الجزائر تصوّت ضدّ جمهوريتها الوهميّة وفي الرباط

أزول بريس – يوسف الغريب //

في قاعة فسيحة.. مبهرة.. ومؤثتة بأحدث الوسائل وتقنيات الإرسال والتواصل زادها شمس صبيحة تلك الجمعة المباركة 12مارس 2021 بالرباط وتحت الرئاسة الفعلية لرئيس الفيفا بحضور كل الاتحاديات الأفريقية صوّتت الجزائر ضدّ أيّ تسلّل مستقبلاً لجمهوريتها الوهميّة إلى أجهزة الاتحاد الافريقي لكرة القدم..

نعم بالرباط.. تمّ المصادقة على القرار بنسبة مطلقة وبالإجماع ولا معارض واحد.. كما تابع الرأي العام الرياضي العالمي.. والسياسي أيضا.. ولم يسجّل أيّ ضغط أو ترهيب على ممثل دولةالجزائر.. الحاضر بكامل قواه العقلية وعبّر بشكل تلقائي عن مساندة التعديل الذي تقدّم به المغرب ووافق عليه بكامل رضاه..
وهو ما يختلف جملة وتفصيلاً عن أسلوب النظام الجزائري الذي استغل غيابنا ذات فترة حرجة وأسس الاتحاد الافريقي بمعية حلفائه وبحضور الجمهورية الوهميّة كعضو مؤسس.. وهو أسلوب الجبناء والخونة وقطّاع الطرق أصحاب الغدر والنفاق..

وهو الأسلوب الذي يذهب جفاءً..
وأمّا ما يمكث في التاريخ فهو أن تستحضر عدّوك إلى عاصمتك وتشهد العالم حوله بالصورة والصوت كي يصوّت لصالحك.. وبأريحيته الكاملة..

هذا هو أسلوبنا الراقي في التعامل مع خصومنا.. لا نغدر بهم.. أبدا فذاك يتعارض وقيمنا الأخلاقية الشرعية والمدنيّة.. لأنّنا دولة متأصلة الجدور في التاريخ كما الجغرافيا..
هو الأسلوب الذي بخّسه وأفرغه من قيمته أحد المعلّقين الجزائريين عبد الحفيظ دراجي بوصف اتفاقية الرباط بتوزيع الغنيمة بعد انسحاب منافسي مرشح جنوب أفريقيا..

هو وصف بقدر مافيه من إهانة مباشرة ل 45 رئيس اتحاد أفريقي وكممثلين لدولتهم.. بقدر ما يؤكد مصداقية ووزن بلدنا وحضوتها واحترامها من طرف دول إفريقيا..
هذا هو الفرق الحقيقي الذي ألّمَك كثيراً وأنت تشاهد هذا الانضباط والإنصات للسيد فوزي لقجع بما فيها حليفكم جنوب أفريقيا..
ولمعلوماتكم الخاصّة فعملية التراضي والتوافق من أرقى الأساليب الديمقراطية.. لانّه يعطى مكتبا منجسما متوافقاً على خارطة طريق قبلية…

أما صناديق الإقتراع فلا يلجأ إليها إلاّ حين الفشل في الوصول إلى توافق بين المتنافسين..
هذا الذي ألّمك جدّاً..
واستغربت كيف لمثقف ألّف أكثر من أربعة كتب كلها إنتقاذ جريء لنظام بلده.. أن تغيب عنه هذه الجرأة وهو يتابع هذه العزلة القارية لبلده وسط المجمع الكروي الافريقي..
وأنت القائل في كتابك (الحقائق المؤلمة الخمسة) الجزائر هواة في السياسية والتواصل..

وأشاطرك الرأي لأن في الجزائر نظام.. ولم ترق بعد إلى مستوى دولة.. بمؤسساتها وباستراتيجية عملها.. كبلدي المغرب حين قرّر العودة إلى إفريقيا كان ذلك في بداية العشرية الثانية من عهد ملكنا محمد السادس.. سنة 2011…وقتها كان السيد فوزي لقجع رئيساً لفريق من قسم الهواية بمدينة بركان… الذي هو اليوم عضو بالفيفا.. وبالإجماع.. بعد أن أسقط وبفارق الأصوات بطلكم راوروة قبل أربع سنوات..

هذه دولة يمكن أن تتعلموا منّا ولا عيب..
وإن كنت استبعد ذلك.. إنطلاقاً من ردود أفعال أغلبية المسؤولين الجزائريين الذين لم يتقبلوا الهزيمة والفشل هنا بمدينة الأنوار عاصمة المملكة المغربية.. فراحوا يبررون بنوع من التعالي الفارغ والقول بأن ( الجزائر أكبر من مقعد في الفيفا والكاف…) أو من قبيل.. ( الجزائر لا تتوسل الصدقات.. ولا ترضى بالفتات..) وتذكرت هنا صدقات التلقيح ووو
هو المرض الخطير الذي زرعه المقبور هواري بومدين في جيلكم.. الجزائر الكبرى.. الجزائر العظمى.. حتّى أصبحتم أكبر ظاهرة صوتية وشفوية في العالم…وتقوقعتم داخل هذه الجغرافية التي تسمّى الجزائر كأهل الكهف مازال جدار برلين لم يسقط بعد في نظرهم..
نعم.. كما في كتابك.. ( في ملعب السياسة) الفريق الجيّد هو من يعرف وقت الدفاع من الهجوم..

فنحن الآن في لحظة الهجوم بأسلوب كروي نظيف…سينتهي قريباً بتطهير الاتحاد الإفريقي من بعض مخلفاتكم..
وفي نفس الوقت نحن في لحظة الدفاع عن مصالحنا الحيوية مع الكبار داخل أوروبا..بدءاً -كما تعرف بألمانيا –

وقبل الختم
لديّ التماس إليكم أيها المعلق الرياضي ومن خلالكم إلى كل المسؤولين الحاقدين على بلدي أن تخففوا جام غضبكم على السيد زطشي.. فلو شاهد وعايش رئيسكم عبد المجيد تبون ما شاهده بأم عينيه وهو يتجول بالرباط ليلاً.. وتحفة المركب الرياضي محمد السادس صباحاً بالمعمورة لصوّت بنفسه لصالح المغرب..
هذه المقابلة لا تحتاج إلاّ تعليقاً واحدا ووحيداً…
هو الصمت…
أمّا نحن فمن حقنا أن نرفع صوتنا عالياً.. للاحتفال بانتصاراتنا المتتالية

ليس غروراً..

لكن ليس تواضعاً أيضاً..

على الهامش :
يقال والله أعلم.. أن السيد زطشي أرسل عبر التراسل الفوري صورة إلى أفراد عائلته ليلة الخميس وهو يتأبط بحب وحنان عرشا من فاكهة البنان..

لم أتأكد من الخبر لكن لا استبعد احتمال وقوعه.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد