التصوف المغربي‎: مسار التوجيه التربوي عند الطريقة القادرية البودشيشية

فقدت مؤخرا المدرسة القادرية البودشيشية، أحد شيوخها الكبار في باب الدلالة على الله والتخلق بالأخلاق المحمدية الفاضلة، إنه الشيخ العارف بالله الدكتور مولاي جمال الدين القادري البودشيشي، ويُعد الشيخ جمال الدين أحد أعلام التصوف المغربي المعاصر، وهو نجل الشيخ الراحل  العارف بالله حمزة القادري بودشيش، وقد تولى مشيخة الزاوية خلفًا لوالده سنة 2017م،  بناءً على وصية مكتوبة ومختومة تعود لسنة 1990، أوصى فيها الشيخ حمزة بنقل “الإذن في تلقين الذكر والدعوة إلى الله” إلى ابنه جمال الدين ثم الى ابنه مولاي منير بعد وفاته.

ووُلد الراحل سنة 1942 بقرية مداغ (إقليم بركان)، وتلقى تعليمه الأولي في الزاوية، قبل أن يُكمل دراسته بثانوية مولاي إدريس بفاس، ومنها إلى كلية الشريعة، ثم دار الحديث الحسنية بالرباط، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية، في رسالة ماجستير لتحقيق كتاب “إرشاد المنتسب إلى فهم معونة المكتسب وبغية التاجر المحتسب في مسائل البيع” لأبي سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي،  قبل أن يناقش سنة 2001 م ، أطروحة دكتوراه بعنوان “مؤسسة الزاوية في المغرب بين الأصالة والمعاصرة”، من خلال تتبع مسا كل الطرق الصوفية الموجودة بالمغرب، ومنهجها التربوي الأخلاقي في تربية المريدات والمريدات.

وشهدت الزاوية أمس حضور المئات من الخارج والداخل، لحضور مراسيم دفن جثمان الراحل الشيخ جمال القادري بودشيش، كما تليت الوصية المباركة التي تركها الشيخ حمزة القادري بودشيش، موجها المريدين والمريدات، أن حمل مشعل الإرشاد الروحي المسنود بالدوحة النبوية الشريفة، يتسلمه ابن الشيخ جمال القادري بودشيش، بشارة العارفين الدكتور مولاي منير القادري بودشيش.

ويشتهر في عالم التصوف المغربي، أن الشيخ منير يمزج بين الثقافة الدينية، بحيث يعد من خريج جامعة القرويين، دار الحديث الحسنية، وانفتاحه على اللغات الحية، وعلوم الاقتصاد الإسلامي واليات التواصل الحديثة، مما يرى بعض المهتمين بعلم التصوف، أن مسار التربية الإحسانية والمدد الصوفي الروحي المغربي، سيعرف في عهده انتشارا واسعا، يتغيا تحصين فئة الشباب من تغول عالم التقنية، والتمسك بالثوابت الدينية والوطنية، والعمل بجد وإخلاص لنفع البلاد والعباد.

فهد أوحسون صحفي متدرب