التدريب الاقليمي حول استخدام المبيدات الحيوية لمكافحة الجراد محور لقاء باكادير…

كريم بوزاليم

التئمت عددا من دول الافريقية والعربية من الخليج في لقاء علمي حول ظاهرة مكافحة الجراد في اطار التدريب الاقليمي حول استخدام المبيدات الحيوية لمكافحة الجراد دون الالحاق باضرار على البيئة بمشاركة حوالي 15 دولة افريقية وعربية من الخليج صباح يوم الاثنين 16 ماي 2022 بفندق انزي باكادير والذي عرفت حضور خبراء وباحثين عن منظمة الفاو والمتعلق بمحاربة ظاهرة اجتياح الجراد وبحضور ايضا وفد عن المكتب الوطني للسلامة الصحية والنباتية والغدائية بالمغرب وكذا منظمة وقاية النباتات في الشرق الادنى.

اللقاء والذي تميز حول ماتعيشه شمال وشرق أفريقيا منذ أكثر من موجات كثيفة من تفشي الجراد الصحراوي كانت كفيلةً بتجريد الأسر الزراعية من الغذاء والدخل وبتهديد الأمن الغذائي للملايين من البشر في مختلف أنحاء الإقليم.

وفي مثل هذه الحالات الطارئة الواسعة النطاق، يُعتبر قتل الجراد باستخدام المبيدات شرًا لا بد منه من أجل الحد من الأزمة، ومنع تكاثر أسراب الجراد بوتيرة تصاعدية. وتقليديًا، كانت المبيدات الكيميائية تشكل الطريقة الوحيدة الفعالة لمكافحة الموجات العارمة من تفشي الجراد. ولأن تلك المبيدات هي الأسرع مفعولًا، فقد بقيت هي الأداة الرئيسية المستخدمة في الحالات القصوى كموجات التفشي الواسعة النطاق التي ضربت المنطقة الكبرى لإقليم القرن الأفريقي.

الاجتماع والذي اكد أنّ المبيدات البيولوجية تقدّم على نحو متزايد بديلًا جديرًا بالثقة وأقل ضررًا للسيطرة على تفشي الجراد قبل بلوغه مستوى الأزمة، في الحالات التي يجيز فيها التوقيت المتاح استخدامها و أيضًا حلًا لعلاج حالات التفشي في النظم الإيكولوجية الهشة.

وفي تصريح له للموقع اكد شوقي الدبعي عضو عن منظمة الفاو رئيس فرقة الجراد والافات النباتية العابرة للحدود ان استخدام المبيدات البيولوجية لمكافحة الجراد الصحراوي، فهي أداة ممتازة للتصدي للمجموعات الصغيرة من الجراد اليافع قبل أن يكوّن أسرابًا ضخمة”. وعلى سبيل المثال، خلال الأزمة الحالية، جرت معالجة مساحة تبلغ تقريبًا 1 مليون هكتار في الدول الافريقية المتضررة بواسطة المبيدات البيولوجية ومنظّمات نمو الحشرات.

نحن نواجه حشرةً تُضاعف أعدادها عشرين مرة مع كل جيل جديد كل ثلاثة أشهر، ولذا من الأهمية بمكان في المرحلة المقبلة أن نحوّل تركيزنا إلى التدخلات الكفيلة بعرقلة دورتها التناسلية. وإن استخدام أداة إيكولوجية فعّالة يستطيع المزارعون والحكومات الاستعانة بها في أي بيئة، هو أمر منطقي في هذا العصر

الاجتماع خلص على فعالية طريقة تدريب استعمال المبيدات البيولوجية، بحسب ما يدل عليها اسمها، تعيد استخدام الأدوات الطبيعية وتستعين بها لمكافحة الآفات. وتعدّ الميكروبات، أي البكتيريا والفطريات والفيروسات، من الأدوات البيولوجية الشائعة التي تؤثر في الآفات. وقد أثبتت أنواع الفطريات من أنواع Metarhizium acridum على وجه الخصوص، فعاليتها الكبيرة في السيطرة على الجراد، إذ تقتل الجراد اليافع والبالغ في غضون أسبوع أو أسبوعين

وكون المبيدات البيولوجية لا تلحق الضرر بالحياة البرية الأخرى، ولا تخلّف أي تأثيرات سلبية في النباتات ومن الممكن استخدامها في المحميات الطبيعية وأراضي المستنقعات وغير ذلك من المناطق التي تحتوي مسطحات مائية.

اللقاء والذي اصر بتفعيل المنظومة المستقبلية باستخدام المبيدات البيولوجية كدور مهمً في الاستراتيجيات التي ترصد مثل هذه الظواهر الجوية الخطرة، وسوف تستهل العلاج الوقائي في المراحل المبكرة من التفشي. ومن شأن ذلك أن يسهم بقوة في منع هذا النوع من الأزمات الواسعة النطاق التي يشهدها معظم الدول الافريقية والعربية اليوم، وفي صون الأمن الغذائي للملايين من البشر.
وفي الاخير تم توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين الدول في اطار تدريب استخدام الميبدات الحيوية والاستفادة من الطريقة واستخدامها للحيلولة من تفشي الظاهرة.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading