انطلقت، مساء يوم الجمعة11 ابريل 2014 بمدينة أكادير، فعاليات الملتقى الجهوي الأول للسياسات الثقافية المحلية، الذي تنظمه على مدى يومين جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية بشراكة مع مجلس الجهة.
وشدد والي الجهة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد محمد اليزيد زلو، خلال افتتاح هذا الملتقى، الذي جرى بحضور عدد من المثقفين والمبدعين والفاعلين الجمعويين والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، على أهمية هذه المبادرة التي تأتي لمواكبة الأوراش الكبرى التي تعرفها الجهة على أكثر من صعيد.
وبعدما ذكر بالغنى الثقافي المادي وغير المادي الذي تزخر به الجهة (إكودار وقصبات ومدارس عتيقة وصنائع ونقوش صخرية وغناء ورقص وموسيقى وزرابي وحلي)، نوه بالديناميكية التي تعرفها الجهة على المستوى الثقافي باعتبارها ظلت تشكل منطقة جذب بشري من خلال تجذرها بين الصحراء جنوبا و الهضاب والجبال والسهول شمالا وشرقا.
وأبرز الوالي أيضا أهمية وضع استراتيجية جهوية للنهوض بالقطاع الثقافي ضمن سياسة تنموية تروم التكامل والتناغم مع باقي القطاعات، مشيرا إلى ضرورة القطع مع ما يعتري المجال الثقافي من معيقات ليصبح أداة في خدمة التنمية بفضل مقاربة تشاركية تضمن انخراط جميع الفاعلين.
ومن جانبه، أوضح رئيس مجلس الجهة، السيد إبراهيم الحافيدي، أن الاستراتيجية الجهوية للثقافة تتضمن ثلاثة محاور؛ قوامها المحافظة على التراث والعمل على تثمينه وتشجيع المبدعين وهيكلة القطاع، معتبرا أن حركية الجهة وثراءها الثقافي المادي وغير المادي يحد من فعاليتها غياب نوع من التنظيم الذي يضمن الاستدامة والاستمرارية.
وشدد، في هذا السياق، على أهمية خلق نوع من التنسيق بين المهرجانات والأنشطة الثقافية والفكرية التي تشهدها الجهة على مدار العام بما يجعل منها رافعة للتنمية ورافدا أساسيا لخلق الثروة ضمن مقاربة تستحضر البعد الاقتصادي.
ومن جهته، قدم رئيس جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، السيد حسن بنحليمة، عرضا وافيا حول مؤهلات الجهة على المستوى الثقافي، معربا عن أمله في أن يشكل هذا الملتقى إطارا للتواصل وتبادل الرؤى والمعطيات حول قضايا العمل الثقافي والخطط المقترحة لإنعاشه بين الفاعلين السياسيين والعاملين في القطاع الثقافي وإدارات الدولة ذات الصلة ومكونات المجتمع المدني والمحتضنين والمدعمين للشأن الثقافي بالجهة.
ويتطلع هذا الملتقى إلى إقرار مبادئ كبرى للعمل المشترك من أجل سياسة ثقافية عمومية جهوية متكاملة ومندمجة تضع نصب العين تثمين العرض الثقافي وتنمية المجالات الترابية والرفع من جاذبيتها من خلال جودة البيئة الثقافية وتنمية المجتمع وتعزيز التعدد ومحاربة الهشاشة الثقافية.
ويراهن المنظمون على إقامة معرض للمنجزات والمشاريع الثقافية على صعيد مختلف مناطق الجهة (تصاميم ومجسمات وصور وملصقات ومعطيات إحصائية و إصدارات ودلائل وشرائط فيديو)، تبرز التنوع الثقافي بالجهة ومدى العناية به والاستثمار فيه من أجل تحقيق التنمية الشمولية.
كما يتوخى المنظمون من هذا الملتقى الخروج برؤية مهيكلة ومشتركة بين مختلف الفاعلين؛ تقوم على منهجية جديدة تندرج ضمن الصناعات الثقافية الخلاقة، في إطار منظور يفترض “المزيد من التكامل بين الرؤيتين الوطنية والجهوية والمزيد من الالتقائية والهيكلة والتنظيم الناجع على الصعيد المحلي”.
وتتمحور أشغال هذا اللقاء حول سلسلة من المداخلات تهم مواضيع “الاستراتيجية الجهوية للتنمية الثقافية بجهة سوس ماسة درعة: أية آفاق؟” و “خلاصات الأوراش التشاورية الإقليمية” و”نحو سياسة ثقافية عمومية مساهمة في التنمية”، بالإضافة إلى عرضين حول تجربة مدينة أصيلا وجمعية المحيط في التنشيط الثقافي من خلال موسم أصيلا الثقافي، والتجربة الثقافية لمدينة الصويرة من خلال مهرجاناتها التراثية.
كما يتضمن البرنامج أربع ورشات تخص “الثقافة والتراث المادي وغير المادي والسياحة الثقافية وتنمية المجالات الترابية”، و”تثمين الحياة الثقافية: دور البنية التحتية والكفاءات البشرية والوساطة الثقافية والشراكات”، و”الصناعات الثقافية والاقتصاد الثقافي: فرص التشغيل والتنمية الترابية”، و”الهوية والثقافة وأدوار التعليم والتكوين والبحث العلمي ووسائل الاتصال”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.