“الأحرار” يبرز دور البرامج التنموية التشاركية للجماعات الترابية من خلال ثلاث نماذج

حرص التجمع الوطني للأحرار على إبراز أهمية البرامج التنموية التشاركية للجماعات الترابية وتأثيرها على تطور المدن والأقاليم، من خلال الكشف عن حصيلة عمل ثلاث نماذج الأول منها يتعلق بجماعة بوعك إقليم الناضور والثاني يتعلق بالمجلس الإقليمي لتزنيت ثم مجلس جهة سوس ماسة.

وتم خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه الحزب اليوم الجمعة بالمقر المركزي بالرباط، والمخصص لتقديم “مسار المدن” وهو خلاصات قافلة الأحرار “100 يوم 100 مدينة، بسط حصيلة الجماعات الترابية المذكورة، للتأكيد على ضرورة اعتماد مسيري الغذ على برامج نابعة من قواعد المواطنين المعنيين بالتنمية في مجالهم الجغرافي.

وأوضح محمادي توحتوح رئيس شبيبة التجمع الوطني للأحرار بجهة الشرق ورئيس جماعة بوعرك التي تتواجد بإقليم الناضور وتتوسط 8 جماعات، أنها تطل على بحيرة مارشيكا التي تعرف اليوم كأحد أكبر وأضخم المشاريع السياحية في المملكة.

وأضاف توحتوح أن موقع جماعة بوعرك جعلها تعيش تحولات مهمة خاصة على مستوى التوسع العمراني، لأنها تشكل امتداداً طبيعي لمجموعة من المدن الكبرى كالناضور، وبالتالي ارتفع عدد سكان الجماعة حسب الإحصان الأخير، لكن هذا الارتفاع لم يُواكب على مستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بسبب قصور المجالس المنتخبة وبالتالي تراكمت المشاكل.

وتابع أن هذا الوضع أفرز معاناة للساكنة، والتي تتحمل هي نفسها جزء من المسؤولية كونها لا تشارك في السياسة ولا الانتخابات، إذ منذ تأسيس الجماعة سنة 1992، ظلت تسير من نفس الحزب لغاية سنة 2015.

وأردف قائلاً “اعتمدنا على مقاربة تشاركية ونظمنا سلسلة من اللقاءات مع المواطنين والمجتمع المدني وتمكنا من رسم وبشكل جماعي برنامج بأولويات واضحة وذلك إيماناً منا بأن البرامج الناجحة هي تلك التي يساهم فيها المواطن
ثم شرعنا في تعبئة الإمكانيات والشركاء لتنفيذه، واستطعنا بفضل التعاون القائم بين جميع المتدخلين من سلطات المحلية والاقليمية والقطاعات الحكومية من تحقيق حصيلة ساهمت في تجاوز الكثير من الصعوبات والتخفيف من المعاناة”.

وأشار توحتوح إلى عدد من المشاريع المنجزة ضمن حصيلة المجلس الجماعي، بينها برنامج ربط أكثر من 2000 منزل بالماء الصالح للشرب وإصلاح أكثر من 100كلم من الطرق القروية، وتوسيع أسطول النقل المدرسي وتوفير درجات هوائية للتلاميذ الذين يصعب وصول الحافلات إلى أماكن سكنهم، والمساهمة في بناء وتشييد مؤسستين للتعليم الابتدائي وإحداث نادي نسوي بمنطقة « الغريبة » لتقديم خدمات مماثلة من أجل تأهيل النساء للحصول على فرص عمل ذاتية بهدف التوفر على دخل قار.

من جهته، أوضح عبد الله غازي عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس الإقليمي لتزنيت، أن دور الإقليم والعمالة كجماعة ترابية محوري كونه قطب الراحة في المشهد الترابي المؤسساتي.

وأبرز غازي أن المجلس عرف تحدي التعاقد والوفاء به على مستويين، الأول في البرنامج الانتخابي المحلي والثاني على مستوى التنمية الاقليمية، وهي تحديات تضمن التخطيط الاستراتيجي والتعاقد السياسي مع الساكنة، وتحسين صورة المجلس وإشعاعه وضمان حضوره، فضلا عن تعزيز المشهد المحلي.

