التفكير السلبي عند الشعب .

يستحق التفكير وقفة تأمل وتدبر، لدى الأفراد والجماعة كذلك، لأهمية التفكير وطريقته في بناء الشخص والفرد والجماعة.
والتفكير عند الشعب المغربي، وعموم المواطنين يلفه الغموض، وتسيطر عليه السلبية والتدمر، والرؤية من الزاوية الضيقة، وغياب تام لتفاؤل، سواء على المدى المتوسط والبعيد، وحتى في اللحظة التي يعيشها .
وللوقوق على أزمة التفكير لدى الشعب المغربي ، لابد من العودة إلى التاريخ ، وإلى نشأة الدولة وما قبلها، وكيف كان هذا الشعب، وما يطمح إليه ، وأين وصل اليوم ، من بؤس ينخر جسمه، وبطالة وركود اقتصادي ينشر الفقر والأزمات والانحرافات، ويغدي التطرف والإرهاب ، إلا من رحم ربي ، أو ضمن الطبقة التي لا تخلو أهميتها والتأثير بها في إنتاج وخلق أزمة التفكير السلبي عند الشعب .
وما يجمع الشعب اليوم بكل أطيافه، وتوجهاته، واجياله، التفكير السلبي في كل شيء، وعدم الامان بالمطلق بالسياسي، والإداري، والاجتماعي، في طريق إلى شرعنة الفوضى، وعدم إحترام القانون والمؤسسات، وذلك لازمة تفكير سلبية نتجت عن المنظومة السياسية منذ نشأة الدولة إلى اليوم، وما رافقها ويزكيها ، وينمو في أحضانها، وبشرعيتها في التعليم والصحة والإدارة، وكلها قطاعات وإدارات رسخت التفكير السلبي لدى عموم المواطنين.
ويتجلى هذا التفكير السلبي في غياب التفاعل مع الحكومات ومبادرتها وبرامجها رغم التشخيص، والبرمجة، والاستراتيجيات، واعتمادات مالية ضخمة ، إلا أن النتائج تكون دائما غير مرضية ومحطة نقاش وسخرية من طرف الشعب .
وفي اللقاءات والنقاشات العامة والخاصة، لاتسمع إلا أفكارا سلبيا، وعدم الرضا، والخوف الشديد من المستقبل، وفقدان الثقة في المؤسسات والأشخاص وفي كل شيء له علاقة بالإدارة والسلطة والمخزن وأتباعه وادياله وكل من يمشي في فلكه .
تفكير سلبي لا يبشر بالخير في الظاهر والباطن، ولا يؤسس للجهوية المتقدمة، والعالم الرقمي، وإنما يندر بمخرجات تنتجها أفكار سلبية قد تأتي على الأخضر واليابس.
ولا أرى من وجهة نظري أفاقا مستقبلية قريبة في وطني لمعالجة التفكير السلبي، وهي بالمناسبة جزء من التفكير السلبي في حد ذاته، مادامت كل القطاعات الحيوية والأساسية تكرس في موظفيها ومستفيدين في خدماتها ذلك التفكير السلبي خاصة في التربية والتعليم والصحة .
وحتى لا نخسر هذا الوطن ، لابد من إعادة التربية على التفكير الايجابي في كل فرد من أجل غد بتفكير يمقت السلبية والتدمير .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading