الاميرة للا سلمى تحقق انتصارا دبلوماسيا بالأورغواي ضد الديكتاتور الزيمبابوي ” موغابي ” متابعة : محمد امنون
متابعة : محمد امنون//
مباشرة بعد اعلان مدير منظمة الصحة العالمية الاثيوبي ” تيدورس غيبريسوس ” يوم الجمعة الماضي 20 اكتوبر 2017 عن قرار اختيار الديكتاتور الزيمبابوي ” روبيرت موغابي ” سفيرا للنوايا الحسنة ،انتفضت الدبلوماسية المغربية بقيادة الاميرة للأسمى رئيسة مؤسسة لالة سلمى للوقاية وعلاج السرطان وسفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الصحة العالمية والتي كانت من ابرز الشخصيات العالمية بملتقي منتي فيديو بالأورغواي بالمؤتمر العالمي لمنظمة الصحة العالمية حول الامراض الغير المعدية.
ضغوطات قوية مارستها الدبلوماسية المغربية بقيادة الاميرة للأسمى بالتنسيق مع مجموعة من العواصم العالمية ضد القرار … و هو ما دفع بمدير المنظمة اليوم الاحد 22 اكتوبر 2017 بالتراجع عن القرار في بيان رسمي قال فيه انه قرر إلغاء تعيين موغابي سفيرا للنوايا الحسنة حرصا على مصلحة الوكالة الأممية بعد المخاوف التي عبر عنها غالبية الزعماء الدوليين و كذلك الخبراء من تداعيات منح الصفة لشخص فاقد التوازن …
وكانت الوكالة طلبت من رئيس الزيمبابوي روبيرت موغابي (93 عاما) تولي دور سفير للنوايا الحسنة لصالحها من أجل المساعدة في مكافحة الأمراض غير المعدية مثل الأزمات القلبية والربو في أفريقيا. وأثار التعيين هذا الأسبوع غضب ناشطين وصفوا ” موغابي” بالديكتاتور والاستبدادي والسكير … واصفين النظام الصحي في زيمبابوي كغيره من الخدمات العامة بالفاشل و المنهار.
وشاركت بريطانيا السبت بقوة في الانتقادات لتصف قرار منظمة الصحة العالمية بـ “المفاجئ والمحبط وخصوصا في ضوء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على نظام موغابي”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس إنّ “الإدارة الأميركية فرضت عقوبات على الرئيس موغابي بسبب جرائمه ضد شعبه والتهديد الذي يُشكّله على السلام والاستقرار الدولي … مضيفتا إنّ هذا التعيين يتناقض بوضوح مع المثل العليا للأمم المتحدة المتمثلة في احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية”.
أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فاعتبر أنّ تعيين موغابي سفيرا للنوايا الحسنة هو قرار “سخيف” و”غير مقبول على الإطلاق”. وأكد أن الدبلوماسية الكندية تعمل على نقل وجهة النظر هذه إلى المجتمع الدولي.
من جهته، كتب الناشط ومحامي حقوق الإنسان دوغ كولتارت على تويتر أن ” مؤلم و سخيف ان نسمع ان رجلا يستقل الطائرة الى سنغافورة من أجل الحصول على علاج طبي لأنه دمر النظام الطبي و الانساني في بلده زيمبابوي هو سفير للنوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية”.
يشار إلى أن النظام الصحي في زيمبابوي كغيره من كثير من الخدمات العامة انهار في عهد موغابي بسبب الإهمال والفساد. وتعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والأجهزة بينما لم يتلقى الأطباء والممرضات أجورهم من اكتر من اربعة اشهر . وكتب المسؤول في منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية إيان ليفين في تغريدة أن “تعيين موغابي سفيرا للنوايا الحسنة أمر مزعج لمنظمة الصحة العالمية وللدكتور تيدروس”.
ورأى أكبر أحزاب المعارضة في زيمبابوي “الحركة الديموقراطية للتغيير “أن تعيين موغابي “غريب ومضحك”. وقال الناطق باسم الحزب أوبرت غوتو لفرانس برس إن “النظام الصحي في زيمبابوي في حالة فوضى و فساد وهذه إهانة للشعب الزيمبابوي التواق للحرية و الديمقراطية ”
وأصدرت 12 منظمة، منها: الاتحاد العالمي للقلب، ومنظمة العمل ضد التدخين، ومنظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، بياناً مشتركاً انتقدت فيه اختيار موغابي، قائلةً إن مسؤولي الصحة “صُدموا بشدة ،ولديهم قلق شديد حيال الموضوع “، مشيرين إلى “سجل موغابي الطويل في التعذيب والاعتقال و انتهاكات حقوق الإنسان” ، وقالت تلك المنظمات إنها نقلت مخاوفها إلى تيدروس على هامش مؤتمر منتي فيديو بالأورغواي ، لكن “دون جدوى”.
وفي 2008، أصدرت جمعية “أطباء من أجل حقوق الإنسان” الخيرية المستقلة تقريراً يوثّق حالات الفشل بالنظام الصحي في زيمبابوي، قائلة إن سياسات موغابي أدت إلى أزمة من قطاع الصحة بالزيمبابوي. وقالت الجمعية: إن “حكومة موغابي تسببت في تراجع كبير في فرص حصول مواطنيها على الغذاء، والمياه النظيفة، والصرف الصحي، والرعاية الصحية الأساسية”.
وأضافت أن “نظام موغابي استخدم كل الوسائل التي تحت تصرّفه، وضمن ذلك تسييس القطاع الصحي؛ للحفاظ على سيطرته على السلطة و ممارسة الاستبداد ضد الشعب الزيمبابوي”.
التعليقات مغلقة.