وأكد غازي على أنه تم إخراج البرامج كحقوق للساكنة وليس كعطايا، وتم الترافع والاشتغال مع القطاعات الأخرى من مؤسسات الدولة ومجتمع مدني لتحقيقها.

وشدد على أن المجلس الإقليمي لعب دوره كرافعة للتنمية والتفاعل مع القضايا الآنية، عبر ربح رهان التميز والتجديد الترابي والابتكار.

وحول تنزيل برنامج التجمع الوطني للأحرار على المستوى المحلي أوضح غازي أنه على مستوى النقل المدرسي وصل عدد الحافلات المقتناة منذ 2017 إلى 59، فضلا عن مشروع بناء مخيم الطفولة في شاطئ أكلو ودعم السكن الجامعي، وتحفيز الأطر الطبية والشبه الطبية للاستقرار بالعالم القروي والمناطق النائية بالإقليم، ويهدف هذا المشروع لتشجيع الأطر الطبية والممرضين على الإستقرار في تراب الإقليم وتحفيزهم لتحسين المردودية.

وبفضل ترافع المجلس الإقليمي، تمكن المجلس يضيف غازي من توفير الوعاء العقاري والتعاقد مع الجامعة، لبناء قرية المعرفة، حيث تم اليوم إبرام صفقات للشروع في هذا المشروع الذي يضم عدداً من مرافق التعليم العالي.

وفي سابقة من نوعها عمل المجلس الإقليمي على تعليم تيفيناغ لفائدة الفاعلين الترابين، ومن المنتظر أن يصدر أول معجم خاص بهذه المبادرة الأسبوع المقبل.

بدوره أوضح إبراهيم حافيدي رئيس جهة سوس ماسة ومنسق الحزب بإقليم أكادير، أن مجالس الجهات تهتم بالتنمية الاقتصادية والتكوين المهني وإعداد التراب.

وفي ما يخص حصيلة الجهة، قال حافيدي إنها تهم 3 محاور مهمة، أبرزها تقوية الاقتصاد المستدام بالجهة وتنويعه، وتحويل أكادير الكبير إلى قطب حضاري، والتنمية الاجتماعية المستدامة والتضامنية، والتي تشمل الأقاليم الست للجهة، كما أبرز مشاريع أفقية حول كيفية تحسين جاذبية الجهة عبر مشاريع ضخمة كاشغال توسيع الميناء والحكامة.

واسترسل حافيدي قائلاً “نحن محظوظون في هذه الولاية لأن تنويع الاقتصاد، جاء في خضم برنامج التسريع الصناعي الذي أشرف عليه جلالة الملك، والذي منح إنطلاقة للجهة في مجال التصنيع”.

وكشف المتحدث ذاته أن برنامج الجهة يضم 24 مشروعاً كبيراً مهيكلاً بميزانية تصل إلى 25 مليار، أبرم في شأنها ما يقرب من 357 اتفاقية، 96 منها تم تفعيلها.

وفي ما يخص التشغيل، أوضح حافيدي أنه تم إنجاز برنامج بشراكة مع وزارة الشغل والإدماج المهني، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، تم خلاله مواكبة 120 جمعية مشتغلة بالتعليم الأول، وتشغيل 100 مربي/مربية، وتشغيل 14 موجاز في الخبرة المحاسبتية.

وأشار حافيدي أيضاً إلى أشغال تحلية المياه البحرية، الذي أعطيت انطلاقة بنائه شهر غشت 2018، تصل نسبة تقدم أشغال المحطة اليوم إلى 94 في المائة، ونسبة تقدم أشغال الشبكة إلى 100 في المائة، وستمكن المحطة في المرحلة الأولى من إنتاج 275.000 متر مكعب يوميا من المياه موزعة كما يلي:
000 150 متر مكعب يوميا لسقي 15.000 هكتار من الأراضي الفلاحية و
125.000 متر مكعب يوميا مخصصة للماء الصالح للشرب.

وفيما يخص برنامج تقليص الفوارق المجالية والإجتماعية بالعالم القروي، تم تحسين ظروف عيش الساكنة القروية وولوجها للخدمات الأساسية والاجتماعية من طرق-ماء-كهرباء-صحة وتعليم من خلال 729 مشروع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد