قناة جزائرية تؤجج الخلاف المغربي الجزائري

طغى الخلاف المغربي الجزائري على الأعمال التحضيرية لوزراء الخارجية العرب، بعدما احتجت الجامعة العربية على قناة جزائرية استخدمت خريطة أثارت حفيظة الوفد المغربي. ونفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن يكون لها أي « شركاء إعلاميين » في تغطية أشغال القمة العربية. وأكد بيان الأمانة العامة عدم وجود صلةٍ للجامعة العربية بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة، كما أنها « لا تعتمد خريطةً رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية ».

كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها. من جهتها اعتذرت قناة الجزائر الدولية « إيه إل 24 نيوز » عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك عن استخدام خريطة للوطن العربي غير المعتمدة في الجامعة العربية مؤكدة أن « الخطأ كان فرديا وفنيا ». وأثار استخدام إحدى القنوات الجزائرية لخريطة العالم العربي تظهر خط الفصل لـ »الصحراء المغربية « ، حفيظة الوفد المغربي.

التراجع عن مشروع عودة سوريا

بخصوص النزاع في سوريا، سعت الجزائر في الكواليس بتشجيع من روسيا وإيران لإعادة دمشق إلى الجامعة العربية، التي علقت عضويتها فيها نهاية عام 2011 في بداية الحراك ضد نظام بشار الأسد، وبسبب الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد في حق الشعب السوري. غير أن الجزائر تخلت عن هذا المسعى بعد معارضة عدد من الدول المؤثرة ومن بينها دول الخليج، وهكذا تم التخلي عن هذا المشروع، رسميا بناء على طلب النظام السوري نفسه.

وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أعلن في يوليوز الماضي أن غياب سوريا عن مقعدها في الجامعة العربية يضر بالعمل العربي المشترك. وأكد عند زيارة له لدمشق أن الجزائر وسوريا الشقيقة تتقاسمان الأمجاد والبطولات. وحول مشاركة سوريا في القمة العربية قال حينها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد « يجب أن نتعامل مع الأمور بواقعية وأن نفكر بالضغوط التي تمارس على مختلف الأصعدة من أجل حلّ الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، فسوريا كانت وما زالت وستبقى في قلب العمل العربي المشترك، وإذا كانت هناك بعض الإجراءات التي اتخذت على تناقض تام مع هذه الحقيقة فإن من فرضها يتحمل مسؤوليتها ».

العلاقات مع إسرائيل

منذ آخر قمة عربية قبل ثلاث سنوات، قامت دول عدة أعضاء في الجامعة العربية بتطبيع لافت لعلاقاتها مع إسرائيل ضمن « إتفاقات أبراهام »، إذ طبعت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع الدولة العبرية في 2020 في إطار سلسلة اتفاقيات تفاوضت عليها واشنطن. ثم حذت البحرين والمغرب والسودان حذوها. وأثار هذا التقارب انتقادات في الجزائر مضيفة الاجتماع، حيث رعت الأخيرة اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في منتصف أكتوبر، رغم أن فرص تنفيذه على أرض الواقع تبدو ضئيلة.

كما أدى التعاون الأمني الذي أقامه المغرب الغريم التقليدي للجزائر، مع إسرائيل بعد تطبيع العلاقات بينهما إلى تفاقم توتر العلاقات بين « الإخوة الأعداء »، المتوترة أصلا بسبب الخلافات العميقة بشأن إقليم الصحراء المغربية، والتي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في غشت 2021، بقرار من الجزائر.

وإن كان النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع في سوريا وليبيا واليمن مدرجة على جدول أعمال القمة، فسيتعين على القادة العرب والوفود المشاركة إيجاد مخارج دبلوماسية معقدة في صياغة الاعلان النهائي الذي يقر بالإجماع، لتجنب الإساءة والإحراج إلى أي دولة رئيسية في المنظمة.

وأفادت مصادر من الجامعة العربية، أن وزراء الخارجية العرب حاولوا خلال عملهم على البيان الختامي « إعلان الجزائر »، إيجاد صيغة توافقية للتنديد بـ »التدخل » التركي والايراني في الشؤون العربية. فقد طلب بعض الأعضاء ذكر أنقرة وطهران بالاسم بينما عارض آخرون