المفهوم ومن يمثل الحركة الامازيغية من غيره، فالفنان الامازيغي ، والممثل الأمازيغي، والكاتب الامازيغي، والنحات الأمازيغي، وعضو جمعية أمازيغية، وبقال ، وتاجر، وامرأة في أعلى القمم وبالسهل وهي لا تعرف إلا الأمازيغية وتتحدث بها وتمارس بها حياتها اليومية، والطلبة الأمازيغ بالجامعات أعضاء وعضوات بالحركة الامازيغية، تمارس الفعل السياسي في قلب جمعوي في انتظار الوصول إلى إطار سياسي والذي لن ولن يكون بديلا عن الجمعيات والإطارات والأشخاص المشكلين للحركة الامازيغية بالمغرب .
وعند العودة إلى الإطار الأول كنواة لتأسيس الحركة الأمازيغية، كان يمارس السياسة منذ التأسيس وان كانت الجمعية ينظمها قانون الجمعيات فالسياسة كانت فعل الممارسة قبل أن تجهر بها في قلب جمعوي يتطور مع الزمن مع المحافظة على المسافة الأساسية بالمكونات السياسية والأحزاب السياسية المغربية في موقف ثابت لا يتغير يحكمه أن العمل السياسي يبخس العمل الجمعوي والنضالي وأن التقرب من الأحزاب والمؤسسات وصمة عار لا تغتفر.
واستمر هذا الطرح إلى حين إعلان تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وتعيين ثلة من مناضلي ومناضلات الحركة الامازيغية في مجلسه الإداري وما أثاره ذلك من سخط وغضب لدى البعض وصل حد مقاطعة المؤسسة مع استمرار البعض في التعامل معها واستمرت بدورها في تنفيذ مهمتها، وحين تم الإعلان عن شبه نهايتها بكت الحركة الامازيغية عن إمكانية فقدان ” ليركام” وتحدث الجميع عن كونه بغض النظر عن أسباب التأسيس يعد مكسبا أمازيغيا يجب المحافظة عليه لفائدة الامازيغية .
ومع دسترة الامازيغية سنة 2011 م لم تتمكن الحركة الامازيغية بكل مكوناتها من خلق دينامية جديدة، مادام مطلب الترسيم يعود إلى الجيل الأول من مناضلات ومناضلي الحركة الامازيغية سنة 1991 بأكادير وان كان بصيغة لغة وطنية لأسباب يعرفها معاصري ومن عايشوا تلك المرحلة، وتطويره نسبيا مع إعلان لجنة صياغة الدستور إلى لغة رسمية، وهذا ما أثر عليها سلبا وقد يؤذي بها إلى الفشل التاريخي في حياتها، فالجمعيات الرئيسية والمركزية والمؤثرة في الشأن الامازيغي تراجعت أنشطتها ودينامياتها، والكل يتحدث في الخفاء ولا أحد يطرح البديل الأساسي والمغري لجميع مكونات الحركة الامازيغية .
وأمام هذا الوضع كان الجانب السياسي المباشر إحدى الأبواب التي أرادها بعض مناضلي ومناضلات الحركة الامازيغية لتنزيل دسترة الامازيغية ومعالجة الإشكاليات المرتبطة بالهوية والأرض والثروة، فكانت المحاولة الأولى للحزب الديمقراطي الامازيغي بقيادة الفقيد أحمد الدغيرني والتي أحمل مسؤولية عدم تحقيق الحلم التاريخي لانخراط ءيمازيغن في السياسة إلى ءيمازيغن أنفسهم والذين تفننوا في وصف مبدع الحزب بكل الأوصاف والصفات والنعوت من أجل النيل منه وإفشاله وتقديم خدمة مجانية للدولة المغربية التي كانت تعي بأهمية المشروع ودوره وإمكانية دخول ءيمازيغن من خلاله إلى المؤسسات والى دواليب الدولة ، فغادرنا الدا أحمد دون أن يتحقق الحلم ، بل فشلت كل المحاولات الحزبية وأخرى في طور الفشل ما لم يتم تغير النظرة إلى الهدف وطريقة الوصول إليه .
ومع اقتراب الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية بالمغرب، والحركة الامازيغية مازالت تبحث عن نفسها في نقاش شبه عقيم بين المشاركة السياسية والبقاء في موقع المعارضة والنضال الجمعوي والامازيغية تعيش صعوبة قانونية ومشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية ومصيرية تهدد الإنسان الامازيغي ، ظهرت جبهة العمل السياسي الامازيغي واختارت طريقة جديدة في الانخراط السياسي لمكونات الحركة الامازيغية الراغبة طبعا في خوض التجربة والتي تعد من الحركة الامازيغية مادامت أنها كانت ولا زالت تدافع الامازيغية وتعمل من أجلها ومن يملك دليل الخيانة واستغلال الامازيغية من طرفهم عليه بإثبات ذلك لبقية مكونات الحركة الامازيغية ولما لا التوجه إلى المحكمة لان ستر الخائن تعد خيانة من كلا الجانبين، والحركة الامازيغية اليوم في حاجة إلى وحدة الصف والاشتغال كل في موقعه وحسب ما يؤمن به دون الطعن في الآخرين لان تبادل التهم والتخوين والتشكيك في النوايا لن ينفع الحركة في شي بل يقدم خدمة مجانية لأعداء القضية الامازيغية .
