بقلم ذ.الفنان عمر أيت سعيد//
حينما يموت شيخ طاعن في السن في قريتك يقال لك عادة أنك فقدت خزانة أو مكتبة، لكن تصور معي حينما تفقد شاعرا محبا للجمال، محبا للغتك الأم ” تمزيغت” مثل با أحمد أمكون الذي رحل عنا في هذه الأيام، ألا يمكن القول أنك فقدت الجمال كله ؟ ألم تفقد صديقا لك وللغتك التي ما لبتت تتشبث بالحياة خوفا من غدر من يتربص بها ومن يتوعدها بالانقراض والزوال ؟
”بااحمد امكون” شاعر تمديازت على شاكلة ومنهاج أهبيس وايجود وعمر أمحفوض واوهاشم و أغطاف ولائحة طويلة من الشعراء بأسامر أو الجنوب الشرقي …با أحمد تركتنا في غفلة من أمرنا، قدمت الكثير لأمنا تمازيغت غنيت فأبدعت، غنيت للطبيعة وأهوالها، غنيت وكتبت في مواضيع عدة كالهجرة، الأخوة ، العائلة ، الحب ، الهوية، التهميش ….
مارس بااحمد أمكون فن احيدوس منذ طفولته بمعية الكثير من المجموعات والشباب، قدم خدمة جليلة للغة الأمازيغية لأنه ساهم في نقل هذا التراث العريق للأجيال. قام بما يجب ان تقوم به مؤسسات وصية على هدا القطاع، كان محبا للنجاح الجماعي، يؤدي فقرته الفنية في أحيدوس ويساعد الفرق الأخرى بالكلمات والألحان لكي تنجح هي الأخرى. يحب نكران الذات وهي صفة من صفات الفنانين العظماء .
التقيت بهذا الشاعر الجميل وأجريت معه هذا الحوار من إخراج المبدع أحمد سيفاوين .
با أحمد امكون مارس فلسفة البساطة و العمق في الحياة يبتسم للجميع، زاول فن أحيدوس وبصم بصمته كاملة في ساحة المبارزة بالشعر، سطع نجمه في قلعة امكونة ودادس وأنتج عدة ألبومات في فن أحيدوس ..إنسان فنان في كل شيء ينتصر دائما للحق والشجاعة والعمل والتفكير الإيجابي. أمام هدا الأمر الواقع ألا يستحق إذن أن نسمي إحدى مدارسنا بإسمه ؟ الا يستحق اسمه الخلود ؟ هو الموجود المحفور في ذاكرتنا الشفوية شئنا أم أبينا ؟ هو الذي قدم الكثير للأمازيغية بمعية الكثير من رجالاتها ونسائها في الميدان في الحياة في المجتمع ؟ لا يجب أن نحتقر ذواتنا ؟ لا يجب أن نحتقره بسبب بشرته السوداء ؟ أم نحن ألفنا أن نستعير دائما أسماء من الشرق أو الغرب كي نطلقها على مؤسساتنا ؟
بااحمد أمكون شاعر الجمال والطبيعة، كإنسان، طيب جدا وزاول الكثير من المهن والحرف ولعل أخر مهنة زاولها ” هي كان بائع كعك ”السفنج ” بالسوق المركزي لقلعة مكونة ، حيت كان في الكثير من الأحيان يعد الكعك وهو يردد قصائده الأمازيغية الرائعة و الجميلة . كان كلما التقيت به يتحفني بقصيدة أو كلام جميل وحبب الي الكثير من القصائد التقليدية الأمازيغية .
إنسان، فنان ومبدع باأحمد أمكون يستحق التكريم بالاعتراف ببصمته الشعرية والأدبية الشفاهية وخير تكريم له هو إطلاق إسمه على أحد المؤسسات التكوينية الفنية وكفى احتقارا لذواتنا ، با أحمد أمكون صاحب البشرة السمراء التي تشبه الكحل على العيون هو مزين الكلمات وعاشق الأمازيغية لذا أحبابي وأصدقائي فلنقف كلنا دقيقة صمت ترحما على روح هذا الشاعر العظيم ولنجعل أسمه خالدا ومعروفا لدى الجميع .
رحمك الله أيها الشاعر الجميل وتأكد أن قصائدك ستحيى في قلوبنا الى الأبد .
ذ.الفنان عمر أيت سعيد
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.