التعساءُ مثلي لا يَحلمون،
يُشعلون شمعةً في ثقوبِ الجدران،
ويُجادلون فقط غفلةَ الفصول.
وحدهم الذين يتناولون رشفةَ القهوة،
بلا سيجارة
يولدون في العراء،
يتغزّلون بالسوادِ الأعظم،
وبرغيفِ خبزِ الأمسِ القديم،
ثم يحملون قلمًا جافًّا
أنهكتْه الكتابةُ على أوراقٍ
مكتوبٍ عليها أصلًا.
*
التعساءُ مثلي…
بؤساءُ في هذا الوطن،
غائبون عن الحكايا المتداولة في الزحام،
وعن كلّ التفاصيل،
وحتى عندما يُوزّع الفرح يومًا ما،
هم غائبون دائمًا.
والحنينُ الذي يريدونه عيدًا
تشظّى منذ الأزل.
*
التعساءُ مثلي…
أقدامُهم عاجزةٌ عن المشي
مدةً من الوقت،
وروحُ الصبرِ لا تنامُ عندهم…
لاتنامُ في قلوبهم،
وماضيهم التليد ملبّدٌ بالصيفِ والخريف،
وسوادِ الغيوم.
والحكاياتُ في عيونهم لا نُدركُها
في الصباح، أو الظهيرة، والمساء.
*
التعساءُ مثلي
لا يسكنون على رصيفِ الحياة،
ويتسلّقونها فقط
عندما يتساقط المطرُ حباتٍ.
ولا يرتجلون المسافةَ بعيدًا،
أقدامُهم عاريةٌ من الفوضى،
وقلوبُهم خاويةٌ على عروشها
من علامات الاستفهام.
قصصُهم سطورٌ مبعثرة،
جالسةٌ على رصيفٍ مهجور.
*
التعساءُ مثلي هادئون،
ولا يُتقنون الكلام.
سماءُهم لا تُمطر حبًّا أو عنبًا،
وأوراقُ أشجارِهم أسقطَها الزمن.
جدرانُ غُرفهم صمّاء… لا تتكلم،
والضبابُ ابتلعَ أغانيهم ابتلاعًا.
آمالُهم تصلّبتْ مع مرورِ السنين،
وتاهَت تُنقذ موتها أبياتُ قصيدةٍ
كاتبُها مجهول.
*
التعساءُ مثلي لا يعزفون على الأوتار،
ولا يُغنّون أغانيَ من حولهم.
دائمًا… هم في آخرِ مطلعِ الجِنريك.
ماضون فقط… وبلا نعال.
أحلامُهم مجهولةٌ ومؤجّلة،
مسافرةٌ في التيه، والتيه.
*
التعساءُ مثلي مُتلعثمون،
وأصواتُهم نشاز،
لا يعترفون بصكوكِ الحب،
في زمنٍ بلا خُطى…
بلا رؤيا.
وجوهُهم مليئةٌ بالتجاعيد،
والصدى ينسابُ من حناجرهم…
يتلو تعاويذ جروحهم،
التي أنهكَها الدهر،
والقبرُ في الوطن.
*
التعساءُ مثلي مطمئنون كلَّ أيامهم،
يزرعون سُنبلةً بلا معنى..
وتكفيهم
في هذه الأرضِ المُستعارة.
يَحنّون للأيامِ الخوالي،
أيامِ الزمنِ الجميل،
حيث تنام الأضلع،
والمُقلُ كيفما تشاء.
*
التعساءُ مثلي… ومثلكم،
تستيقظُ قلوبُهم سكرى كالعُباب،
وتَجدفُ بالمجداف،
علّها تُحارب أمواجَ الغياب.
—
✒️
*#عبد_الله_الرخا*
1 ماي 2025
*ماݣنون قبيلة ارغن جماعة توغمرت إقليم تارودانت*
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.