واختيار هؤلاء التفاوض مع مجموعة من الأحزاب السياسية والتي يجب عليها اليوم من موقعها السياسي أن تكشف للرأي العام الوطني كيف كان لقاءها بجبهة العمل السياسي الامازيغي وأين حصل الاختلاف، وكيف كان العرض السياسي الذي قدمته للحركة، وما وصلني أن هناك من مناضلات ومناضلي جبهة العمل السياسي الامازيغي من التحق بالأحزاب السياسية الأخرى دون أن يثير ذلك نقاشا ربما لعدم صدور أي بلاغ أو ما شابه ذلك من تلك الأحزاب السياسية .
واختيار في أخير المطاف وفي نهاية رحلة التفاوض حزب التجمع الوطني للأحرار، فالرافضين لهذا الالتحاق رفضوا من باب أن ما تم تداوله يظهر أن الملتحقين بالحزب يمثلون الحركة الامازيغية، وقد يكون هذا صحيحا إذا ما تم اكتشاف لائحة منخرطات ومنخرطي جبهة العمل السياسي الامازيغي والتي تضم أغلبية المؤثرين في الحركة الامازيغية ومن يقول عكس ذلك عليه بإصدار بلاغ أو بيان في هذا الشأن، ولم لم تكون الجبهة غير ذلك فهي تمثل نفسها وان كان من الصعب جدا تجريد أعضائها من الانتماء للحركة الامازيغية بجرة قلم أو بتدوينة فيسبوكية أو مقطع صوتي بالوسائط الاجتماعية، والسبب الثاني لرفض ربط حزب التجمع الوطني للأحرار بالمال والشاه وأن المال وربما المناصب هي الدافع وراء الالتحاق وهي تهم ثقيلة وصعبة توحي لوجود أدلة لدى من يتهم الملتحقين أو ربما رغبة في الالتحاق من باب الجاه والمال وكما يقول المثل الامازيغي ” اح ءيرا أوكضيض تازارت ءيكن سيس تاكيظا ” والسبب الثالث والرئيسي لدى الغالبية أن حزب التجمع الوطني للأحرار وراء ما يعيشه سوس اليوم من نزع الأراضي والتحديد الملك الغابوي والرحل وغيرها والمسؤولية في هذه المشاكل قائمة في عاتق الحزب ضمن الأغلبية الحكومية والتي تضم أحزاب سياسية أخرى، ومعارضة تضم أحزاب كانت في موقع القرار، وأخرى جديدة لم تمارس ربما المعارضة بشكل جيد، ولست هنا لدفاع عن حزب الحمامة لكنني أقدم وجهة نظري لعدم المبالغة في هذا الطرح الذي يستهدف حزب بعينه، مادام أن البرلمان بغرفتيه من يشرع ويضم غالبية الأحزاب السياسية والتي تحصل على مقاعدها في المناطق المستهدفة ببوغابة والخنزير البري والتحديد الملك الغابوي، وءيمازيغن ممن حصلوا على التصويت من النساء والرجال هم من يمررون القوانين ويغيبون عندما تكون القوانين المنصفة لساكنة بدعوة الالتزامات وفي الاخير تنزل على الساكنة القوانين ويكثر القيل والقال ونتهم المنفذ.
وحتى لا أنصب نفسي مدافعا، لا شك أن الجميع وخاصة مناضلي ومناضلات الحركة الامازيغية والحركات الحقوقية والتقدمية يعرفون إشكالية الأرض التاريخية بالمغرب وما يرتبط بها ودور التشريع في معالجتها وبالتالي عدد الراغبين في التغير والمعالجة داخل قبة البرلمان وبالتالي الحل القانون والجدري لإشكالية الأرض والثروة والتنمية المستدامة بعيدا عن الخطاب العدمي والتشكيكي في كل شي وفي عمل المؤسسات .
وعودة إلى العمل السياسي الامازيغي، أتمنى ممن رفضوا الالتحاق وتبروا من الإطار الملتحق بحزب الحمامة العمل مع القيادات الرئيسية والشابة والطموحة في الحزب الديمقراطي الامازيغي من أجل تحقيق الحلم وإتمام المشروع وتحقيق أهدافه في الواقع واثبات للآخرين أن ءيمازيغن قادرين على تأسيس حزب بمرجيعية أمازيغية  في انتظار نتيجة من التحقوا سياسيا بحزب الحمامة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد